يُنظر إلى تعيين وجهاء قبيلة العكيدات في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، شيخاً جديداً لهم إلى حين عودة إبراهيم الهفل، على أنه أولى المؤشرات على نجاح المساعي التي يبذلها “التحالف الدولي” لوقف الاشتباكات التي تشهدها مناطق دير الزور بين مقاتلين من أبناء العشائر، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وجاءت الخطوة التي اتخذها الوجهاء بعد انتشار أنباء عن توجه الهفل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، إلا أن الهفل نفى في تسجيل صوتي منسوب له ذلك، مؤكداً أنه في مكان آمن، وكاشفاً عن ضغوط يتعرض لها.
ووضع الهفل الأنباء التي تتحدث عن توجهه إلى مناطق سيطرة النظام، في إطار المخطط الهادف إلى إظهار أن للعشائر علاقة بالنظام وإيران. وأكد استمرار القتال ضد “قسد”، مشدداً على أنهم يحضّرون لمعركة طويلة.
وكان الناطق باسم قسد فرهاد شامي قد أكد الأربعاء في منشور على “فايسبوك”، أن “إبراهيم الهفل فر باتجاه مناطق النظام السوري”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً يظهر فيه وجهاء قبيلة “العكيدات” وهم يعينون راغب عبود جدعان الهفل (عم إبراهيم الهفل) شيخاً للقبيلة إلى حين عودة الأخير إلى مضافة القبيلة في بلدة ذيبان.
وفيما تُحاط تحركات إبراهيم الهفل بكثير من السرية، أكد مصدر من دير الزور ل”المدن”، أن الهفل تعمد جعل مكان إقامته مجهولاً بسبب المخاوف الأمنية، حيث يُعد المطلوب رقم واحد لقسد.
وبحسب المصدر، فإن خطوة وجهاء القبيلة تأتي لإفساح المجال أمام إنجاح جهود التهدئة، وخاصة بعد أن فوّض الشيخ إبراهيم الهفل منظمة “مواطنون لأجل أميركا آمنة” بمهمة إيصال مطالب العشائر للإدارة الأميركية.
والمطالب هي وقف فوري لإطلاق النار وبضمانة أميركية أولاً، وإخلاء القتلى والجرحى من بلدة ذيبان، والتفاوض مع الإدارة الأميركية، وحماية الشيخ إبراهيم والقادة معه، وأخيراً إعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري من قبل ضباط من أبناء المنطقة.
ويرجح الكاتب فراس علاوي من دير الزور، أن تعلن “قسد” قريباً انتهاء الاشتباكات في دير الزور. ويقول ل”المدن”: “المنطقة لن تستقر حالياً، والكل ينتظر الخطوات اللاحقة من قبل التحالف الدولي”.
تزامناً، تجددت الاشتباكات في محيط بلدة ذيبان بين أبناء العشائر وقوات قسد ليل الأربعاء، وذلك وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في أجواء المنطقة، بعدما كانت قسد قد أعلنت في وقت سابق الأربعاء، انتهاء المعارك في البلدة والسيطرة عليها، وبدء عمليات التمشيط.
“المدن”