بيان من حزب الشعب الديمقراطي السوري عن التطورات في السويداء
– صون كرامة السوريين طريق للسلم الأهلي والمصالحة –
مع استمرار العنف وانفلات التوحّش بين جميع الأطراف في السويداء، نؤكّد أن دم السوري على السوري حرام، وندين من يتسبب بسفكه أيّاً يكن انتماؤه أو تبعيّته، كما نستنكر أيّ عبث بالرموز الوطنية وأيّ تعدٍّ على كرامات الناس أو حيواتهم، لأن الضحايا والمدنيين في آخر الأمر جميعهم سوريون، ومن غير المقبول أن يهان أو يذلَّ سوريّ حرّ على يدِ سوريّ آخر. فنحن نسيج سوريّ، وكل مكون منا، هو جزء أصيل من تكوين وطننا.
لم يكن منطق الغلبة يوماً حلّاً للمشاكل والخلافات، ولا يمكن لوهم فائض القوة أو الاستقواء على شركاء الوطن بأعدائه مبرراً لفرض أجنداتٍ كارثية، تورط السوريين بمنزلقات دموية، وتنسف كلّ إمكانية للعيش المشترك.
إنّ بناء الدولة الجديدة، دولة المؤسسات والحريّات والمواطنة والقانون والتنوع الثقافي، ولا يمكن لهذه الدولة أن تتحقّق دون عقد اجتماعي يضمن الحفاظ على كرامة مواطنيها وصون مقدساتهم ورعاية رموزهم الاجتماعية والدينية.
إننا نرى أن سياسة القوة والإخضاع لن تؤدّي إلى استقرار أو تعايش مستدام بدون مشاركة فاعلة، بل إن الحوار السياسي الوطني، والتنازلات المتبادلة هي ما تدفع لمزيد من المشاركة لكلّ القوى الوطنية في السويداء وغيرها، وهي ما ستؤدي إلى تحييد بعض الزعامات الدينية والمحليّة المتصلّبة تجاه فكرة الانضواء تحت سقف الدولة.
من المعلوم أنّ الدولة هي وحدها من يحقُّ لها احتكار أدوات القوة والأمن وإنفاذ القانون، وتحقيق ما يعجز عنه سلاح العسكر، دون الإضرار بوحدة الوطن، والمسير بالمرحلة الانتقالية إلى نهاياتها التي يعمل السوريون جميعاً لإدراكها والمشاركة في إنجازها.
إنّ بعض الزعامات الدينية تتحمّل وأتباعها ومن تستقوي بهم الجزء الأكبر، من وزر دماء الضحايا الأبرياء والمدنيين التي أريقت، والمسؤولية الواضحة عن محاولة جرّ السويداء إلى معركة وجودية شبيهة بكسر العظم. متجاهلاً أن الخضوع للدولة ليس عيباً، وليس للدولة أن تنتهج القهر على مواطنيها، حتى وإن اضطرت إلى ذلك مرحليّاً. كما أن الفصائل المتطرفة تتحمل المسؤولية الأولى عن الانتهاكات ضد المدنيين العزل، ونستنكر حطّها من شأن أبناء السويداء وتاريخها الوطني والمشرف.
وعليه: يتوجب علينا كوطنيين، أن نعيد قراءة الواقع الجديد ومتغيراته على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتصويب رؤانا لبناء سوريا الجديدة، التي تحقق شروط المواطنة والمشاركة والمساواة لكل مكوّناتها الدينية والإثنية والطائفية.
إنّ اتفاق وقف إطلاق النار هو الخطوة اللازمة والأولى في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الثقة بين أبناء السويداء والدولة السورية،
وضمان الأمن والاستقرار، وتلبية لمطالب أبنائها، والتزام الدولة بحقوق جميع السوريين.
ولابدّ لنا من الإشارة إلى أن الاعتداء الإسرائيلي المدان بأشد العبارات، على هيئة الأركان ومحيط القصر الجمهوري، ما هو إلا محاولة لإدامة الصراع بين السوريين، وخلط الأوراق وزعزعة الاستقرار.
عزاؤنا لكلّ السوريين بجميع الضحايا الذين ارتقوا في السويداء..
ودعاؤنا بالشفاء لجميع الجرحى والمصابين.
دمشق 16 / 7 / 2025
مكتب الإعلام المركزي
لحزب الشعب الديمقراطي السوري