دمشق ـ «القدس العربي»: دعت أحزاب وقوى سياسية سورية تنشط داخل سوريا، «اللجنة التحضيرية لاجتماع جنيف» المقرر عقده اليوم الجمعة وغداً السبت، إلى نقل الاجتماع إلى دمشق باعتبار أن «العمل السياسي داخل البلاد بات متاحاً وواسعاً» وأنها في هذه الحالة هي «مستعدة للمشاركة بنشاط في الإعداد للاجتماع وإدارته».
وتحدثت تقارير صحافية خلال الأيام الأخيرة عن تولي المعارض السوري هيثم مناع، مهمة التنسيق مع قوى وشخصيات معارضة للإدارة الجديدة في سوريا، بينها «مجلس سوريا الديمقراطية – مسد» لعقد اجتماع متزامن في جنيف وعدد من المدن السورية أهمها السويداء وحلب، بهدف رسم خريطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا، ومواجهة بوادر ما يعتبرونه «استئثاراً بالسلطة».
وقال قيادي بارز من أحد الأحزاب الموقعة على بيان المطالبة بنقل الاجتماع إلى دمشق لـ»القدس العربي» إنه «قبل سقوط النظام البائد كانت لدينا حجة في عقد مثل هذه الاجتماعات خارج البلاد، ولكن اليوم فإن السوريين سوف يستهزئون بنا، والمناع لديه تحفظاته بعقد الاجتماع في دمشق ولا أعرفها» من دون أن يستبعد المصدر أن تكون بينها إمكانية رعاية المؤتمر وتأمين التمويل اللازم لعقده من جهة خارجية، وخصوصاً أن عدد المشاركين في الاجتماع في جنيف سيصل إلى 200، إضافة إلى 800 من داخل البلاد ومن أكثر من محافظة عبر النقل المباشر».
وأوضحت رسالة الأحزاب والقوى السياسية الموجهة إلى اللجنة التحضيرية لاجتماع جنيف أن «قسما من مرسلي هذه الرسالة تلقى دعوتكم لحضور الاجتماع الذي تحضرون له في جنيف، وعلم قسم آخر بها عبر الأصدقاء أو عبر الإعلام، وفي هذه الرسالة نشارككم بعض هواجسنا وأفكارنا بما يخص هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات».
اعتبرت أن العمل السياسي بات متاحاً في البلاد
وقالت الرسالة التي تلقت «القدس العربي» نسخة منها إن «الشعب السوري سئم المؤتمرات المتنقلة بين العواصم، وإذا كان قادراً على تفهمها قبل سقوط الأسد، فإنها ستثير استغرابه واستهجانه بعد سقوطه؛ خاصة وأن إمكانيات العمل السياسي داخل البلاد باتت متاحة وواسعة، رغم وجود هذا القدر أو ذاك من الإعاقات» مشيرة إلى أن «ممارستنا العملية خلال الشهرين الماضيين، تثبت لنا أن مساحات العمل السياسي من داخل البلاد باتت أوسع بكثير، وبات السوريون، شباباً وشابات، رجالاً ونساءً، يلتقون للحديث في السياسة علناً، في المقاهي والمراكز الثقافية والجامعات، وفي كل مكان، رافعين أصواتهم بهمومهم وهواجسهم وأمانيهم لسورية الجديدة».
وقالت الرسالة: «ضمن جوٍ كهذا، يصبح من غير المفهوم استمرار العمل السياسي من خارج البلاد وعبر الاتصالات الافتراضية، ويصبح من غير المفهوم أكثر البحث عن إنشاء «منصة» في جنيف، بعد انتهاء الوظيفة الموضوعية للمنصات، وبعد أن باتت المنصة الوحيدة الفعالة هي منصة سورية نفسها».
وختمت الرسالة بالقول: «إذ نقدر كل جهدٍ سوري مخلصٍ يسعى لخير البلاد وأهلها، فإننا ندعوكم لعقد هذا الاجتماع في دمشق، ومستعدون في هذه الحالة للمشاركة بنشاط في الإعداد له وإدارته، مع إبقاء الباب «الإلكتروني/ الافتراضي» مفتوحاً لمن يرغب بالمشاركة من خارج البلاد».
وحملت الرسالة تواقيع كل من «جبهة التغيير والتحرير» «حركة التغيير الديمقراطي» «حزب العمل الشيوعي» «التيار الثالث لأجل سوريا» «تيار طريق التغيير السلمي» «حزب الإرادة الشعبية» «حزب البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي» «الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ الانتفاضة» «تجمع شباب سوريا الأم» «الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا» «مجلس قيادة العشائر السورية» «الحزب الديمقراطي الاجتماعي».
وأوضح المناع الأسبوع الماضي في رسالة له نشرها عبر صفحاته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه «منسق» للاجتماع، بما يعني «تنظيم وترتيب أمور نجاح هذا الاجتماع الذي جرى الاتفاق على انعقاده قبل قرابة شهر بين عديد المنظمات الحقوقية والسياسية وجرى اختياري لكوني أعيش في مدينة جنيف الأمر الذي يساعد في التسهيلات اللوجستية للاجتماع».
وقال: «جرى الاتفاق منذ اليوم الأول على اسم «اجتماع» وليس اسم «مؤتمر» وهو فرصة لجمع الأصوات لمناقشة واقع ومستقبل البلاد والخروج بتصور مشترك يمكن أن يشكل إضافة في الوضع الحرج والقلق الذي تمر به سوريا» وإنه قد «تم الطلب من مختصين تقديم أوراق عمل تتناول مواضيع تشغل كل سوري منها: ورقة مبادئ دستورية، ورقة تتعلق بدور المجتمع المدني في إعادة البناء، ورقة حول الأوضاع الاقتصادية في سوريا والسبل الأفضل لإعادة البناء، ورقة حول ضرورة تشكيل هيئة سورية عليا للعدالة الانتقالية، ورقة حول ضرورة بناء جيش وطني بعد أن حول الأسد الجيش إلى حارس لمصالحه ومصالح عصابته، وتم التواصل مع نخبة من الضباط المنشقين لتقديم رؤيتهم في بناء جيش وطني». واعتبر المناع أن «الاجتماع فرصة للتشاور والحوار بين السوريين والسوريات، دون استثناء أو إبعاد مسبق لأحد» مشيراً أن «لا أحد ممن يسمى اليوم في القاموس السياسي فلول النظام البائد قد كتب اسمه بقائمة المسجلين للحضور» موضحاً أن «عدد المطالبين والمطالبات بالمشاركة وصل إلى ضعفي ما كنا نتوقع، وهذه فرصة لكل من لديه أدنى شك أن هذا الاجتماع لا يهدف كما قيل لتشكيل مجلس عسكري لقلب النظام الجديد أو حكومة منفى».
- القدس العربي