دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء أمس الثلاثاء، عن تنفيذ عملية أمنية «محكمة» في محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، أسفرت عن اعتقال اللواء موفق نظير حيدر، قائد الفرقة الثالثة دبابات في جيش النظام، والمسؤول الأول عما يعرف شعبيا بـ«حاجز الموت» في مدينة القطيفة في ريف دمشق جنوب سوريا.
ووفق البيان الرسمي الصادر عن الوزارة، فإن العملية جاءت بعد «رصد دقيق ومتابعة حثيثة لتحركات اللواء حيدر»، وانتهت بإلقاء القبض عليه في الساحل السوري، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول ظروف توقيفه أو الجهة التي أمرت باعتقاله.
وحسب مصادر مطلعة لـ «القدس العربي»، فإن حيدر يواجه اتهامات واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين السوريين، وذلك خلال قيادته للفرقة الثالثة مدرعات، التي اعتُبرت رأس الحربة في الاقتحامات العسكرية التي نفذتها قوات النظام وميليشياته في العديد من المناطق السورية على مدار سنوات الحرب التي شنها بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وأضافت أن اللواء حيدر قد أُحيل بالفعل إلى إدارة مكافحة الإرهاب تمهيدا لعرضه على القضاء المختص.
وفي تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»، قال الإعلامي عمر الأحمد، المسؤول الإعلامي في مدينة القطيفة، إن اللواء حيدر كان الجهة التي تصدر منها كل أوامر القصف الصادرة عن اللواء 20، التابع للفرقة الثالثة، كما أن حاجز الشرطة العسكرية في القطيفة ـ الذي كان تحت إدارته المباشرة ـ يُعد من أكثر الحواجز الأمنية دموية في سوريا.
وأوضح أن حيدر كان معروفا بين السكان بالتسلط وفرض الإتاوات، إلى جانب قيادته للحواجز التي كانت تابعة للفرقة الثالثة في منطقة القطيفة، والتي تورطت في اعتقال عشرات الآلاف من الشبان والشابات منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
ووفقا للمصدر، فإن مقر الفرقة الثالثة، الواقع على أطراف المدينة، كان بجواره أكبر مقبرة جماعية في سوريا، تضم ـ حسب تقديرات غير رسمية ـ رفات أكثر من مئة ألف شهيد، معظمهم ممن قضوا تحت التعذيب أو في حملات الاعتقال العشوائي التي نفذتها القوات التابعة لحيدر.
كما أن اللواء 155، المتمركز في جبال القطيفة والتابع للفرقة نفسها، كان ينطلق منه عدد كبير من صواريخ «سكود» التي استهدفت مدنا سورية عدة، في مقدمتها الغوطة الشرقية وحمص، متسببة بمجازر مروعة.
وأشار الأحمد إلى أن اللواء حيدر كان كذلك يشرف بشكل مباشر على مساكن القطيفة العسكرية، التي كانت تؤوي ضباطا وعناصر من سجن صيدنايا سيئ السمعة، إلى جانب الفوج 14 وقطعات عسكرية أخرى.
- القدس العربي