رغم حصول المجلس الوطني الكردي في سوريا على تعهدات أمريكية شفهية بعدم تعرض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للمؤتمر الذي كان ينوي المجلس عقده في مدينة القامشلي في ريف الحسكة، منعت قوات الأمن “الأسايش” التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي/PYD” انعقاد المؤتمر بحجة عدم الحصول على التراخيص اللازمة.
ووضعت رئاسة المجلس الوطني الكردي خلال حديثها لـ”القدس العربي” عرقلة انعقاد المؤتمر الرابع، في إطار هيمنة “PYD” على الحياة السياسية في منطقة شمال شرق سوريا. واتهم المجلس في بيان “PYD” بالاستخفاف بالرأي العام الكردي، معتبراً أن قرار المنع يهدف إلى سد السبل أمام أي مسعى أو جهد لبناء موقف كردي موحد.
وأكد البيان أن انعقاد المؤتمر جاء بعد رد الجانب الامريكي أنه باستطاعة المجلس عقد مؤتمره بأمان، وبحماية “قسد”، مضيفاً: “لكن لم يسمح بعقد المؤتمر في الصالة المحددة، مما اضطر المجلس لأن ينقل مكان المؤتمر الى أحد مقراته، حيث داهمت من جديد مجموعة من مسلحي “PYD” القاعة وأجبروا الحاضرين على الخروج تحت التهديد والوعيد”. وبعد أن أدان المجلس قرار المنع، دعا الجانب الأمريكي و”قسد” لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة، مشدداً على “مواصلة النضال بكل السبل المتاحة”.
وأكد عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف لـ”القدس العربي”، أن المجلس لم يتواصل بعد منع انعقاد المؤتمر مع الجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن “هيئة رئاسة المجلس ستقرر ما يجب العمل عليه خلال الاجتماعات القادمة”، وأضاف أن ما جرى “يندرج في إطار هيمنة وتفرد طرف واحد على الحياة السياسية”.
وفي الوقت الذي لم تحصل فيه “القدس العربي” على تعليق من “PYD”، قال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف، شلال كدو إن منع انعقاد المؤتمر رغم الحصول على تعهدات أمريكية بعدم التعرض له، بل حمايته من “قسد”، يدل على انقسام داخل تيارات منظومة “قسد” و”PYD”.
وأضاف لـ”القدس العربي”، أن “منظومة “قسد” ليست على قرار واحد، وهناك تكتلات وتيارات داخل المنظومة، والمعروف أن قائد “قسد” مظلوم عبدي يرتبط بالولايات المتحدة، في الوقت الذي يعارض فيه جناح الصقور هذا التوجه، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، حيث أعطى عبدي الموافقة على انعقاد المؤتمر، لتقوم جهات أخرى بمنع عقده”. وعن ردود الولايات المتحدة، قال كدو: “للآن لم نسمع أي تعليق من المسؤولين الأمريكيين، رغم أنها لم تستطع تنفيذ وعودها”.
وهو يعتبر أن منع “PYD” انعقاد المؤتمر، بمنزلة “المسمار الأخير في نعش الحوار الكردي- الكردي السوري”، وقال: “أساساً الحوار متوقف منذ أكثر من عامين، بعد أن تم إيقافه من قبل “PYD” الذي يخلو تاريخها من أي حوار مع الطرف الكردي الآخر، في كل أرجاء كردستان، في سوريا وتركيا والعراق وإيران”.
وقبل أيام، التقى وفد من المجلس الوطني الكردي مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكية، والمبعوث الخاص إلى سوريا إيثان غولدريتش، في مدينة أربيل، شمالي العراق.
وقال عضو المجلس إبراهيم برو، إن الاجتماع ناقش ملفات أساسية عدة، بينها الوضع في سوريا والحل السياسي، وعودة مهجري عفرين ورأس العين وتل أبيض إلى ديارهم وممتلكاتهم، مشيراً إلى أن اللقاء ركز أيضاً على إمكانية استئناف الحوار بين المكونات الكردية السورية، والنقاط التي تتعلق بخلق مناخ ملائم لإعادة الحوار.
وأضاف في تصريح لوكالة “روداو” الكردية أن الاجتماع تطرق إلى الأوضاع المعيشية الصعبة في مناطق شمال شرق سوريا، إضافة إلى التجنيد الإجباري، وفرض “قسد” مناهج تعليمية غير معترف بها و”مؤدلجة”، مؤكداً أن المجلس طالب الجانب الأمريكي بالضغط على “قسد” للحد من هجرة السكان، من خلال معالجة القضايا الملحة التي تدفعهم إلى الهجرة من شمال سوريا وشرقها.
“القدس العربي”