روجت اسرائيل أمس لمزاعم حول قيام سوريا باعادة بناء المبنى الذي قصفه الطيران الاسرائيلي في منطقة الكبر وتحويله الى منشأة كيميائية وبيولوجية، الأمر الذي ساهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الى تجديد العقوبات على دمشق.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية مستدة على تقرير عن شبكة «سي.بي.اس» الأميركية أن دمشق أعادت بناء المبنى وحولته الى منشأة لانتاج السلاح الكيميائي والبيولوجي، وقالت الصحيفة ان التقرير استند على مصادر استخبارية أميركية رفيعة. وأشارت مصادر اسرائيلية ل«معاريف» أن سوريا تكون بذلك وسعت عمليا على نحو كبير برنامج السلاح البيولوجي والكيماوي لديها.
وقال مصدر استخباري كبير في واشنطن لـ «يديعوت» ان سوريا نفت أن تكون أعادت بناء المبنى وانه يستخدم لبرنامج السلاح البيولوجي والكيماوي لديها. وأضاف «ان صور الاقمار الصناعية لدى الولايات المتحدة أظهرت بما لا يقبل التأويل بان سوريا تكذب».
واستندت «يديعوت» على تقرير في ال«بي.بي.سي» فقد كان اكتشاف البرنامج السوري احد الاسباب وراء الانعطافة المفاجئة في العلاقات السورية الاميركية اذ قرر الرئيس باراك اوباما استئناف العقوبات على سوريا، وشرح مصدر أميركي ذلك ب«وصول معلومات كانت عاملا يغير اللعبة». وبات واضحا ما هو هذا العامل الذي يغير اللعب.
وأشارت «يديعوت» الى أن الانعطافة المفاجئة جاءت في نهاية الاسبوع بعد أن عاد الى واشنطن مبعوثا الرئيس اوباما. ووصل المبعوثان الى سوريا مع معلومات استخبارية جديدة كشفت النقاب عن ان الموقع الذي كان ذات مرة المفاعل النووي اعيد بناؤه واصبح مبنى مؤهلا ببرنامج السلاح الكيماوي والبيولوجي الموسع. وأضافت الصحيفة الاسرائيلية أن سوريا نفت على مسمع من المبعوثان البرنامج الجديد رغم أنه عرضت عليها صور القمر الصناعي. «نفي السوريين كان القشة التي قسمت ظهر البعير».
وتابعت «معاريف» ان مبعوثا اوباما «عادا الى واشنطن مع النتائج البشعة، وبعد أن تشاور اوباما مع مستشاريه توصل الى الاستنتاج بان سوريا لم تتعهد ولم تنفذ ولو شيئا واحدا يبرر رفع العقوبات». وكتب اوباما في رسالة الى الكونغرس يعلل فيها لماذا يمدد العقوبات على سوريا فقال ان «سوريا ترغب في سلاح غير تقليدي».
ونقلت «يديعوت احرونوت» عن مصدر كبير في الولايات المتحدة ان «القلق الذي كان لنا بالنسبة للنشاط السوري لم يتغير، حيث ان استئناف العقوبات كان الامر السليم عمله. ومع ذلك فان الرئيس لا يزال ملتزما بالحوار والدور الذي سيطلع به لمعالجة هذا القلق».
واسترسلت الصحيفة «ان اكتشاف برنامج السلاح البيولوجي والكيماوي لدى السوريين يضاف الى سلسلة الخلافات التي أدت بالسوريين والاميركيين الى طريق مسدود في هذه المرحلة» وأشارت الى أنه «على رأس الخلافات تقف المفاوضات بين اسرائيل وسوريا: سوريا اصرت على انه قبل أن تبدأ المفاوضات على اسرائيل ان توافق على اعادة الجولان».
وقالت ان «هذا المطلب وضع الولايات المتحدة في وضع غير مريح: علنيا لا يمكنها أن تؤيد هذا الموقف رغم ان الادارة الاميركية ابلغت السوريين بانه من ناحية مبدئية على اسرائيل أن تعيد الجولان». وتابعت «كما أن العلاقة بين سوريا وايران، تسليح حزب الله، استضافة (حركة) حماس ومجموعات ارهابية اخرى على الاراضي السورية تقلق الاميركيين جدا».
وتابعت «في هذا الموضوع تخلت الولايات المتحدة عن مطلبها المسبق ولم تطرح طلبا بان تطرد سوريا من اراضيها رجال منظمات الارهاب ولم تطلب اغلاق مكاتب حماس. ومع ذلك فقد طلبت ان توقف سوريا تأييدها لحماس وعدم تسليح حزب الله. ووعدت سوريا بانها اذا ما فعلت ذلك فستلغى كل العقوبات ضدها، باستثناء تلك العقوبات على بيع تكنولوجيات متقدمة وسيتم اخراجها من قائمة الدول التي ترعى الارهاب».
القدس المحتلة ـ «البيان»