ترأس زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني جلسات مؤتمر نظمته حكومة الإنقاذ في إدلب تحت عنوان: “واقع أهلنا في المخيمات وسبل الاستجابة لهم”، والذي أطلق خلاله حملة “دفء الشتاء”، ومن ثم جال برفقة رئيسي حكومة الإنقاذ ومجلس الشورى العام على عدد من المخيمات والمناطق المستهدفة بالحملة في إدلب ومحيطها.
وأظهر الإعلام الرديف والرسمي في تحرير الشام جانباً مما أسموه “الحفاوة” التي لقيها الجولاني خلال جولته بين أهالي المخيمات، و”مشاهد من تواضعه كزعيم يستمع لشكاوى النازحين ومطالبهم”.
وقال الجولاني خلال المؤتمر، إن “الحملة تستهدف المخيمات غير المدعومة من المنظمات والمناطق القريبة من خطوط الرباط”، وهي المناطق النائية التي تسكنها أعداد قليلة من الناس قرب جبهات القتال جنوب وشرق إدلب.
وأضاف الجولاني “إن أهلنا الكرام هم أولى أولوياتنا وخاصة النازحين الذين فضلوا العيش في الخيام على العودة إلى سلطة العدو المجرم، وهذه الحملة هي لتخفيف البرد عن أهلنا، وتبقى المساعدات الإنسانية حلولاً مؤقتة وسنعمل على علاج أصل المشكلة، فالمساعدة الأسمى للنازحين هي تحرير مناطقهم وإعادتهم إليها وهذا الهدف على رأس أولوياتنا، فلا مصالحة مع العدو ولو بعد حين وسنواصل هدم منظومة الأسد حتى تحرير كامل سوريا وبناء مستقبلٍ يليق بأهل الشَّام”.
واستفز ظهور الجولاني الأخير السلفيين والمعارضين لتحرير الشام، وكان لافتاً جلوسه خلال المؤتمر على كرسي كبير بينما جلس رئيسا مجلس الشورى والإنقاذ اللذان كانا على جانبيه على كراسي أصغر. وقال مصدر سلفي: “على خطى المستبدين المصابين بجنون العظمة، نوع الكرسي للأتباع لا بد أن يكون أدنى من كرسي المعلم، الزعيم والقائد الأوحد، وأن يكون الذل واضحاً على الأتباع”.
وقال القيادي في فصائل الجيش الوطني علاء الدين أيوب ل”المدن”، إن “الجولاني يسرق أموال النازحين ويفرض عليهم المكوس والضرائب، ويقسم المناطق المحررة لمنطقتين ويقطعها بمعبر يمنع من خلاله مرور الخضروات، بينما يحتكر تجارتها المقربون من الزعيم وحاشيته”.
وأضاف أن الجولاني “يفتش في خزانات المحروقات في السيارات ويثقب عناصره عبوات الأطفال عند المعبر للبحث عن المازوت. يتهمهم الجولاني بالتهريب، بينما يحاول هؤلاء الأطفال تأمين لقمة عيشهم، وكفاية عائلاتهم”.
وتابع أيوب: “شاهدنا كيف أطلق عناصر الجولاني النار على الأطفال عند معابرهم، الغزاوية ودير بلوط، وكيف قاموا بقتل امرأة بسبب محاولتها إدخال كميات قليلة من المازوت على الحدود التي رسمها الجولاني لدولته المزعومة، وكيف يمنع وصول المحروقات من الشمال لإدلب، وبعدها وبكل وقاحة يطلق حملة دفء الشتاء ويتصدر المجلس، إنه الزعيم أبو محمد الجولاني”.
ويرى السلفيون أن الحملات هدفها بالدرجة الأولى دعائي لإظهار الجولاني كقائد وزعيم يهتم لأوضاع النازحين، وهي أيضاَ لدعم الخطاب الإعلامي الذي يتحدث دائماً عن الفروقات بين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تعاني من الفوضى وغياب المؤسسات الفاعلة، وبين مناطق سيطرة تحرير الشام التي تمتاز بالتنظيم والعمل المؤسساتي.
“المدن”