شنت الطائرات الحربية الروسية، الثلاثاء، موجة من الغارات الجوية، على قرى في ريفي إدلب وحماة، شمال غربي سوريا، بينما اندلعت مواجهات بين كتائب محلية تابعة لفرع الأمن العسكري من طرف، ومجموعات مسلحة من أهالي بلدة خراب الشحم غربي درعا جنوب سوريا.
وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى في اتصال مع «القدس العربي» إن الطائرات الحربية الروسية شنت سلسلة من الغارات الجوية مستهدفةً مزرعة لتربية الدواجن في قرية الشخيب في محيط بلدة الزعينية غربي إدلب، ما تسبب بنفوق عدد كبير من الفراخ الصغيرة داخل المدجنة، حيث تفقدت فرق الإنقاذ المكان وتأكدت من عدم وقوع إصابات بصفوف المدنيين، كما تعرضت بلدة القرقور بسهل الغاب غربي حماه لقصف جوي مماثل دون وقوع إصابات.
واعتبر المتحدث أن تكرار هي الهجمات «الإرهابية يقتل مقومات البقاء ويمنع كتير من العوائل من مصادر رزقها» مبيناً أن القوات المهاجمة ركزت هجماتها «خلال الفترة الماضية على مزارع تربية الدواجن وعلى مناشر الحجر» وهو ما اعتبره المتحدث «جرائم ممنهجة واستمراراً لسياسة القتل والتشريد والإجرام التي تمارسها روسيا في دعمها لنظام الأسد في قتل السوريين منذ سنوات» مشيراً إلى أن استمرار الصمت الدولي على هذه الجرائم في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، هو بمثابة الضوء الأخضر لهم للاستمرار بقتل السوريين، دون وجود أي رادع لهذه الهجمات أو محاسبتهم عليها.
وحسب بيان لمنظمة الخوذ البيضاء الثلاثاء، فإن «روسيا ونظام الأسد مستمران بقتل المدنيين وتهديد الاستقرار في شمال غربي سوريا، وذلك عبر سياستهم الممنهجة «بتدمير كل شيء يساعد على الاستقرار ومصادر عيش المدنيين في المنطقة، اليوم طائرات روسيا دمرت مزرعة لتربية الدواجن بالقرب من قرية الزعينية غربي إدلب».
ويوم أمس، قتل طفل بقصف مدفعي على بلدة الأبزمو غربي حلب، بينما تجددت معاناة 18 عائلة في مخيم «ديبان» الواقع على أطراف بلدة باتبو غربي حلب، مع رحلة نزوح جديدة وانتقال من مكان إلى آخر. وقال الدفاع المدني السوري، إن التصعيد الروسي وتكرار الهجمات على إدلب والأرياف القريبة لاسيما في ريف حلب، تسبب بنزوح نحو 50 عائلة، حيث تتعمق فجوة الاحتياجات الانسانية في مخيمات الشمال السوري، تتفاقم مأساتهم مع كل رحلة نزوح جديدة وفي كل شتاء.
بموازاة ذلك، اندلعت مواجهات مساء الاثنين، بين مجموعة محلية مسلحة تابعة لفرع الأمن العسكري، مع مجموعة محلية من شبان من بلدة خراب الشحم غربي درعا. وذكرت شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية أن مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري بقيادة مصطفى المسالمة الملقب بـ الكسم، اعتدت على السهول الزراعية في بلدة خراب الشحم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع مجموعة من شبان البلدة، في السهول المحيطة بها. ووفقاً للمصدر فقد احتجزت «الميليشيات عدد من المزارعين في المنطقة الواقعة بين حي الضاحية في درعا وبلدة خراب الشحم غربي درعا، وأفرجت عنهم عقب انسحابها». وأدت الاشتباكات إلى إصابة شاب بجروح متفاوتة جرى نقله إلى أحد المستشفيات في المنطقة.
من هو الكسم؟… مصطفى قاسم المسالمة، قيادي سابق في فصائل المعارضة، انضم لجهاز الأمن العسكري عقب التسوية في تموز 2018، وأصبح بعد ذلك أبرز المتعاونين مع الأمن العسكري في اغتيال واعتقال المعارضين والناشطين في مدينة درعا، لاسيما مشاركته في العملية العسكرية التي شهدتها درعا البلد منتصف العام الفائت، إضافة لعمله في تجارة وتهريب المواد المخدرة، ما جعله مقرباً من الميليشيات الإيرانية في المحافظة. ويتخذ الكسم من حي المنشية موقعًا رئيسيًا لقواته كما تنتشر قوات له مع عناصر الأمن العسكري ضمن مفرزة أمنية في الجمرك القديم.
“القدس العربي”