اجتمع عدد من قيادات “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني”، مع زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني في إدلب، بعد معارك طاحنة أفضت الى سيطرة الأخيرة على مدينة عفرين وريفها، قبل أن تنسحب منها صورياً في وقت لاحق، بضغط من الجيش التركي.
وقال مصدر مقرب من تحرير الشام لـ”المدن”، إن كلاً من القياديين أبو توفيق تل رفعت وأبو عمر حجي حريتان وعبد العزيز سلامة الأعضاء في مجلس قيادة “الفيلق الثالث” و”مجلس الشورى العام”، التقوا مع الجولاني والقيادي العسكري البارز في “تحرير الشام” أبو ماريا القحطاني السبت في إدلب.
وأوضح المصدر أن اللقاء تركّز على بحث تطبيق تعديل الاتفاق القاضي بمشاركة “حكومة الإنقاذ” الذراع السياسي للهيئة، في عملية إدارة منطقة “غصن الزيتون”، وتعديله بطريقة أٌقرب ما تكون لاتفاق جديد. وأبدى قياديا “تحرير الشام” رفضهما لبعض القرارات التي اتخذها الفيلق خلال المعارك، وعدم حلّ بعض النقاط الخلافية التي تطالب بها “تحرير الشام”، أبرزها خروج “جيش الإسلام” نحو منطقة “نبع السلام” وإبعاده عن تشكيل “الفيلق الثالث”.
لكن عضو مكتب العلاقات العامة في “الفيلق الثالث” هشام سكيف، قلّل من أهمية الزيارة، معتبراً أنّ موقف الفيلق “ثابت تجاه جميع ما يؤدي إلى اتفاق مع تحرير الشام، ولم يتخذ أي موقف رسمي حتى الآن في هذا السياق”.
وقال سكيف لـ”المدن”، إن ما جرى هي “زيارات شخصية وباسمهم الشخصي فقط، وليس بتكليف رسمي من مجلس قيادة الفيلق الثالث”، وبالتالي “لا معنى للزيارة”، مؤكداً أنه “حتى الآن لا يوجد أي شيء رسمي”، مضيفاً أن “جميع الأنباء التي تتحدث عن الوصول إلى اتفاق جديد بعد مفاوضات مع تحرير الشام، منفية جملة وتفصيلاً”.
وشدّد على أن موقف “الفيلق الثالث” واضح، شارحاً: “لا نسعى إلى أي اتفاق جديد أو تعديل القديم مهما كان شكل التعديل، ولا نجري أي مفاوضات مباشرة بتكليف رسمي، أو مثل ما جرى بشكل غير رسمي عبر تلك الشخصيات بشكل فردي”.
وتواترت أنباء عن قيام مجلس الشورى العام بعزل القائد العام السابق للفيلق الثالث أبو أحمد نور بالإضافة إلى القياديين أبو العز أريحا وأبو بدر الباب من المجلس، وإحالتهم للمحاكمة بسبب “دورهم الرئيسي بالمعارك الأخيرة مع تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها من الجيش الوطني” في منطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات”.
وحول تلك الأنباء، قال سكيف إن “الفيلق الثالث يجري الآن مرحلة تقييم عامة بعد المعارك الأخيرة مع تحرير الشام، وهي حالة طبيعية وصحية”، نافياً وجود مثل تلك الإقالات في الوقت الحالي.
واندلعت في 11 تشرين الأول/أكتوبر، معارك بين الفيلق الثالث وفرقة الحمزة (الحمزات) في مدينة الباب شرق حلب على خلفية تورط الأخيرة في مقتل الناشط محمد أبو غنوم وزوجته في المدينة، امتدت في ما بعد إلى مدينة عفرين، وتدخلت على إثرها “تحرير الشام” في المعركة لصالح الأخيرة، سبقه انضمام فرقة “العمشات” أيضاً إليها، حيث تمكن ذلك التحالف من السيطرة على المدينة، والتقدم باتجاه معقل “الفيلق الثالث” الرئيس في أعزاز شمال حلب، قبل أن يتدخل الجيش التركي لمنعه.
وعلى الرغم من تدخل الجيش التركي، وقيامه بإنشاء نقطتين عند معبري الغزاوية ودير البلوط الفاصلين بين مناطق الجيش الوطني في “غصن الزيتون” شمال حلب مع “تحرير الشام” في إدلب، إلا أن الأخيرة لاتزال متواجدة ضمن المنطقة، وسط أنباء عن وجود رغبة تركية في مشاركة حكومة الإنقاذ في عملية الإدارة هناك، إضافة إلى منطقة “درع الفرات” في شرق حلب.
“المدن”