بيان من حزب الشعب الديمقراطي السوري
– استقرار سورية مرتكز بناء الدولة وتماسك اجتماعها –
منذ سقوط الأسدية تعمل الأطراف المتصارعة على سورية لتحقيق مشاريعها المتناقضة، وتجهد لخلق أوضاع تثبّت وجودها وفعاليته في سيرورة المنظومة الدولية في المنطقة، وبالتالي استثمار مستجدّاته في البناء لآفاق جديدة في الشرق الأوسط؛ لأن المطلوب كان تمزيق سورية واستمرار تشتّت اجتماعها الديني والإثني والطائفي. لكن سلطة دمشق استفادت من تغير الموقف الأميركي الذي أصبح حاضن لها لوضع حد للقوى المتمردة عليها وبدا الحسم بالقوة.
ما يحدث اليوم في السويداء، وحصيلته عشرات الضحايا، لا يبتعد عمّا يحصل في الجزيرة، ولا يتناقض مع حرائق الساحل وما سبقها، التي تعبّر عن الانسداد السياسي والتوتّر الاجتماعي، هادفة استدعاء الخارج أو الاستقواء به للحيلولة دون بناء دولة سورية الوطنية القوية المتماسكة، دولة المؤسسات والحريات والمواطنة والقانون لكل مكوّناتها، ريثما تكمل فترتها الانتقالية وتستوفي استحقاقاتها الدستورية والأمنية والعسكرية.
إننا ندعو جميع المكونات الوطنية للتكاتف لبناء الدولة الوطنية، والعمل على إنجاز المرحلة الانتقالية، والابتعاد عن الاشتراطات المسبقة، وفرض الرؤى التي لا تتماشى مع الواقع، وتستبق الوقائع، وتحكم على النوايا دون الفعل.
إن سورية واحد لا يقبل القسمة، وكل عمل يؤدي إلى التشتت وعدم الاستقرار مُدان وطنياً، لأن وبال نتائجه سيكتوي به الجميع. وعلى مؤسسات الحكومة الانتقالية القيام بواجباتها باحترافية، واعتماد لغة الحوار لا القوّة والاستقواء، لأن المخرج حلّ سياسي، والابتعاد عمّا يؤجّج المشاعر دون الدولتية، حفاظاً على سلامة المواطنين، وإبعاداً للمتربصين الباحثين عن مسوّغات للتدخلات، وضماناً للوحدة الوطنية ولوحدة سورية ومستقبلها.
عزاؤنا لأهالي الضحايا.. وأمانينا بالشفاء للجرحى والمصابين.
دمشق 14 / 7 / 2025
مكتب الإعلام المركزي
لحزب الشعب الديمقراطي السوري