هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع عملية “المخلب – السيف” الجوية، ضد مواقع قسد شمالي سوريا، حيث أشار إلى مشاركة القوات البرية في المراحل المقبلة، فيما
قال مصدر عسكري من الجيش الوطني السوري برفع الجاهزية القصوى استعداداً للعملية العسكرية المحتملة، وذلك في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية أنها تتجه إلى إعلان التعبئة العسكرية في عين العرب وتل رفعت شمال سوريا.
وقال الرئيس التركي الإثنين، من غير الوارد أن تقتصر عملية “المخلب – السيف” على العملية الجوية وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية. وأشار أردوغان إلى تدمير 12 هدفًا تابعًا لقوات قسد المتمركزين في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، مشددًا على عدم وجود قيود بهذا الصدد وأن استمرار العملية وارد. وقال: “لم نتكلم عبثًا عندما قلنا إننا سنأتي على حين غرة، واتخذنا هذه الخطوة عندما حان الوقت المخطط والمنتظر”. وأضاف: “من غير الوارد أن تقتصر العمليات على الضربات الجوية وسنتخذ القرار ونتشاور بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية مع وحداتنا المعنية ووزارة دفاعنا وهيئة أركاننا وثم نتخذ خطواتنا بناءً على ذلك”.
“دفع الثمن”
وأكد حسب وكالة الأناضول التركية، أن العملية في شمالي العراق وسوريا لم يتم تنفيذها بشكل عشوائي، مضيفًا: “كما قلنا سابقًا، إذا أزعج أحد بلادنا وأرضنا فسنجعله يدفع الثمن، وهناك تنظيمات إرهابية في جنوبنا تخطط للعديد من الهجمات أو تنفذ مثل هذه الهجمات وتشكل خطرًا، من جانب العراق وسوريا” مشيراً إلى أن مدينة عين العرب على قائمة الأهداف، وأن الخطوة المتخذة جاءت وفقًا لذلك.
وكشف أردوغان عن مشاركة 70 مقاتلة وطائرة دعم ومسيرة في عملية “المخلب – السيف”، وأفاد بأنه تم تدمير 89 هدفًا للإرهابيين شمالي سوريا والعراق بينها مخابئ ومغارات وأنفاق ومخازن أسلحة ومقار ومعسكرات تدريب، تشكل تهديدًا لأمن تركيا وشعبها وحدودها.
وأوضح أنه سيتم لاحقًا إعلان من تم قتله وتحييده، قائلًا: “تم استهداف 45 وكرًا إرهابياً على عمق حوالي 140 كيلومتراً شمال العراق، و44 وكرا على عمق 20 كيلومتراً تقريباً في سوريا، وعادت عناصرنا المشاركة في العملية (سالمين) دون مشاكل”.
مقتل 3 أشخاص
وصباح أمس، قتل ثلاثة أشخاص، وأصيب آخرون بجروح بينهم اثنان حالتهم خطرة، جرّاء قصف صاروخي من “قسد” استهدف منطقة “قرقميش” التركية، المحاذية لمدينة جرابلس السورية.
وأفادت وسائل إعلام تركية، بأن 5 قذائف صاروخية مصدرها الأراضي السورية، سقطت في منطقة قرقميش الحدودية التركية، إحداها سقطت في مدرسة ابتدائية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، وتضرر بناء المدرسة.
من جهته، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء قصف على منطقة قرقميش. ونقلت وكالة الأناضول عن والي غازي عنتاب داوود غل، قوله، إن الصواريخ سقطت على مدرسة ومنزلين وأرض زراعية قرب معبر قرقميش الحدودي.
بموازاة ذلك، أكد مصدر رفيع في الجيش الوطني السوري لشبكة “نداء بوست” المحلية، صدور قرار بقطع جميع الإجازات ورفع الجاهزية القصوى استعداداً للعملية العسكرية المحتملة.
من جهتها، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بياناً تبنت فيه تنفيذ عمليتين انتقاميتين استهدفتا الجيش التركي، وقال البيان إن تركيا تواصل هجماتها على مناطقنا، وصعدت مؤخراً من هجماتها الجوية، بينما نفذت “قواتنا عمليتين انتقاميتين. العملية الأولى.
استهدفت مخفر أونجوبينار للشرطة الخاصة. أسفرت العملية عن مقتل 3 منهم أحدهم برتبة عالية إضافة إلى إصابة 8 آخرين. والعملية الثانية، نفذت في منطقة مارع ضد قاعدة دابق. هذه العملية أدت إلى مقتل جنود وإصابة 4 آخرين”.
وجاء البيان على لسان المتحدث باسم مجلس تل أبيض العسكري، وسام العمر، الذي أكد أن قوات مجلس تل أبيض العسكري “على أهبة الاستعداد للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها بحماية الأراضي السورية والشعوب الأصيلة الموجودة على هذه الأرض”.
وقالت وكالة “هاوار” الكردية التابعة لقوات “قسد”، إن “الجيش التركي قصف قريتي خربيسان وكوران شرق عين العرب في ريف حلب، وقرى زور مغار وآشمة دار بازني غرب عين العرب”. وأضافت أن الجيش التركي، قصف نقطة لقوات النظام في قرية قرموغ شرق عين العرب، كما قصف الجيش التركي مواقع في بلدة أبو رأسين شمال الحسكة وقرية ربيعات غربها، بالإضافة إلى أربع قرى بناحية تل تمر، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
في غضون ذلك، استهدفت قوات النظامين السوري والروسي، الاثنين، مناطق متفرقة في أرياف إدلب وحلب، بينما شهدت قرى وبلدت شرق حلب قصفًا مكثفًا لقوات سوريا الديموقراطية.
وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى في تصريح مع “القدس العربي” إن المنطقة شهدت قصفاً صاروخياً مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية استهدف منشرة للأحجار ومزارع على أطراف مدينة جرابلس شرقي حلب، حيث تفقدت فرق الإنقاذ الأماكن المستهدفة وتأكدت من عدم وقوع إصابات، مؤكداً أن قوات النظامين السوري والروسي قصفت الاثنين، بالمدفعية الثقيلة قرية قليدين بسهل الغاب شمالي حماة، ما تسبب بتدمير سيارة مدنية بدون وقوع إصابات. واعتبر المصطفى أن الهجمات المستمرة لقوات النظام وروسيا تهدد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا وتمنع الكثير من المزارعين من جني محاصيلهم الزراعية وتقوّض أي مساعٍ للاستقرار في المنطقة.
“القدس العربي”