غداً الأحد سيصادف أحد الشعانين للطوائف الشرقية من المسيحيين …
يوم دخول الحبيب ابن مريم الى مدينة أورشليم القدس مع أصحابه .. والقبض عليه من قِبَل جنود الرومان وكهنة من اليهود المتزمّتين …
غداً ستُقرأ في كنائس شرقنا الحزين صفحات من الإنجيل في وصف إحدى أقدم عمليّات الاعتقال السياسي في تاريخ الإنسانية.. اعتقال ابن الانسان.. لمجرّد أنه قال ما يفكّر به، وما يعتقده بحرّية ودون خوف..
قد يحقّ لكنائس أوروبا والغرب الاحتفال بهذه الذكرى .. ذكرى مراحل الظلم والاضطهاد التي تجاوزته شعوبهم وحكّامهم.. ولكن السؤال الذي أوجّهه لأهل شرقنا الحزين، ولأهلي السوريين:
لِمَ الاحتفال لنا؟ لم تصبح ذكرى بعد ! فما زالت سجونكم مليئة بالآلاف من سجناء الرأي والضمير … ومازالت تلك الأرض بمجرميها وحكّامها الفاسدين تعذّب، وتصلب أبناءها لما يفكرون ويعتقدون!
ولأقول أيضاً للذين يعتقدون أن المسيحية، هي لقاح ضد الثورة وعنوان للخنوع والرضوخ … إن المسيح ابن مريم … كان وسيبقى رمزاً للثورات .. وكلمة حقّ، بمناسبة كهذه ، وبأوضاع كالتي نعيشها اليوم … لا يمكنني إلا الصراخ بأعلى الصوت والقول : الحرّية كلّ الحرّية لمعتقلي الرأي والضمير … والعدالة كل العدالة ضد المجرمين المستبدّين … والخزي والعار للمنافقين والمستفيدين …
وللحبايب … مساكم دوماً … خير ونور … أعياد وكلمة حقّ ..
كاتب سوري