• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الخميس, نوفمبر 13, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    slide 1 of 1
    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    slide 1 to 4 of 4
    الشرع- ترامب: ماذا دار في “الاجتماع السّرّيّ”؟

    الشرع- ترامب: ماذا دار في “الاجتماع السّرّيّ”؟

    زيارة الشرع لواشنطن ورسالة من الباب الخلفي

    زيارة الشرع لواشنطن ورسالة من الباب الخلفي

    ترامب يستقبل الشرع: نعمل لتوافق إسرائيلي مع سوريا

    الشّرع في البيت الأبيض: شرعيّة الصّورة الأقوى..

    من الصراع على سوريا إلى الصراع من أجل سوريا

    من الصراع على سوريا إلى الصراع من أجل سوريا

  • تحليلات ودراسات
    slide 1 to 4 of 4
    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

  • حوارات
    slide 1 to 4 of 4
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    slide 1 to 4 of 4
    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    slide 1 to 4 of 4
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    slide 1 of 1
    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    slide 1 to 4 of 4
    الشرع- ترامب: ماذا دار في “الاجتماع السّرّيّ”؟

    الشرع- ترامب: ماذا دار في “الاجتماع السّرّيّ”؟

    زيارة الشرع لواشنطن ورسالة من الباب الخلفي

    زيارة الشرع لواشنطن ورسالة من الباب الخلفي

    ترامب يستقبل الشرع: نعمل لتوافق إسرائيلي مع سوريا

    الشّرع في البيت الأبيض: شرعيّة الصّورة الأقوى..

    من الصراع على سوريا إلى الصراع من أجل سوريا

    من الصراع على سوريا إلى الصراع من أجل سوريا

  • تحليلات ودراسات
    slide 1 to 4 of 4
    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

  • حوارات
    slide 1 to 4 of 4
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    slide 1 to 4 of 4
    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    slide 1 to 4 of 4
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

طبقات ثلاث لمساعي السلام في السودان وسط فسيفساء دينية وعرقية

حسام عيتاني

05/05/2023
A A
طبقات ثلاث لمساعي السلام في السودان وسط فسيفساء دينية وعرقية
0
SHARES
4
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

الحرب في السودان اليوم هي، بمعنى ما، حصيلة انهيار اتفاقيات السلام والانتقال الديمقراطي السابقة وآخرها “الاتفاق الإطاري” الموقع في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسيادة منطق الأثرة والعنف على حساب المصلحة السودانية العامة.

هدفت الاتفاقيات إلى تحقيق أمور عدة، جاء اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع ليعلن استحالة تحقيقها، في ظل موازين القوى الداخلية وشبكة التحالفات والعلاقات الخارجية التي يتمتع بها كل طرف، في الوقت الحاضر. وينذر الوضع الدولي المفتقر الى القيادة والرؤية باستمرار الحرب سنوات طويلة.

مبنى من ثلاثة طوابق شيد على مجموع المعاهدات والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف السودانية التي تحالفت ثم تحاربت، وبعد ذلك تصالحت في سلسلة متشابكة من الصراعات كانت ميادينها تمتد على مساحات شاسعة من السودان، من جنوبه- قبل الانفصال عام 2011- إلى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وتعددت أسباب التبدل سريع الوتيرة والمستمر والانتقال بين حالتي الحرب والسلم وما بينهما ودوافعه، من الاعتراض على الاستبداد السياسي والتمييز العرقي بين المكونات السودانية، وسوء توزيع الثروات الوطنية على المناطق، في بلد كان يعتبر من الأغنى زراعيا بين الدول العربية، إضافة إلى ما تكتنز أرضه من معادن ونفط. ناهيك عما عبر الجنوبيون عنه من اصرار على هويتهم المميزة بأكثريتهم المسيحية ، وكذلك الأرواحية (المعتقدات التقليدية للسكان الأصليين) حيث رفضوا محاولة الرئيس الأسبق جعفر نميري فرض الشريعة الإسلامية كمصدر للقوانين وهو ما كان السبب المباشر في اندلاع حرب الجنوب الثانية في 1983.

الطابق الأول: اتفاقيات نيفاشا

بُني الطابق الأول، إذا جاز التعبير على أساس الحرب الضارية التي شهدها جنوب السودان على فترتين بين 1955 و1972، ثم من 1983 إلى 2004. أهمية هذه الحرب، إلى جانب خسائرها البشرية الهائلة والمجاعات التي تسببت فيها والمعاناة الكبيرة التي أصيب السودانيون بها في الشمال والجنوب من تبعاتها، أنها أظهرت ما امتنع كثير من السياسيين السودانيين الشماليين عن الاعتراف به، وشكل تحديا لطيْفٍ واسعٍ من الزعماء متنوعي الانتماءات الذين تشاركوا في إنكار الحقيقة القائلة بأن جنوب السودان لن يكون جزءا من دولة موحدة يحتل فيها المتحدرون من أصول عربية موقع الصدارة.

 

Getty ImagesGetty Images
جون قرنق في صورة من الارشيف

 

استغرق الأمر ستة عقود وملايين الضحايا وتهتك بنية الدولة السودانية برمتها، قبل وصول السياسيين في الشمال إلى القناعة تلك القائلة بأن الجنوب مختلف عرقيا ودينيا وثقافيا عن الشمال، ولاحقا سيظهر ان الجنوب متعدد المكونات الى حد سيؤدي الى اندلاع الحرب الأهلية التي خاضها رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه/ خصمه ريك مشار بين العامين 2013 و2020 واتخذت هي أيضا طابع صراع قبلي بين الدنكا والنوير رغم أبعادها السياسية.

مهما يكن من أمر، كان اتفاق نيفاشا في كينيا بين حكومة الرئيس السابق عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق هي التي فتحت الطريق إلى استقلال الجنوب بتأكيدها على إجراء استفتاء بعد فترة من الحكم الذاتي في جميع أرجاء السودان، وهو ما حصل في 2011 بالتزامن مع اندلاع حرب جديدة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بسبب الخلاف على إجراء الانتخابات في الولايتين.

 

المفارقة أن الحرب في الجنوب ما كانت لتنتهي لو لم يصَب السودان بالإنهاك جراء حرب ثانية في دارفور بين القبائل ذات الأصول العربية وبين قبائل الفور (وهم جماعة عرقية غرب السودان). إضافة إلى العقوبات الأميركية التي جاءت بعد تصنيف واشنطن للسودان دولةً راعية للإرهاب وعلى أثر الفظائع التي ارتكبتها القوات الموالية لحكومة الخرطوم في دارفور وهزائم قاسية مني بها الجيش السوداني في الجنوب.

 

جاء اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في ظل موازين القوى الداخلية وشبكة التحالفات والعلاقات الخارجية التي يتمتع بها كل طرف، في الوقت الحاضر

 

 

الطابق الثاني: اتفاق السلام مع الفصائل المسلحة

وقع الاتفاق بين القسم الاكبر من الفصائل وبين الحكومة السودانية في أغسطس/آب 2020 في ظل أجواء التفاؤل التي سادت البلاد بعد سقوط حكم البشير وانطلاق عملية الانتقال السلمي إلى الحكم المدني. وشمل الحكومة والفصائل في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور التي كانت متحالفة في إطار “الجبهة الثورية السودانية” التي تشكلت لدعم “الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال” في صراعها مع الخرطوم الذي اندلع عام 2011 بعد النزاع على حق كردفان والنيل الأزرق في المشاركة في الاستفتاء على استقلال الجنوب.

وقضى الاتفاق الموقع في جوبا عاصمة جنوب السودان بمنح  ثلاثة مقاعد في مجلس السيادة، وخمس حقائب وزارية في مجلس الوزراء، لقادة الفصائل المسلحة المنضوية في الاتفاق الذي ينص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات. وقد ساهمت الأزمة الاقتصادية التي بدأت تتفاعل في الشمال بدفع المجلس الانتقالي إلى البحث عن مخارج تخفف التوتر السائد في النيل الأزرق وجنوب كردفان.

 

Getty ImagesGetty Images
مقاتلون من فصيل عبد الوحيد النور من “جيش تحرير السودان”الذي رفض اتفاقيات السلام في اقليم دارفور

 

وثمة مخاوف عميقة من أن الحرب الحالية بين الجيش و”الدعم السريع” ستضع الاتفاق المذكور على المحك وأن بقاءه أو سقوطه متعلق بما ستسفر عنه المعارك بين القوتين الشماليتين والوجهة التي ستمضي إليها الفئة المنتصرة. والحال أن الاتفاق هش في الأصل وقد جاء بعد مخاض طويل من التعقيدات التي ساهم فيها التعدد القبلي والإثني مساهمة لا تخفى.

الطابق الثالث: اتفاقيات ما بعد البشير

بعد إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير استجابة لضغوط الشارع، توصلت قوى “إعلان الحرية والتغيير” إلى اتفاق مع القوات المسلحة و”الدعم السريع” على تقاسم السلطة في إطار مجلس سيادي انتقالي.

صعوبات عدة برزت أمام الرؤية المتفائلة التي عمت بعد ما اعتبر نجاحا لثورة السودانيين في التخلص من دكتاتورية البشير وجماعة الإسلام السياسي التي أحاطت به منذ انقلابه عام 1989. وتبين أن معضلات عدة تحول دون المضي قدما في المسار الديمقراطي المرتجى. منها أن الجيش، على غرار كثير من الجيوش في دول العالم الثالث، يشارك مشاركة كبيرة في النشاط الاقتصادي ويسيطر سيطرة شبه كاملة على القطاعات المربحة.

نجم عن ذلك ظهور كتلة من كبار الضباط ورجال الأعمال الملتحقين بهم، شكلوا جميعا نخبة ذات مصالح ووشائج راسخة يصعب تغييرها من دون ضغط كبير من الشارع الذي أُنهك بعد أعوام من النضال لإسقاط البشير والتنافس بين أجنحة “قوى التغيير”.

 

ثمة مخاوف عميقة من أن الحرب الحالية بين الجيش و”الدعم السريع” ستضع الاتفاق مع الفصائل المسلحة على المحك وأن بقاءه أو سقوطه متعلق بما ستسفر عنه المعارك بين القوتين الشماليتين والوجهة التي ستمضي إليها الفئة المنتصرة

 

 

 

كما أن التلاعب بالمكون القبلي من قبل النظام السابق وتجييشه لمواجهة المعارضة المسلحة في دارفور من خلال جماعات الجنجويد التي تحولت إلى “قوات الدعم السريع”، أفضى إلى تغول هذه القوات وانقلابها إلى شريك في السلطة وسيطرتها على قطاعات اقتصادية حيوية وإقامتها علاقات تحالف مع قوى خارجية فاقمت بحساباتها المتناقضة من تعقيد الوضع السوداني. عليه، يبدو مبررا اليوم عدم الركون الى إعلان “قوات الدعم السريع” تبنيها لقضية الانتقال الى الحكم المدني.

استيعاب الميليشيات ومن ضمنها “الدعم السريع” في القوات المسلحة، قد يكون الشعرة التي قصمت ظهر بعير الدولة السودانية. لكن الوضع ما كان ليصل إلى هنا لو أن التنازع على السلطة وامتيازاتها لم يكن مزدحما بالعوامل الجهوية والقبلية والعرقية والطائفية.

وإذا عدنا إلى مكونات الصورة السابقة على اندلاع الحرب الحالية، سنجد فسيفساء ضخمة من العناصر تضاهي في تنوعها مساحة السودان الشاسعة وتنوع أقاليمه المناخية والزراعية وبناه الاجتماعية.

العرب والبجا

هناك أولا القوى التقليدية التي تضرب جذورها عميقا في المجتمع الذي يعلن الانتماء إلى قبائل عربية جاءت إلى السودان على دفعات. ويقال إن الهجرة العربية بدأت في الأعوام الأولى للخلافة الراشدة واستمرت إلى القرن الثاني عشر للميلاد وشملت كثيرا من القبائل العربية من نجد والحجاز ومن الأشراف. إضافة إلى وصول أفواج من قبائل بني هلال وبني سليم لاحقا.

وتنتشر قبائل البجا شرقي السودان قرب سواحل البحر الأحمر وهم من السكان القدماء في المنطقة. ولهم لغتهم وتقاليدهم وثقافتهم. ويسود الاعتقاد انهم من اقدم سكان السودان وقد تكيفوا مع الظروف المناخية القاسية في الصحراء الشرقية الممتدة بين البحر ونهر النيل.

 

استيعاب الميليشيات ومن ضمنها “الدعم السريع” في القوات المسلحة، قد يكون الشعرة التي قصمت ظهر بعير الدولة السودانية. لكن الوضع ما كان ليصل إلى هنا لو أن التنازع على السلطة وامتيازاتها لم يكن مزدحما بالعوامل الجهوية والقبلية والعرقية والطائفية

 

 

الطريقتان المهدية والختمية

التعبير السياسي للفئات التي اندمجت القبائل العربية معها، كان من خلال الطرق الصوفية، وخصوصا الطريقتين المهدية والختمية اللتين قامتا بأدوار بارزة، سواء في مقارعة الاحتلال البريطاني في عدد من المحطات اهمها حصار الخرطوم، والتصدي للحكم المشترك المصري– البريطاني. تطورت الطريقتان الى حزبين سياسيين احتلا حيزا مهما من الحياة العامة في السودان هما حزب الأمة الذي كان يعبر عن الطريقة المهدية، وحزب الاتحاد الذي تأسس لحمل وجهة نظر الطريقة الختمية.

 

Getty ImagesGetty Images
محمد احمد المهدي مؤسس الطريقة المهدية وقائد المقاومة السودانية للاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر

 

ومعروف أن الطريقة المهدية تعود إلى محمد أحمد المهدي الذي حارب الاحتلال البريطاني واحتفظت أسرته بموقع مهم في السياسة السودانية دام الى ما بعد الاستقلال، وكان من أبرز شخصياتها في العقود الماضية الصادق المهدي الذي تولى رئاسة الحكومة مرتين وأطاح به انقلابان عسكريان في كلتيهما.

دارفور
في أقصى الغرب السوداني تقع بلاد شعب الفور الواسعة، أو دارفور التي أسست سلطنتها، وحافظت على نوع من الاستقلال حتى سقوط عاصمتها (الفاشر) بيد القوات البريطانية عام 1916. والصراع الذي اندلع في 2003 بين الخرطوم وجماعات الجنجويد، من جهة، و”حركة العدل والمساواة”، و”حركة تحرير السودان”، من الجهة المقابلة، يمثل واحدا من الفصول المعقدة بين المكونات السودانية، حيث اتهم الفصيلان المسلحان السلطة المركزية بممارسة التمييز العنصري، فيما أدت الفظائع التي ارتكبها الجنجويد وقوات السلطة إلى توجيه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى الرئيس السابق عمر البشير.

 

الطريقتان المهدية والختمية قامتا بأدوار بارزة، في مقارعة الاحتلال البريطاني والحكم المشترك المصري– البريطاني، وفي تشكيل حزبين سياسيين احتلا حيزا مهماً من الحياة العامة في السودان

 

 

هناك من يعتبر الصراع في دارفور من أوائل الصراعات التي تسبب فيها التغير المناخي، حيث تطورت المناوشات بين المزارعين المستقرين من الفور، والرعاة الذين ينتمون إلى القبائل التي تعربت، إلى مواجهات عنيفة للاستحواذ على الأرض والكلأ والماء التي ما فتئت تتضاءل. وقد انحازت فيها الخرطوم إلى جانب قبائل الرعاة. ثم انفتح باب الاقتتال على مصراعيه ليشمل إبادة القرى وحرقها وحالات اغتصاب وقتل جماعي على ما وثقت المنظمات الدولية.

النوبة 

ولعل النوبة من المناطق التي شهدت أكثر الفصول إثارة في تاريخ السودان منذ مملكة كوش ومصر الفرعونية. وتشغل المنطقة المسماة النوبة قسما صغيرا مما كانت عليه في عصور سابقة. وبغض النظر عن الخلاف بشأن تعريف النوبة والنوبيين ومناطق انتشارهم من جنوب مصر إلى كردفان والنيل الأزرق، فقد اشتكوا دائما من التمييز العرقي ضدهم ومن حرمانهم من حقوقهم في المشاركة السياسية.

 

Getty ImagesGetty Images
نوبيات في مهرجان عن ثقافة النوبة في الخرطوم في 2015

 

في جميع الأحوال، شهدت جبال النوبة جولات مديدة من القتال، إذ انحاز أهلها إلى جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي كان يقاتل لاستقلال الجنوب. وقد رفضت الخرطوم إدراج ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ضمن أراضي جنوب السودان وهو ما أسس لجولات متعددة من القتال.

وقد انقلب وجود الذهب في هذه المنطقة إلى نقمة على أهلها، بسبب التنافس بين قوى السلطة المركزية المختلفة للاستفادة منه في ظل حرمان النوبة من عائداته.

ما تقدم لا يزيد عن كونه جولة سريعة في خلفية الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في مأساة تتنوع فصولها منذ عقود، وقد أتت على كثير من المقومات التي كان مفترضا بها أن تكون أساسا لبلد مزدهر تعمه الرفاهية، ويكون تعدد مكوناته العرقية مصدر غنى ومنعة، على ما نشهد في العديد من دول العالم.

“المجلة”

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

هل زار مظلوم عبدي الإمارات..لطلب الوساطة مع الأسد؟

Next Post

مؤرخ تركي: الانتخابات المقبلة قد تكون الأخيرة

Next Post
مؤرخ تركي: الانتخابات المقبلة قد تكون الأخيرة

مؤرخ تركي: الانتخابات المقبلة قد تكون الأخيرة

واشنطن تصدم وفد المعارضة السورية..ما علاقة السعودية؟

واشنطن تصدم وفد المعارضة السورية..ما علاقة السعودية؟

«أوهام ضائعة» بين بلزاك وكزافييه

«أوهام ضائعة» بين بلزاك وكزافييه

7 حقائق ينبغي معرفتها عن انتخابات تركيا

7 حقائق ينبغي معرفتها عن انتخابات تركيا

إيكونوميست: أسباب الحرب في السودان محلية والخطر من تدخل الفاعلين من الخارج

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

مشغل الفيديو
https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
00:00
00:00
01:06:03
استخدم مفاتيح الأسهم أعلى/أسفل لزيادة أو خفض مستوى الصوت.
نوفمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  
« أكتوبر    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d