ككل عام ترسخت عادة منذ ستة عشر عاما لدى القراء والكتاب العرب والساحة الثقافية العربية عموما، وهي انتظار القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، ومن بعد القائمة القصيرة، وصولا إلى الكاتب المتوج. إذ نجحت الجائزة في خلق حركية أدبية كبرى في عالم الرواية، وصارت أول معيار لتقييم الروايات وتسليط الضوء عليها وضمان نجاحها. نجاح ستحققه روايات القائمة القصيرة للجائزة هذا العام كسالفاتها.
أبوظبي- أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (آي باف) في الإمارات الأربعاء القائمة القصيرة لدورتها السادسة عشرة والتي ضمت ست روايات من الجزائر والعراق وليبيا ومصر والسعودية وسلطنة عمان.
وتضم القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية السادسة عشرة ثلاث كاتبات وثلاثة كتّاب من ستة بلدان عربية، تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة وهامة.
روايات متنوعة

شملت القائمة القصيرة للجائزة هذا العام روايات “مَنّا” للجزائري الصديق حاج أحمد والصادرة عن دار الدواية للنشر والتوزيع، و”حجر السعادة” للعراقي أزهر جرجيس والصادرة عن دار الرافدين، و”كونشيرتو قورينا إدواردو” لليبية نجوى بن شتوان وقد صدرت عن منشورات تكوين، و”أيام الشمس المشرقة” للمصرية ميرال الطحاوي والصادرة عن دار العين، و”الأفق الأعلى” للسعودية فاطمة عبدالحميد والصادرة عن دار مسكلياني، و”تغريبة القافر” للعماني زهران القاسمي من إصدار دار رشم.
وجرى الإعلان عن القائمة القصيرة في مؤتمر صحفي عُقد افتراضياً، حيث كشف محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء اللجنة، وهم ريم بسيوني (أكاديمية وروائية مصرية) وتيتز روك (أستاذ جامعي ومترجم سويدي) وعزيزة الطائي (كاتبة وأكاديمية عُمانية) وفضيلة الفاروق (روائية وباحثة وصحافية جزائرية) وياسين عدنان (عضو مجلس الأمناء) وفلور مونتانارو (منسقة الجائزة).
وقال الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري في بيان الإعلان عن القائمة القصيرة “تتميز القائمة القصيرة لهذه السنة (2023) بتنوع كبير في المضامين، فمن تفسخ مجتمع ما بعد الحرب والصراعات الطائفية، ووقوع عبء هذا التفسخ على الطفولة وعلى البسطاء من الناس، كما في رواية ‘حجر السعادة’، إلى أسطورة الماء وتجلياتها في ذاكرة الناس ومخيالهم الجماعي كما في رواية ‘تغريبة القافر’. ومن عوالم الهجرة وتقلبات الإنسان بين أعطاب المكان الأصل وعنف مكان النزوح، كما في رواية ‘أيام الشمس المشرقة’، إلى صراع الإنسان مع الظلم والاستبداد السياسي الذي لا يغلق باب جحيم الحاضر حتى يفتح باب جحيم المستقبل، كما في رواية ‘كونشرتو قورينا إدواردو’”.
وتابع “ومن أهوال اللقاء مع الموت والحب ومع تقاطعاتهما الدائمة، كما في رواية ‘الأفق الأعلى’، إلى عوالم الصحراء بين جنوب الجزائر وشمال مالي، عندما يحولها الجفاف والمجاعة والوضع القبلي إلى مرآة تعكس جبروت الصحراء وهشاشتها في آن، كما في رواية ‘مَنّا’. ومع هذا التنوع في المضامين، فإن القارئ سيلتقي في هذه الروايات بكل تجليات الرواية العربية الحديثة، في بناءاتها، وخصائصها السردية، وفي أساليبها وتعدد أصواتها ولغاتها”.
من جانبه قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، “تحفر روايات القائمة القصيرة لهذه الدورة في خبايا الحياة العربية بتنوعاتها الإثنية وتنغيماتها الثقافية المتداخلة؛ لتسبرها من زوايا تعكس الحنين إلى الماضي في بعض الأحيان، وتبدد الآمال والأحلام في حيوات عربية حطمتها السياسة، وظروف الحياة القاهرة في أحيان أخرى على مستوى الفرد والجماعة. يميز هذه القائمة تنوّعها الجندري، وبروز أصوات روائية غير مكرّسة على الساحة الأدبية العربية، مما يدلّ على حيوية الحياة الثقافية العربيّة على الرغم من كل المعوّقات التي تواجهها”.
مكافأة التميز
شهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول كاتبتين سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة، وهما نجوى بن شتوان (عن “زرايب العبيد” في العام 2017) وميرال الطحاوي (عن “بروكلين هايتس” في العام 2011). كما وصل أزهر جرجيس إلى القائمة الطويلة في العام 2020 عن روايته “النوم في حقل الكرز”، فيما ترشح ثلاثة كتاب إلى المراحل النهائية للمرة الأولى، وهم الصديق حاج أحمد وفاطمة عبدالحميد وزهران القاسمي.
يحصل كل من المرشحين الستة في القائمة على عشرة آلاف دولار فيما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية، وسيجري الإعلان عن الرواية الفائزة في احتفالية تقام في أبوظبي يوم الحادي والعشرين من مايو 2023.
وتأسست الجائزة، التي تهدف إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، عام 2007 ويرعاها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في إمارة أبوظبي مع دعم من مؤسسة جائزة بوكر العالمية في لندن.
وتوصف الجائزة بأنها “جائزة البوكر العربية” إلا أن هذا ليس بتشجيع أو تأييد من الجائزة العالمية للرواية العربية أو من مؤسسة جائزة البوكر وهما مؤسستان منفصلتان ومستقلتان تماماً. والجائزة العالمية للرواية العربية ليست لها أي علاقة بجائزة بوكر.
وتسعى الجائزة كذلك إلى رفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.
وبالإضافة إلى الجائزة السنوية تدعم “الجائزة العالمية للرواية العربية” مبادرات ثقافية أخرى، وقد أُطلقت عام 2009 ندوتها الأولى “ورشة الكتّاب” لمجموعة من الكتاب العرب الشباب الواعدين.
“صحيفة العرب”