ليست المرة الأولى التي تكشف فيها إسرائيل حقيقتها العدوانية المتحدية لقرارات الشرعية الدولية. وتصريحات ومواقف الثنائي نتنياهو- ليبرمان برفض استحقاقات السلام العادل والشامل، لاتختلف عن تصريحات ومواقف سابقيهما من القيادات الإسرائيلية المتعاقبة، وقد يكون الفارق البسيط بين هؤلاء مجتمعين، هو بين إضمار النيات العدوانية، والجهر بها.
والحقائق الثابتة المؤكدة والموثقة في أرشيف المجتمع الدولي توضح الآن كما في السابق ان الثقافة السائدة في إسرائيل منذ زرعها في قلب الوطن العربي قبل واحد وستين عاماً، هي ثقافة تقوم على النوازع العدوانية والاحتلال وقهر الشعب الفلسطيني والتسلط وتحدي قرارات وقوانين المجتمع الدولي والاستهتار بأبسط قوانين حقوق الانسان، وكل هذه الممارسات كانت تتم بتواطؤ غربي مكشوف، غلّب معاييره المزدوجة في كل مرة تعلق الأمر فيها بالحق العربي.
وثمة ضباط إسرائيليون كثيرون جاهروا غير مرة لوسائل إعلام غربية بتلذذهم عندما يقتلون عربيا لأنه »ارهابي« حسب قناعتهم العنصرية المتطرفة، والافكار التي تشربوها من حاخاماتهم الذين جاهر الكثير منهم أيضاً بأن العرب أفاع يجب قتلها، وان العربي في فلسطين يجب تمييزه بعلامات فارقة ممغنطة على جسده كي يسهل تمييزه وقتله.
وهذه الثقافة ذات النزعات العدوانية العنصرية، هي سمة المجتمع الإسرائيلي بسياسييه وعسكرييه، ولا فرق واضحا بين الاثنين إلا من خلال التدليس والكذب في التصريحات الزاعمة بالرغبة في السلام، وعلى هذا الأساس لا تفاجئ أحداً تصريحات نتنياهو- ليبرمان حول رفض الانسحاب من الجولان، ورفض الدولة الفلسطينية وحق العودة وكل ما جاء في قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد ان كل الاراضي العربية المحتلة بعد عدوان 7691 بما فيها القدس يجب ان تعود لأصحابها الشرعيين.
باختصار.. يمكن القول مجدداً: ان قضية السلام العادل والشامل في المنطقة، ستبقى برسم المجتمع الدولي والمعيار الأهم لصدقية وجدية الدول التي رعت ودعمت إسرائيل وساهمت بشكل أو بآخر في تطرفها وتحديها لقرارات الشرعية الدولية وقوانين حقوق الانسان، عندما تتحدث هذه الدول عن السلام كأمنيات دون إظهار الجدية المطلوبة لذلك.
تشرين السورية