دمشق – «القدس العربي»: أصيب مسؤول عسكري لدى «حزب الله»، أمس الأحد، بجروح خطيرة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون تحت سيارته، وذلك داخل المربع الأمني الذي تفرض قوات النظام السوري سيطرتها عليه في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا، في وقت كرر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، وقوفه إلى جانب الحراك السلمي في السويداء، ودعم المطالب المحقة والمشروعة، محذراً من فتنة تستهدف “ساحات الكرامة” في السويداء جنوب سوريا.
وقالت مصادر أهلية إن دوي انفجار سمع في المنطقة، الأحد، تلاه تصاعد لأعمدة الدخان بالقرب من البراد الآلي، فيما سارعت قوات النظام لفرض طوق أمني حول موقع الانفجار.
المسؤول الإعلامي لدى شبكة “شرق نيوز” وهي شبكة إعلامية معنية بنقل أخبار منطقة دير الزور والحسكة شرق سوريا فراس علاوي، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة المسؤول العسكري إياد الصالح الملقب بـ “أبو حيدر” وهو “قيادي يعمل لصالح «حزب الله» في المربع الأمني بالحسكة”، وذلك في شارع القضاة عند البراد الآلي وسط المدينة التي تضم مدرسة وبريداً لقوات النظام ومقراً لعناصر حزب الله في الصالة الرياضية. وأكد المتحدث “إصابة المسؤول لدى حزب الله اللبناني عن طريق عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارته.
وتسيطر قوات النظام السوري على أحياء صغيرة وسط مدينتي الحسكة والقامشلي، تضم أفرع النظام الأمنية ومباني حكومية تعرف باسم “المربع الأمني”، في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يرمز لها اختصار بـ “قسد” على مساحات واسعة في محيط هذه الأحياء.
مصادر محلية قالت إن المنطقة المستهدفة لم تشهد أي حوادث مماثلة منذ سنوات، حيث خلّف الانفجار حريقاً ضخماً في السيارة، قبل أن تتدخل فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخمادها.
وبينما التزمت الجهات الرسمية الصمت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القيادي السوري إياد الصالح المنخرط ضمن صفوف حزب الله أصيب بجروح خطيرة أدت إلى بتر قدميه ونقل على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارته من نوع “جيب” بالقرب من البراد الآلي ضمن المربع الأمني التابع للنظام في مدينة الحسكة.
ووفقاً للمرصد، فقد انفجرت السيارة بالتزامن مع ركوبه الحافلة، ونجم عن ذلك احتراق السيارة، حيث توجه عدد من المدنيين لإخماد النيران، وسط حالة استنفار لقوات النظام.
في غضون ذلك، كرر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، وقوفه إلى جانب الحراك السلمي في السويداء، مؤكداً عدم التراجع عن المطالب المحقة والمشروعة، التي “تمثل مطالب الشعب السوري” بأكمله، محذراً من أي فتنة تحاك ضد المحافظة.
وقال الهجري في بيان مرئي مصور: “نحيّ بالدرجة الأولى هذه اليقظة، لأن الفتن تشتغل هنا في ساحات الكرامة ليل نهار، ونهيب بكم من أي نوع من أنواع الفتنة تستهدف الساحة ووحدة الساحة وعنواننا، نبدأ بالسلام وننتهي بالسلام، ونؤكد أن مطالب الساحة محقة سواء بما يخص الجغرافيا السورية أو على مستوى العالم والقرارات الدولية”.
وأوضح أن مطالب الحراك المدني في السويداء “بدأت بمطالب خدمية، لكن عندما وجدنا أنه لا حياة لمن تنادي، ذهبت المطالب بالطريق الصحيح لبناء بلد وبناء دولة تليق بهذا الشعب الكريم من خلال الاعتصام الحضاري والسلمي”.
وقال: “نؤيد سلمية الساحة والإصرار على المطالب المحقة والقرارات التي تخص الانتقال السياسي السلمي، ونعمل على تحصيل حقوقنا بالشكل الحضاري السلمي لإنهاء الأزمة في سوريا”. شبكة “الراصد” المحلية، نشرت تسجيلاً مصوراً ظهر فيه الشيخ الهجري وهو يخاطب حشداً من الأهالي، قائلاً: إنّ هناك جهات تعمل على زرع الفتنة بين المتظاهرين داخل ساحة الكرامة، وأضاف أنّ هذه الفتن تستهدف وحدة الساحة وشبابها.
كلمة الشيخ الهجري جاءت بعد نحو أسبوع من رسالة تحذيرية أنذر فيها من فتنة تستهدف حراك السويداء، وذلك في أعقاب توجه أرتال عسكرية ضخمة من قوات النظام إلى مطار الخلخلة العسكري ومقار وأفرع النظام الأمنية داخل مدينة السويداء.
وقبل أيام، حذر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، من أي تصعيد عسكري محتمل يهدد أمن المحافظة، محملاً النظام السوري نتائج أي “حماقة” قد تهدد المنطقة، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن “يقف أمام الإرادة الشعبية الوطنية الصادقة”.
وأضاف الهجري في البيان الذي نشرته المعرفات الرسمية لـ “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز”: “نحذر أي جهة كانت من أي تصعيد، أو تحريك، أو تخريب، أو أذية، مهما كان نوعها. ونحمل المسؤولية كاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية هدّامة قد تترتب على أي حماقة أو تصرفات أو إجراءات مسيئة، حسب ما نشهده عن البعض من المستهترين بالحقوق ممّن لم يستوعبوا مواعظ التاريخ ويحاولون زرع الأحقاد والتخوين عبر الفتن والدمار من مواقع قاصرة عمياء مهما كانت منابعهم”.
وأكد في بيانه أن الشعب مستمر ومثابر بأعلى صوته وسلميّته ورقيّه لطلب حقوقه عبر النداءات المحقّة بسلمية تحت ظلال الدستور، والقوانين الخاصة، والدولية والأنظمة. وأكد أنه “لن يستطيع أيّ فاسد أن يمنع نور الحق من الوصول، ولا أن يقف أمام الإرادة الشعبية الوطنية الصادقة، ولا تنازل عن الأصول”. وانتهى بالقول: “لكل واقعة ما تستحقه، وعندنا لكل موقع رجاله”.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، قتل وجرح 7 مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمالي سوريا.
وقالت في بيان إنه “تم تحييد 7 إرهابيين من تنظيم “بي كي كي/واي بي جي” كانوا يستعدون للهجوم على مناطق درع الفرات، ونبع السلام المحررتين من الإرهاب شمالي سوريا. مؤكدة في البيان أن الجيش التركي سيواصل “تدمير أوكار الإرهابيين”.
وخلال السنوات الماضية، نفذت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” شمال سوريا، ضد تنظيمي “داعش” وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.