ترجمة: عبد الحميد فحام
في مقابلةٍ حصرية أجرتها وكالة الأناضول التركية مع وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني وقام فريق الترجمة في “نداء بوست” بترجمتها قال الوزير الأيرلندي فيها: إن تمديد تفويض الأمم المتحدة بشأن المساعدة الإنسانية عَبْر الحدود إلى شمال غرب سورية أمر بالغ الأهمية.
وقال سيمون كوفيني إنه زار مقاطعة هاتاي التركية المُتاخمة لسورية مع نظيرته النرويجية أنيكين هويتفيلدت، مضيفاً أنه من المُهم تمديد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585 لاستمرار المساعدات عَبْر الحدود لسورية.
كما قال كوفيني: إن 800 شاحنة تعبر الحدود لأغراض المساعدة شهرياً. وأشار إلى أنه تمّ إنفاق 200 مليون يورو (209 مليون دولار) العام الماضي على العمليات التي تقودها الأمم المتحدة وأنه يمكن تزويد حوالَيْ 4 ملايين شخص بالمواد الأساسية مثل الإمدادات الطبية والملابس والخيام والبطانيات.
كما قال الوزير مُحذّراً: “إذا لم يُبقِ مجلس الأمن الدولي على هذا المعبر مفتوحاً بموجب تفويض من الأمم المتحدة، فسيتعين إنهاء وجود الأمم المتحدة هناك، وسيصبح هذا المعبر أكثر تعقيداً”.
وأضاف الوزير الأيرلندي أنه “بالطبع، إذا لم نتمكن من الحصول على المساعدة والدعم للنازحين في شمال غرب سورية، فسيتطلّع العديد من هؤلاء الأشخاص إلى المغادرة بدافع الضرورة”.
وقال: إن مجلس الأمن الدولي سيُقرّر ما إذا كان سيُمدّد تفويضه لمدة 12 شهراً أخرى في 10 تموز/ يوليو .
كما نوّه الوزير إلى أنه “في الوقت الحالي، يبدو أنه سيكون من الصعب للغاية تجديد هذا التفويض”. وقال كوفيني: إن روسيا، على وجه الخصوص، قالت: إنها مُتردّدة بشأن ما إذا كانت ستدعم تجديد التفويض لمدة 12 شهراً أخرى.
وقال كوفيني أيضاً: إن تركيا لها دور إستراتيجي في هذه المحادثات، وتحدث في هذا الشأن مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وقال: إن “الوزير جاويش أوغلو يتحدّث إلى نظيره الروسي سيرجي لافروف، فيما يتعلق بمحاولة ضمان بقاء هذه المساعدة الإنسانية الأساسية، والتي تتعلق أيضاً باستقرار النازحين في المنطقة، لمدة 12 شهراً أخرى”.
وقال كوفيني: إن محادثات العام الماضي كانت صعبة أيضاً لكن تمّ تمديدها. ومع ذلك، قال: “لن نعرف حرفياً حتى يوم التصويت” النتائج التي سيكون عليها الوضع في هذا التمديد الحالي.
الأمن الغذائي وحرب روسيا على أوكرانيا
وعن مسألة التخوفات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا قال كوفيني: إن المحادثات مع جاويش أوغلو كانت “جيدة جداً” وشكره على الجهود التي تبذلها تركيا “لإخراج ملايين الأطنان من الحبوب من أوديسا”.
وقال: “نعلم أنه بسبب العدوان الروسي وبسبب هذه الحرب، أصبح الأمن الغذائي مشكلة كبيرة للعديد من البلدان التي تعتمد على استيراد الحبوب على نطاق واسع من أوكرانيا وروسيا”.
وأضاف: “لذلك نحن بحاجة من وجهة نظر الأمن الغذائي ومن وجهة نظر تسعير المواد الغذائية إلى إيجاد طريقة لإخراج 22 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا إلى أجزاء أخرى من العالم تحتاجها”.
“أعتقد أن دور الأمم المتحدة وتركيا كان -ولا يزال- مهماً للغاية في تلك الجهود.”
عضوية أيرلندا في الناتو غير مرجحة على المدى القصير
وفي موضوع غير ذي صلة وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت أيرلندا ستسعى للحصول على عضوية الناتو بعد بَدْء الحرب الروسية على أوكرانيا، قال كوفيني: “لا أعتقد أن هذا مُحتمل على المدى القصير بالتأكيد”.
وقال: إن أيرلندا هي واحدة من أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وليسوا أعضاء في الناتو.
“أعتقد أن تركيز أيرلندا الآن هو زيادة استثماراتنا فيما يتعلق بقدراتنا الدفاعية والأمنية. كما أعتقد أننا سنفعل المزيد فيما يتعلق بالشراكات مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في مشاريع الدفاع والمشاريع الأمنية. لكنني أعتقد أيضاً أن أيرلندا ستحافظ على انحيازها غير العسكري.
اقتراح الحكومة البريطانية بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية “غير قانوني”
ووصف كوفيني القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية بأنه “غير قانوني”.
وأضاف الوزير أن الحكومة البريطانية قدّمت مشروع القانون إلى البرلمان الأسبوع الماضي، والذي ينصّ على تعديل أحادي الجانب لبروتوكول أيرلندا الشمالية، الذي يُنظّم التجارة بين أيرلندا الشمالية، وهي جزء من المملكة المتحدة وبين جمهورية أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزير الأيرلندي: “كل ما يمكنني قوله هو أن ما تقترحه الحكومة البريطانية الآن غير قانوني. وبموجب القانون الدولي، فإنهم يقترحون استثناء بنود كبيرة من المعاهدة الدولية التي وقّعوا عليها قبل بضع سنوات.
أعتقد أنه من المؤسف للغاية أن يختاروا القيام بذلك، ففي الوقت الذي يُعتَبر فيه القانون الدولي مهماً حقاً، تقوم الحكومة البريطانية بانتهاكه عن عمد لأسباب سياسية داخلية خاصة بها”.
وبالطبع، أردنا تجنّب الحاجة إلى إقامة بِنْية تحتية حدودية بين شمال وجنوب جزيرة أيرلندا، والتي كانت غائبة منذ اتفاق السلام قبل ما يقرب من 25 عاماً. وأضاف: “لذلك لا نريد العودة إلى الوراء”.
وحول إمكانية توحيد أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، قال كوفيني: “إن الأولوية في حلّ القضايا المُتعلّقة ببريكست هي محاولة إعادة بناء الثقة بين المجتمعات والقادة السياسيين في أيرلندا الشمالية، في محاولة لإعادة بناء الثقة بين دبلن ولندن”.
اتفاق السلام واضح جداً بشأن هذه القضية. لذا فإن ما يقوله الاتفاق هو أنه إذا كانت هناك أغلبية من الناس في أيرلندا الشمالية يريدون تغيير الوضع الدستوري لأيرلندا الشمالية، فسيتمّ تنظيم استفتاء للناس ليحصلوا على تصويت رسمي لهذا الغرض”.
“وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، بالطبع، هناك أسئلة حول ما يريده غالبية الناس في أيرلندا الشمالية، وهذا نقاش مشروع للغاية، وأريد أن أكون جزءاً منه أنا أيضاً”.
العلاقات الثنائية مع تركيا
وعن علاقات بلده مع تركيا قال كوفيني: إن تركيا وأيرلندا وصلتا إلى أعلى رقم على الإطلاق من حيث حجم التجارة الثنائية في عام 2021 التي وصلت إلى 1.7 مليار دولار.
وأشار إلى أنه “لكن بالطبع، هناك الكثير جداً من العروض المحتملة”.
وقال: إن تركيا هي خامس دولة يُفضّلها الأيرلنديون لقضاء العطلات، مؤكداً أن المزيد من التعاوُن الذي يغطي مجالات مثل التبادُل الطلابي وبرامج البحث المشتركة بين الجامعات وكذلك التجارة سيكون مفيداً للغاية لكِلا البلدين.
“نداء بوست”