• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الإثنين, نوفمبر 10, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    قسد.. واندماج إعادة التدوير أو دمج الانحلال!

    قسد.. واندماج إعادة التدوير أو دمج الانحلال!

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    دود الخل

    الشرع في البيت الأبيض

    الحروب الثلاث والوعي البديل

    من نيويورك إلى غزّة

    الشرع والتزلج بين الكرملين والبيت الأبيض

    الشرع والتزلج بين الكرملين والبيت الأبيض

    الوجوه المتبدلة.. انتهازية تتجدد بين مرحلتين

    الوجوه المتبدلة.. انتهازية تتجدد بين مرحلتين

  • تحليلات ودراسات
    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صدمات وصفقات… كيف غيّر ترمب العالم

    صدمات وصفقات… كيف غيّر ترمب العالم

  • حوارات
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    قسد.. واندماج إعادة التدوير أو دمج الانحلال!

    قسد.. واندماج إعادة التدوير أو دمج الانحلال!

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    دود الخل

    الشرع في البيت الأبيض

    الحروب الثلاث والوعي البديل

    من نيويورك إلى غزّة

    الشرع والتزلج بين الكرملين والبيت الأبيض

    الشرع والتزلج بين الكرملين والبيت الأبيض

    الوجوه المتبدلة.. انتهازية تتجدد بين مرحلتين

    الوجوه المتبدلة.. انتهازية تتجدد بين مرحلتين

  • تحليلات ودراسات
    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    الشرع إلى واشنطن… التحالف الدولي يستعد لـ”شريك فوق العادة”

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صناعة الابتذال السياسي في سوريا

    صدمات وصفقات… كيف غيّر ترمب العالم

    صدمات وصفقات… كيف غيّر ترمب العالم

  • حوارات
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

إبراهيم حميدي

09/11/2025
A A
بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته
0
SHARES
0
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

السعودية “فتحت الأبواب”… ولقاء الشرع مع ترمب سيكون مفصليا

 

في الأيام التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبينما كان السوريون والعواصم الإقليمية والدولية يتداولون اسم أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) وسط قدر كبير من الغموض والشكوك والتساؤلات، كانت باربرا ليف أول مسؤولة أميركية تجلس معه وجها لوجه.

لم يكن الرجل آنذاك رئيسا، ولم يكن قد التقى أي مسؤول دولي رفيع، كما لم تكن واشنطن ولا العواصم الإقليمية الكبرى قد قررت بعد كيف ستتعامل مع المشهد الجديد في دمشق. كانت الأسئلة كثيرة: من هو الشرع عمليا؟ ما حجم نفوذه؟ هل يمثّل تهديدا أم فرصة؟ ومن يقف خلفه؟ ما مستقبل سوريا؟

اللقاء الأول بعد أسبوعين من هروب الأسد وقدوم الشرع إلى دمشق لم يكن بروتوكوليا أو مجاملة. فقد حملت ليف وفريقها مجموعة من الملفات الثقيلة: مكافحة الإرهاب، ملف الأميركيين المفقودين وفي مقدمتهم الصحافي أوستن تايس، الأسلحة الكيماوية، العلاقة مع الأكراد و”قوات سوريا الديمقراطية”(قسد)، وتنظيم المقاتلين الأجانب، ومراقبة الحدود مع العراق وتركيا، والعلاقات مع دول الخليج، ومستقبل الوجود الإيراني. تقول ليف في حديث مع “المجلة” إن الانطباع الأول كان حاسما: “فاجأني هدوءه واستعداده التفصيلي. لم يأتِ بشعارات، بل بخيارات عملية على الطاولة.” وتضيف: “كان يدرك حجم الشكوك حوله، لكنه بدا ملمّا بالملف إلى درجة غير متوقعة.”

وفي نهاية الاجتماع، اتُّخذ قرار أميركي رمزي لافت: إلغاء المكافأة المالية (10 ملايين دولار أميركي) المخصّصة للقبض على الشرع، في إشارة سياسية مبكرة إلى أنه لم يعد يُعامل كقائد فصائلي، بل كشريك محتمل في مسار سياسي وأمني واسع.

هذا الحوار الذي جرى في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، جاء قبل ثلاثة أيام من لقاء الرئيس أحمد الشرع والرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، يوم الاثنين. وعلى الرغم من أن وجود الشرع في العاصمة الأميركية اليوم يبدو أمرا بديهيا، فإن الطريق إلى هذه اللحظة لم يكن كذلك؛ إذ باتت هذه أول زيارة في التاريخ لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.

وتكشف ليف الكواليس التي قادت إلى أول ظهور دولي رفيع للشرع في الرياض يوم 14 مايو/أيار 2025، مؤكدة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أقنع الرئيس دونالد ترمب بلقاء الشرع في الرياض ورفع العقوبات عن سوريا لـ “إعطائها فرصة”. وتوضح: “منذ ذلك اللقاء تغيّرت المقاربة الأميركية من مراقبة حذرة إلى اختبار واقعي”، حيث كانت السعودية هي التي “فتحت الأبواب”.

اليوم، ومع لقاء الشرع–ترمب في المكتب البيضاوي يوم الاثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ترى ليف أن الموعد يتجاوز البروتوكول إلى تثبيت مسار جديد: “إذا خرج الاجتماع بتفاهم واضح حول المسار الأمني، وترتيبات الشراكة ضد (داعش)، والتعاون الكيماوي، وبوابة اقتصادية ترفع بعض القيود، فسنكون أمام منعطف يمنح الحكومة في دمشق فرصة اختبار حقيقية.” وترى أن الأمر مرتبط أيضا بملف الأكراد ودمج الخبرات الأمنية، “لأن الأساس هو طمأنة الحلفاء ومنع عودة إيران و(داعش) معا.”

المقابلة التالية مع باربرا ليف لا تروي فقط قصة زيارة إلى دمشق، بل تشرح كيف تشكّلت الانطباعات الأولى عن الرجل الذي وجد نفسه فجأة في موقع إدارة دولة مُنهكة، وكيف استطاعت عاصمة عربية– الرياض– تحويل الشكوك الأولية إلى مسار سياسي يتجه الآن نحو البيت الأبيض، وتتحدث عن أفق توقيع اتفاق بين سوريا وإسرائيل. وتوضح: “ما أسمعه أن هناك عددا صغيرا من الجنود الأميركيين سيكونون هناك (في دمشق) للمساعدة في متابعة ترتيبات الأمن. الإدارة تريد إيجاد صيغة تمنع الضربات العسكرية الإسرائيلية تماما”.

وهنا نص الحوار الذي جرى عبر تطبيق “زووم” يوم 7 نوفمبر:

* كنتِ أول مسؤولة أميركية تلتقي بأحمد الشرع، وأعتقد أنكِ في الاجتماع نفسه أخبرتِه عن إلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار أميركي. هل يمكنكِ أن تسترجعي سياق ذلك الاجتماع وما دار فيه؟ ماذا حدث بعد ذلك؟ عمّ تحدثتم؟

– السياق، بطبيعة الحال، أننا استفقنا جميعا صباح الثامن من ديسمبر/كانون الأول على حدث شكّل صدمة كبرى. كنت حينها في المنطقة للمشاركة في حوار المنامة، وكان ذلك في اليوم الختامي للمؤتمر، يوم الأحد. كنت هناك لحضور جلسات المؤتمر، وكذلك لتقديم وداع رسمي لعدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة البحرينية الذين جمعتني بهم سنوات من العمل الوثيق.

بعدها، كنت في طريقي إلى عمّان للغرض نفسه، أي لقاء الملك عبد الله ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ثم التوجه إلى العراق. وكان من المقرر أن يرافقني مسؤول رفيع من وزارة الخارجية.

ذلك الحدث، كما تعلم، كان استثنائيا بحق بالنسبة لنا جميعا، إذ استفقنا على وقع هذا الخبر. واصلت رحلتي إلى الأردن، حيث التقيت بزميلي، ثم توجهنا معا إلى بغداد.

وفي مرحلة ما خلال ذلك الوقت، تواصل معنا وزير (الخارجية أنتوني) بلينكن وسألنا: هل ينبغي أن آتي؟ وكانت إجابتنا المشتركة: بالطبع، فهذه لحظة مفصلية. اتفقنا على لقائه في أنقرة لإجراء مشاورات مع القيادة التركية، فهم، بطبيعة الحال، جيران مهمون لسوريا، وكانت لهم علاقات مع “هيئة تحرير الشام” وأحمد الشرع.

باختصار، أجرينا تلك المشاورات، ثم، وبناء على طلب الوزير، نظمت الحكومة الأردنية اجتماعا وزاريا طارئا يوم السبت التالي، أي بعد أقل من أسبوع. اجتمعنا خلاله مع وزراء من السعودية والإمارات وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى بعض المسؤولين الأوروبيين، وتركيا والعراق، ومصر، والأردن. امتدت النقاشات لساعات، وكان جو القاعة مشحونا بالكثير من القلق، والخشية مما قد يعنيه هذا الحدث.

لم يعبّر أحد عن أسفه على رحيل بشار الأسد، غير أن الجميع، باستثناء الأتراك، كانوا قلقين، وإن بدرجات متفاوتة، من احتمال أن يتولى هذا الجهادي ومجموعته من الجهاديين الحكم. لذلك، توافقنا على مقاربة موحدة، وقد عبّر البيان الصادر تلك الليلة عن هذا التوافق.

الاجتماع مع أحمد الشرع استغرق نحو ساعة ونصف. كنت أحمل قائمة كاملة من القضايا لطرحها، وكان هو أيضا يحمل قائمة مماثلة

 

لاحقا، عاد الوزير بلينكن إلى واشنطن للتشاور مع الرئيس (جو بايدن). واتفقنا على أن أبقى في الأردن بانتظار الضوء الأخضر من واشنطن للتوجه إلى دمشق. قضيت ذلك الأسبوع في التحضير والتنسيق مع واشنطن بشأن عدد من القضايا. وفي يوم الجمعة، الواقع في العشرين من الشهر، توجهت إلى دمشق برفقة روجر كارستنس، المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، الذي كان يتابع ملفات عدد من الأميركيين المفقودين، من بينهم شخصية معروفة جدا، وهو (الصحافي الأميركي المختفي في سوريا في حكم نظام الأسد) أوستن تايس، الذي كان يتولى متابعة قضيته منذ سنوات. رافقتني أيضا جمانة قدور، وهي من أعضاء فريقي، والسفير دانيال روبنشتاين، الذي كان مبعوثنا إلى سوريا في وقت سابق.

على أي حال، وصلنا إلى دمشق. لم يكن لدينا سوى وقت محدود لإجراء هذه الجولة من المشاورات، إذ كنا نرغب بلقاء عدد من الجهات. وكان على روجر التوجه إلى موقع محدد استنادا إلى معلومات موثوقة تشير إلى أن أوستن تايس احتُجز فيه مرتين على الأرجح من قبل النظام السوري.

 

أ.ف.بأ.ف.ب

أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك خلال حفل توقيع اتفاقية بين سوريا وائتلاف طاقة قطري أميركي تركي، في دمشق، 29 مايو 2025 

أما الاجتماع مع أحمد الشرع، الذي لم يكن، بطبيعة الحال، رئيسا في ذلك الوقت، بل مجرد الشخص الذي حرر سوريا، فقد استغرق نحو ساعة ونصف. كنت أحمل قائمة كاملة من القضايا لطرحها، وكان هو أيضا يحمل قائمة مماثلة. في ختام اللقاء، تطرقنا إلى مسألة المكافأة التي رصدتها الولايات المتحدة، وقيمتها عشرة ملايين دولار، لقاء القبض عليه. لم يحضر الاجتماع سوانا، أنا والشرع، بالإضافة إلى أسعد الشيباني، لكن المناقشة شملت مجموعة واسعة من القضايا.

طرحت قضية الإرهاب، ومكافحة تنظيم “داعش”، والأولوية القصوى بالنسبة إلينا بالطبع، وهي ملف الأميركيين المفقودين، وعلى رأسهم أوستن تايس وآخرون. كما ناقشنا موقف دمشق من الأكراد السوريين، و”قوات سوريا الديمقراطية” والعلاقات مع دول الجوار، والعلاقات الإقليمية، والعلاقات مع روسيا، وغيرها من الملفات.

* ماذا عن الأسلحة الكيماوية؟ والمقاتلين الأجانب؟

– نعم، ناقشنا كل ذلك. كانت القائمة طويلة للغاية، وكان من الواضح أنه استعد جيدا لهذا النقاش. حسنا، في البداية، حين تناول مسألة الأميركيين المفقودين، قال بشكل قاطع إنهم سوف يساعدوننا في البحث عنهم، لكنه طلب منّا، في المقابل، أن نساعد سوريا في البحث عن آلاف السوريين المفقودين. فأجبته بأننا، بطبيعة الحال، سنبذل كل ما في وسعنا.

 

الفترة الممتدة من انتقال السلطة في يناير وحتى مايو شهدت تواصلا محدودا جدا مع الحكومة السورية الجديدة. وعندما حصل تواصل، اقتصر على تسليم قائمة بالمطالب

 

كما تحدثت معه بصراحة عندما أثار مسألة العقوبات وطلب رفعها بشكل فوري. وأوضحت له أن هذا الأمر يتطلب خطوات كبيرة للنظر فيه، وأننا كنّا على بُعد ستة أو سبعة أسابيع من انتقال السلطة إلى إدارة جديدة، وهو أمر ستكون لتلك الإدارة كلمتها فيه. لذلك، ربما ننظر في بعض المسائل، لكنني لم أقدم أي وعود، بطبيعة الحال. أجرينا نقاشا تفصيليا للغاية حول تاريخ العقوبات، وحقيقة وجود أنظمة متعددة، لكل منها متطلباته الخاصة. فبعضها صدر بقرارات من السلطة التنفيذية، فيما نص بعضها الآخر، مثل قانون قيصر، على أحكام قانونية أقرّها الكونغرس.

كان الحديث صريحا ومباشرا إلى أبعد الحدود، ومن الواضح أن أولوياته كانت تتركز على الاقتصاد والوضع الأمني، إلا أنه كان مستعدا للخوض في جميع القضايا الأخرى.

* في ذلك الوقت، كنتِ واضحة جدا بأنك سلّمتِ له قائمة من المطالب، بشكل ما. ثم حصل انتقال السلطة في البيت الأبيض. أيضا، أعتقد أن الخارجية الأميركية سلّمت أسعد الشيباني في بروكسل قائمة مطالب بعد أشهر؟

– صحيح. ناتاشا فرانسيسكي، نائبة مساعد الوزير.

* تلك الورقة، قائمة المطالب، كنا نرى بوضوح أن هذا هو النهج الأميركي، الذي كان مفاده: لدينا قائمة مهام، ويجب إحراز تقدم ملموس في بعض بنودها قبل أي انخراط فعلي. ثم جاء الرئيس دونالد ترمب وغيّر المعادلة بالكامل، أليس كذلك؟

– نعم، فعل ذلك.

* لماذا فعل ذلك برأيك؟

– أجبني أنت.

* لماذا تعتقدين أنه غيّرها؟

– حسنا، في البداية، معك حق أن الفترة الممتدة من انتقال السلطة في يناير/كانون الثاني وحتى مايو/أيار شهدت تواصلا محدودا جدا مع الحكومة السورية الجديدة. وعندما حصل تواصل، اقتصر على تسليم قائمة بالمطالب. وكان هناك اجتماع ثانٍ، في مارس/آذار أو أبريل/نيسان، على ما أعتقد، في نيويورك، جرى خلاله نقاش إضافي حول هذه الشروط وما يرتبط بها.

وأعتقد أن أمرين وقعا في تلك المرحلة. أولا، طرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذا الملف في أول لقاء له مع الرئيس ترمب عند وصوله إلى المطار في الرياض (في مايو). وكانت رسالته ذات شقين. الأول: نحن بحاجة إلى رفع العقوبات الأميركية حتى تتمكن هذه الحكومة الجديدة من العمل على إنعاش الاقتصاد، بما يسهم في استقرار سوريا. ثم تطرقا إلى شخصية أحمد الشرع تحديدا. وبحسب ما علمته من مصادر رفيعة، قال الرئيس فورا: “أريد أن ألتقيه”. بالفعل جاء الى الرياض. كانت خطوة جريئة للغاية، وبصراحة، معظم الإدارات الأميركية الأخرى لم تكن لتقدم على مثلها. كانت لتتعامل مع الملف بحذر وتدرّج، وتربط أي تحرك بشروط من نوع: “إذا فعلتم كذا، سنفعل كذا”.

وسأقول لك أمرا لفت انتباهي حين عدت من دمشق وتحدثت مع موظفين كبار في الكونغرس. كان هناك، في الواقع، دعم واسع إلى حد ما لإلغاء “قانون قيصر” ورفع العقوبات عن سوريا، مجددا بهدف منح الحكومة الجديدة فرصة ووقتا لإنعاش الاقتصاد. لكن كما تعلم، الرئيس يفضّل اتخاذ خطوات كبيرة، وقد استهوته هذه المبادرة، خاصة أنه استمع إلى رأي ولي العهد، وكان قد تلقى رسائل مشابهة من الجانب التركي أيضا. لذلك، لم يكن الأمر مفاجئا بالنسبة لي.

 

مقاتلو “هيئة تحرير الشام” أنفسهم، في الأيام التي تلت “تحرير” دمشق و”تحرير” سوريا، كانت هناك مقاطع مصورة تظهرهم يقولون: “لم نكن نتوقع أن نصل إلى هنا”

 

* كنا معا في المنامة في السابع من ديسمبر من العام الماضي. أذكر أننا كنا نتابع الأحداث، كنا جميعا في حالة من الغموض. تذكرين، كنا في حوار المنامة، وكان كبار المسؤولين، مثل وزيري الخارجية الإيراني والتركي، إضافة إلى وزير الخارجية الروسي، والمبعوث الأممي غير بيدرسون، موجودين في منتدى الدوحة.

– صحيح، في منتدى الدوحة. كان بعض أعضاء فريقي هناك، إذ كنا قد اتفقنا أن أذهب أنا إلى المنامة، بينما يتوجهون هم إلى الدوحة. أتعرف المصطلح المعروف بـ”فومو”، أي الخوف من أن يفوتني شيء ما؟ شعرت بذلك فعلا، إذ شعرت بالسوء لكوني في المنامة بينما كان الجميع في الدوحة يتخذون قراراتهم بشأن الخطوات المقبلة. لكن تسارع الأحداث غيّر كل شيء بسرعة.

* ما كان يحدث على الأرض كان يتحرك بوتيرة أسرع بكثير مما كان يجري في الدوحة. ومن الناحية الفكرية، هذا الموضوع يثير اهتمامي بشدة. وبصراحة، لا أعلم إلى أي مدى يمكنكِ الحديث في هذا الشأن. جميعنا فوجئنا بالطريقة التي انهار بها نظام الأسد. لكن هل تعتقدين أن الأتراك شاركوا في العملية؟ إلى أي مدى كان انخراطهم بالعملية؟ أنا على يقين أنكِ تملكين معلومات تفوق ما لدي.

– نعم، صحيح، أعلم، لكن انظر، هذا السؤال طُرح كثيرا. فالأمر المؤكد أن للأتراك تأثيرا بالغا. كانت تربطهم علاقات شخصية بأحمد الشرع وكبار مساعديه، كما كان لهم حضور واسع في شمال سوريا، إلى جانب قوات من “الجيش الوطني السوري” تعمل هناك. ولكن في نهاية المطاف، وبعد حديثي مع عدد كبير من الأشخاص، ومتابعتي لما بدأ يصلنا من معلومات، تبيّن، وهذا ما أعلنه المقاتلون أنفسهم بشكل علني… أنه كانت لديهم النية..

 

أ.ف.بأ.ف.ب

باربرا ليف في مجلس النواب الأميركي في مبنى الكابيتول، واشنطن في 8 نوفمبر 2023 

* عفوا، من الذي قال هذا؟

– مقاتلو “هيئة تحرير الشام” أنفسهم، في الأيام التي تلت “تحرير” دمشق و”تحرير” سوريا، كانت هناك مقاطع مصورة تظهرهم يقولون: “لم نكن نتوقع أن نصل إلى هنا”. كانوا يملكون خطة عملياتية للسيطرة على حلب، نعم، وكان لديهم تصور واضح لكيفية إدارتها، لكن تلك كانت أقصى حدود خططهم.

ثم بدأ الطريق ينفتح أمامهم تدريجيا مع تفكك القوات السورية. وكما هو الحال دائما، من السهل القول بعد فوات الأوان: “كان ينبغي أن ندرك ذلك، فقد كان واضحا أن الجيش السوري في حالة فوضى”. لكن الحقيقة أن الأنظمة قد تبدو متماسكة وصلبة من الخارج، ثم يتبيّن أنها شديدة الهشاشة، وأن أسسها أوهى بكثير مما كان يُعتقد. غير أن ملاحظة ذلك في حينه ليست دائما ممكنة.

* لقد رأينا ذلك في دول أخرى. رأيناه في رومانيا. ورأيناه سابقا، مع كل الأنظمة الاستبدادية من هذا النوع.

– صحيح. وأعني، كما تعلم، في عام 2003، كانت الحملة الجوية الأميركية وما رافقها من عمليات مرعبة بحق، بلا شك. ولكن، في الواقع، إذا عدنا إلى عام 1991، فقد بدا الجيش العراقي حينها قويا جدا، إلى أن لم يعد كذلك. وبدا النظام صلبا، حتى انهار. فمثل هذه الأنظمة تُقدّم لشعوبها صورة متماسكة للقوة، لكنها في جوهرها كثيرا ما تكون هشّة من الداخل.

وفي الواقع، فإن عامين ونصف العام أو ثلاثة من الحرب في أوكرانيا استنزفت روسيا إلى حد بعيد. ولم تعد روسيا تملك الوسائل ولا الإرادة السياسية لفعل أي شيء لمساعدة الأسد. وينطبق الأمر ذاته على إيران، التي كانت منهكة هي الأخرى، بينما كان “حزب الله” قد تفكك فعليا، فلم يبقَ لدى النظام ما يستند إليه.

 

الاستقرار لن يتحقق إلا من خلال إعادة إنعاش الاقتصاد. وهذا لن يحدث ما لم تُرفع العقوبات. ولكن هناك أيضا الكثير من الأمور الأخرى التي يجب على الحكومة القيام بها

 

* هل تدخلت إسرائيل. سعادة السفيرة، أيضا لمنع إيران من التدخل لمساعدة الأسد؟

-لا، لا أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي. الواقع أن الإسرائيليين كانوا يوجهون ضربات للإيرانيين في سوريا منذ فترة، وقد أضعفوا “حزب الله” بشكل كبير. كما كانت هناك مواجهتان عسكريتان كبيرتان بين إسرائيل وإيران، في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول. والنتيجة التراكمية لكل ذلك أن الأسد، في نهاية المطاف، لم يعد يملك سوى جيشه، الذي كان في حالة مزرية، ليعتمد عليه. وعندما رأى ذلك الجيش يتفكك، فعل ما يفعله كل الديكتاتوريين في مثل هذه اللحظات: فكر بنفسه، جهز حقائبه، وفرّ تحت جنح الظلام.

* لنعد إلى لقاء ترمب والشرع في الرياض، يوم 14 مايو. هل تعتقدين أن ذلك كان نقطة تحول في مسألة العلاقات مع دمشق؟

– نعم. كان السعوديون يرسلون رسائل على مدار الربيع، لكن الأمر كان، كما يُقال، طلبا صعبا للغاية، إذ جاء مباشرا وواضحا إلى حد كبير. لكنني مجددا أعتقد أن ترمب يميل إلى اتخاذ خطوات كبيرة، وقد اقتنع بالحجج التي قُدّمت له، وفي مقدمتها أن استقرار سوريا أصبح ضرورة ملحّة، وأن الفرصة المتاحة الآن لا تتكرر بسهولة. وتحقيق هذا الاستقرار يتطلب إنعاش الاقتصاد، وهو أمر غير ممكن طالما بقيت العقوبات الأميركية مفروضة.

تلك العقوبات، كما تعلم، تراكمت منذ عام 1979، أي ما يزيد على 45 عاما من القيود المتتالية. وهي تشكّل عائقا هائلا أمام الانفتاح الخارجي، والاستثمار، والتجارة، وسائر مجالات التنمية. أما الحجة التي أثمرت، فكانت أننا لا نطلب من الشعب الأميركي أن يتحمل التكاليف، بل نطلب فقط من الولايات المتحدة أن تزيح العقوبات من الطريق، أما نحن، أي الفاعلون الإقليميون، فنتكفّل بالباقي. وأعتقد أن هذه كانت حجة قوية ومقنعة للغاية.

 

أ.ف.بأ.ف.ب

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومساعدة وزير الخارجية السابقة باربرا ليف، على متن طائرة من طراز C-17 أثناء مغادرته إلى القاهرة في 11 يناير 2024 

* عندما التقيتُ الشرع في أغسطس/آب بدمشق، قال إن بعض العقوبات تعود إلى عام 1979، أي قبل أن يولد.

– بالضبط. وقد تحدثنا عن ذلك معا.

* لكن جزءا من المعادلة، وجزءا من سبب هذا الدفع نحو رفع العقوبات، هو الحجة القائلة بأن علينا أن نعمل على استقرار سوريا. واستقرار سوريا يعني التأكد من أن هزيمة إيران قد ترسخت، وأن إيران لن تعود. هل تعتقدين أن هذا كان جزءا من الحسابات أيضا؟

– بالتأكيد. لو عدتَ عاما إلى الوراء، إلى عام 2023، لما كان أحد ليتخيل مثل هذا الاحتمال. الأسد يفرّ، وفي ليلة واحدة تختفي قوات “الحرس الثوري” الإيراني وكل الوجود الإيراني. إنه ظرف استثنائي. وبالطبع، لا تزال هناك عدة أطراف إقليمية تتابع عن كثب كل ما يفعله الشرع، ولديها بعض المخاوف. لكن رغم تلك المخاوف منه، ومن “هيئة تحرير الشام”، والمقاتلين الأجانب، فإن معظم هذه الدول اقتنعت بالحجة التي تبناها ترمب، وهي أن “المهم هو استقرار سوريا”، وأن علينا اغتنام مكاسب هذا التغيير، ومساعدة السوريين على إعادة بناء اقتصادهم، وإبقاء إيران و”حزب الله” خارج المعادلة. لأن لذلك تأثيرا مباشرا على الوضع في لبنان، وله انعكاسات أمنية أوسع على الأردن وتركيا وإسرائيل.

* عندما التقيتِ الشرع، كان ذلك في ديسمبر، صحيح؟

– نعم، في العشرين من ديسمبر.

* فهل كنتِ تتوقعين أنه قبل الذكرى السنوية الأولى لذلك اللقاء، وقبل الذكرى الأولى لسقوط الأسد، سيكون الشرع في البيت الأبيض؟

-لا. إنه أمر استثنائي. وقد سمعتَ الرئيس ترمب وآخرين مثل المبعوث الخاص لسوريا، توم باراك، يقولون: “ليس لدينا خطة بديلة. هذه هي الخطة ألف وباء وجيم. علينا أن نضمن نجاح هذا الرجل”. وهذا لا يعني أن لا تضغط عليه ليفعل أشياء معينة ويكف عن أخرى، فذلك جزء طبيعي من اللعبة الدبلوماسية. لكنهم اقتنعوا تماما بالحجة القائلة إن الاستقرار لن يتحقق إلا من خلال إعادة إنعاش الاقتصاد. وهذا لن يحدث ما لم تُرفع العقوبات. ولكن هناك أيضا الكثير من الأمور الأخرى التي يجب على الحكومة القيام بها، لأن الناس لن يأتوا لمجرد رفع العقوبات. لا بد أيضا من خلق بيئة جديدة، والتخلص من الفساد، وتحديث القوانين، وإصلاح الإطار الاستثماري، وما إلى ذلك. هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه.

 

كلما زادت حدة التوتر أو انهارت العلاقة بين دمشق والأكراد، فإن ذلك يفتح المجال أمام “داعش”. وهذا سيضر بسوريا، وسيضر بالولايات المتحدة ودول أخرى

 

* مثل ماذا؟

– كما قلت، هناك 54 عاما من الفساد المتجذر في النظام، في كل جزء منه، بسبب نظام الأسد، ولم تغادر كل عناصر ذلك النظام. هناك الكثير من الأشخاص، بعضهم في الحكومة، وبعضهم في قطاع الأعمال، وغيرهم، كانوا جزءا من ذلك الفساد. لذا من الصعب جدا تطهير الحوكمة والاقتصاد من هذا النوع من الفساد. يتم ذلك “شوية شوية” . لكن لا بد أيضا من تحديث شامل، وتحديث الحماية القانونية، والنظام القضائي شبه المعدوم، بحيث يشعر المستثمرون، أو حتى السوريون أنفسهم الذين يحاولون ضخ أموال في مشاريع، بأن هناك نظاما قضائيا يعمل ويحمي استثماراتهم، وأن هناك قوانين يمكن تطبيقها وحكومة ستقوم بتطبيقها. فأيا كان المستثمر: من الشتات السوري، أم من الحكومة السعودية، أم من القطاع الخاص الإماراتي، يمكن للجميع أن يضخوا الأموال، ويسحبونها عند الحاجة، وأن تكون استثماراتهم محمية، وأن تكون هناك سيادة قانون. فهناك كم هائل من العمل الذي يجب على الحكومة نفسها أن تقوم به.

* عندما التقى ترمب بالشرع في الرياض، أصدر البيت الأبيض بيانا يتضمن خمسة مطالب: “داعش” اتفاقات أبراهام، المقاتلون الأجانب، الأسلحة الكيماوية. هل تعتقدين أن الشرع تحرك بشأنها؟ هل أحرز تقدما؟ ما الذي تبقى؟ أسرى مخيمات داعش؟

– كان قد بدأ بالفعل بالتحرك في ملف الأسلحة الكيماوية. فقد رحب بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وقال: نحن مستعدون للتعاون مع الخبراء الدوليين الذين سيأتون لتأمين ونقل أي مواد كيماوية متبقية من نظام الأسد. أما في ملف المقاتلين الأجانب، نعم، فهذا مرتبط بشكل كبير بترتيبات شمال شرقي سوريا، والعلاقات مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي عملية لا تزال قيد التطوير. وهناك ضغط من عدة أطراف للاستمرار في التقدم. كما تعلم، وافق على لقاء الجنرال مظلوم عبدي. أعلم أن هناك حكومات أخرى كانت تدفع بهذا الاتجاه، لكن يمكنني القول إننا، في إدارة بايدن ثم إدارة ترمب، دفعنا كلا الجانبين، من خلال القنوات العسكرية والدبلوماسية، لعقد لقاء بين القادة، ثم دفعهم نحو التوصل إلى ترتيبات تفصيلية تحمي حقوق الأكراد، وتسمح في الوقت نفسه لدمشق ببدء العملية الطويلة والمعقدة لدمج القوات في جيش وطني. وهم لا يزالون في مراحل مبكرة جدا من هذا العمل.

 

سفارة الولايات المتحدة في سورياسفارة الولايات المتحدة في سوريا

باربارا ليف تحيي ذكرى عشرات الآلاف من السوريين وغير السوريين الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري ولقوا حتفهم بوحشية على أيدي نظام الأسد، في 20 ديسمبر 2024 

* لكن هل تعتقدين أنهم سيفعلون ذلك؟ لأن هناك الكثير من المحللين يعتقدون أن الطرفين يرسلان إشارات إيجابية، لكنهم في الحقيقة يماطلون ويكسبون الوقت.

– هناك قدر هائل من انعدام الثقة بين الطرفين. وهو انعدام الثقة نفسه الموجود بين الطائفة الدرزية ودمشق، أو بين الطائفة العلوية ودمشق. فمن جهة، كان تحرير سوريا من نظام عائلة الأسد بلا ريب يوما لا مثيل له، يستحق الاحتفال المستمر، لكن العمل الحقيقي والشاق هو ما يجب إنجازه يوما بعد يوم. وكل ذلك يجري في ظل خلفية من انعدام الثقة بين هذه المجتمعات ودمشق، وبين المجتمعات نفسها، وهو ما رأيناه بشكل مؤلم في مارس وفي الصيف. لذلك، فإن بناء الثقة لن يحدث بين ليلة وضحاها.

* لكنك متفائلة، تعتقدين أنهم سيتوصلون إلى اتفاق؟

– لا بد من ذلك. وهو في مصلحة الطرفين. لكن الطريق سيكون طويلا وشاقا لكي نصل إلى الترتيبات التفصيلية التي تتيح خوض المعركة ضد الإرهاب، بالاستفادة من خبرة وقدرات القوات الكردية، على أن تكون جزءا من قوة وطنية. أعتقد أن الولايات المتحدة، في ظل هذه الإدارة، ستبقى منخرطة بقوة في هذا الملف، لأنه كلما زادت حدة التوتر أو انهارت العلاقة بين دمشق والأكراد، فإن ذلك يفتح المجال أمام “داعش”. وهذا سيضر بسوريا، وسيضر بالولايات المتحدة ودول أخرى. لذلك فإن الجميع لديه دافع، لكن الوضع سيكون طويلا وصعبا.

 

“داعش” لم تختف من العراق. لا تزال هناك خلايا، لا تزال هناك عناصر في أماكن تستهدفها القوات العراقية بشكل منتظم. لذلك، فإن الوضع المثالي على المدى الطويل هو قيام تنسيق شبكي للجهود عبر الحدود بين القوات السورية والعراقية

 

* بالحديث عن “قوات سوريا الديمقراطية” وعن محاربة “داعش” والإرهاب، كما نعلم جميعا، الشرع سيوقع اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة “داعش” في البيت الأبيض يوم الاثنين، صحيح؟

– إنها خطوة كبيرة إلى الأمام. وأعني، فكر في الأمر. لأكثر من عشرين عاما، بل منذ عام 2003، جعل نظام الأسد من سوريا ممرا لكل هؤلاء المقاتلين، ثم في النهاية لـ”داعش”. أمر فظيع، فظيع. والآن، أن تتحول سوريا من تلك الحالة إلى عضو في هذا التحالف، فلا شك أن ذلك سيكون تحولا هائلا لسوريا وللعراق، كنقطة انطلاق.

* بالنسبة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” هل سيعني هذا أن الشراكة ستنتقل بالكامل إلى دمشق، أي بين دمشق والتحالف الدولي، وليس الحسكة؟ كيف سيعمل ذلك؟

– لا أعلم، هذه هي الحقيقة. لست متأكدة أن الأمور ستتغير بشكل جذري من يوم إلى آخر، لأن هناك حاجة إلى تنفيذ عملية الدمج، وإذا تحدثت مع أي خبير عسكري عمل على دمج ميليشيا في قوة وطنية، فستعلم أن الأمر معقد جدا. وهؤلاء مقاتلون لديهم خبرة عشر سنوات في محاربة “داعش”، بطريقة لا تملكها أي قوة أخرى في سوريا.

* تحدثت إلى مسؤولين في الحكومة و”قسد”، ومن المثير للاهتمام الطريقة التي ينظر بها كل منهما إلى المسألة. فالحكومة السورية ترى أنها التي ستكون العنوان، هي الطرف الأساسي، هي من ستتعاون مع التحالف الدولي، وستكون “قوات سوريا الديمقراطية” جزءا منها. أما “قوات سوريا الديمقراطية”، فترى أنها ستكون ندا، وأن الطرفين سيتعاونان مع التحالف الدولي بشكل متساو. أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا.

– بالتأكيد: سيستغرق وقتا. لا يمكن إنجاز أي من هذا بين ليلة وضحاها. ومن الناحية العملية، يمكن الإبقاء على نقطتَي تواصل منفصلتين، شريطة أن تظلا على تنسيق وثيق وترابط متين، إذ إنّ “قوات سوريا الديمقراطية” هي الموجودة فعليا على الأرض، وهي التي خاضت المعارك بالفعل. لا يمكنك أن تأتي وتقول لهم: سلموا أسلحتكم واذهبوا للبحث عن وظائف أخرى. ومعروف أن الجيش السوري، أو القوة الوطنية السورية، لا تغطي كامل البلاد بعد، ولا تملك القدرات الكافية لذلك. وقد رأيت كيف عمل التحالف لسنوات مع القوات الأمنية العراقية حتى وصلت إلى مستوى يمكنها من تنفيذ المهام بنفسها. الآن، يمكنهم تحديد الهدف، وجمع المعلومات، وتنفيذ الضربات، وتنفيذ عمليات قتل أو اعتقال، ثم استغلال المعلومات الاستخباراتية. إنها دورة كاملة من جهود مكافحة الإرهاب، وقد تعلمتها القوات العراقية على مدى سنوات طويلة.

* إذا نظرنا إلى الصورة الأوسع، إلى كامل المنطقة، هل هذا يعني أن التحول الكامل لقوات التحالف الدولي، وللقوات الأميركية، يتجه تدريجيا من العراق إلى سوريا؟

– لا، لا أعتقد أن الأمر يمكن وصفه بهذه الطريقة تماما، لأن الحقيقة أن المكان الذي لا تزال فيه “داعش” أكثر قوة هو هذان الإقليمان الكبيران. “داعش” لم تختف من العراق. لا تزال هناك خلايا، لا تزال هناك عناصر في أماكن تستهدفها القوات العراقية بشكل منتظم. لذلك، فإن الوضع المثالي على المدى الطويل هو قيام تنسيق شبكي للجهود عبر الحدود بين القوات السورية والعراقية. وهذا لم يتحقق بعد. بشكل أو بآخر، التحالف هو الصمغ الذي سيربط الطرفين في نهاية المطاف. إنهم يتحدثون الآن ويعون بأن هذا هو الاتجاه الذي يجب أن يسيروا فيه. وحسب علمي، فإن الحدود لا تزال مغلقة، وقد أغلقت منذ الثامن من ديسمبر، بينما تحاول الحكومة العراقية أن تبني ثقة أكبر في دمشق. ومن خلال حديثي مع مسؤولين عراقيين، أشعر أنهم لا يزالون متوترين، لأن هذه الحكومة لم تكمل عاما واحدا في السلطة. ماذا لو سقطت؟ ماذا سيحدث؟ كيف ستبدو سوريا إذا لم تستمر هذه الحكومة؟ هناك حالة من عدم الاستقرار.

 

رأيت مرارا كيف دفعت الإدارة، خصوصا عبر توم باراك، باتجاه التوصل إلى ترتيبات مشتركة بين السوريين والإسرائيليين، بحيث لا يكون هناك أي عمل عسكري جديد، وأتوقع مع الوقت أن يتم سحب القوات الإسرائيلية

 

* لا أحد يريد هذا السيناريو.

– بالضبط، بالضبط. الرئيس ترمب أوضح أنه يريد من القوى الإقليمية حول العالم أن تتحمل المزيد من المسؤولية الأمنية. لا تضعوا العبء كله علينا. ومع ذلك، أعتقد من الناحية التحليلية أن انضمام الشرع رسميا إلى التحالف يمنحه صوتا مهماً في تحديد كيف ومتى ستنتقل القوات الأميركية وقوات التحالف. وقد يطيل هذا الأمر عمليا مدة بقاء القوات الأميركية هناك. أعدادهم ليست كبيرة، ولا هي كذلك في العراق أيضا. لقد رأيت كيف طالب محمد شياع السوداني في الأشهر القليلة الماضية بإعادة النظر قليلا، وقال إنه لا يريد أن تغادر القوات الأميركية وقوات التحالف بسرعة، رغم أننا تفاوضنا على ذلك قبل عام ونصف العام أو عامين. أليس كذلك؟

إذن نحن أمام مشهد أمني تبدل كثيرا، ويتيح فرصا كبيرة بين لبنان وسوريا سيكون، لها أثر أوسع يمتد إلى العراق وتركيا وإسرائيل والأردن والمنطقة برمتها. غير أن التعامل مع هذه الفرص يجب أن يتم بمرونة وبروح جماعية. ولذلك أعتقد أن هذه الزيارة ستؤكد أهمية استمرار الانخراط الأميركي في هذه المنطقة. وهذا الرئيس، الذي لا يميل عادة إلى رؤية انتشار واسع للقوات الأميركية في الخارج، أظنه سيكون مطمئنا عندما يسمع أن هذه مقاربة تدريجية تمكن دمشق وسوريا من تحمل قدر أكبر من المسؤولية، تماما كما تمكن العراق من تحمل المزيد والمزيد من المسؤولية عن أمنه.

* ماذا عن الإسرائيليين؟ هل تعتقدين أنهم موافقون؟ وهل نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق؟

– أعتقد أننا نقترب. سنرى ما إذا كان سيتم الإعلان عن شيء الأسبوع المقبل. أعتقد أن الاحتمال خمسين في المئة. نحن نقترب.

 

الرئيس السوري أحمد الشرع 

* حقا؟

– لا، لا أقصد التطبيع.

* فقط ترتيبات أمنية؟

– نعم، ترتيبات أمنية.

* هل تعتقدين أننا قريبون؟

– نعم. ولكن لا يمكنني أن أحدد مدى القرب. هل هو كيلومتر؟ هل هو كيلومتران؟ نحن نقترب. هذا الملف يمثل أولوية للإدارة، ويتماشى مع الأسس الاقتصادية لاستقرار سوريا، وضمان عدم عودة إيران أو أي طرف آخر، وأن لا تتحول سوريا مجددا إلى أرض خصبة لـ”داعش”. لقد رأيت مرارا كيف دفعت الإدارة، خصوصا عبر توم باراك، باتجاه التوصل إلى ترتيبات مشتركة بين السوريين والإسرائيليين، بحيث لا يكون هناك أي عمل عسكري جديد، وأتوقع مع الوقت أن يتم سحب القوات الإسرائيلية. أعتقد أن الخطوة الأولى من وجهة نظر الإدارة هي ضمان وجود ظروف تمنع أي عمل عسكري جديد. أما مسألة سحب القوات الإسرائيلية، فأعتقد أنها ستستغرق وقتا أطول.

* هل يمكنك التوضيح أكثر؟ لأن بيننا، لا أعلم إن كان يحق لي قول ذلك، لكن عندما التقيت عددا من المسؤولين مؤخرا، شعرت أن الفجوة لا تزال قائمة.

– الفجوة لا تزال قائمة. ولهذا قلت إن الاحتمال خمسين في المئة في رأسي، إن كانوا سيتمكنون فعلا من إنجاز شيء الأسبوع المقبل. أعتقد أن الأمر أقل احتمالا، لكنهم سيضطرون إلى التعامل معه بطريقة ما. وهذا كان طلبا مباشرا من أحمد الشرع منذ ديسمبر الماضي. يطالب بأن تساعد الولايات المتحدة في إيجاد صيغة لترتيبات أمنية تضمن عدم حصول أي قصف جديد من قبل الجيش الإسرائيلي أو سلاح الجو الإسرائيلي، وأن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها حاليا خارج خط الفصل لعام 1974.

 

لا أتوقع صدور أي إعلان بشأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، فالأوان لا يزال مبكرا جدا لذلك. ما قد يسعون إليه بدلا من ذلك هو وضع إطار عام أو صيغة أولية لشراكة دفاعية

 

* هل تعتقدين أن الانضمام إلى ذلك التحالف سيساعد؟ لأن الأميركيين، كما تعلمين، على وشك إنشاء قواعد عسكرية داخل سوريا.

– ليست قاعدة عسكرية. مما أسمعه، ليس الأمر كذلك. ما أسمعه أن هناك عددا صغيرا من الجنود الأميركيين سيكونون هناك للمساعدة في متابعة ترتيبات الأمن. الإدارة تريد إيجاد صيغة تمنع الضربات العسكرية الإسرائيلية تماما.

* ربما مثل نظام التواصل لتفادي التصادم…

– بالضبط. أعتقد أن الأمر إيجابي، بل ومثير للاهتمام، أن تكون هناك مناقشات مباشرة ومعلنة بهذا الشكل بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين على مستوى عال.

* لقد التقوا خمس مرات كما قال المبعوث الأميركي توم باراك.

– بالضبط.

  • المجلة

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” وانضمام سورية إليه: قراءة في التحوّل السياسي والاستراتيجي

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
نوفمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  
« أكتوبر    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d