قال مسؤولون من “قوات سوريا الديمقراطية” ومن النظام السوري إن القوات التي يقودها أكراد وتدعمها الولايات المتحدة تضيق الخناق على أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينتين يسيطر عليهما الأكراد في شمال شرق البلاد.
وقالت “قوات سوريا الديمقراطية” إنها سيطرت على نحو عشر مكاتب رسمية من بينها ما يختص بالتمويل المحلي وبالحبوب وبالتعليم في منطقة في قلب مدينة القامشلي.
كما منعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم جماعات مسلحة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، لليوم السادس على التوالي دخول القمح والوقود لمنطقة أخرى في مدينة الحسكة تخضع لسيطرة النظام.
وقال شاهدان إن قوات سوريا الديمقراطية أغلقت أيضا طريقا سريعا يؤدي لمطار القامشلي الذي تديره قوات النظام. وألقت القوات التي يقودها الأكراد بمسؤولية الأزمة على دمشق لمحاصرتها حي الشيخ مقصود الذي تقطنه أغلبية كردية في مدينة حلب شمال البلاد منذ بداية الشهر. ويعيش في المنطقة ما يزيد على 200 ألف أغلبهم أكراد.
وأخفقت محادثات بوساطة روسية يوم الثلاثاء في نزع فتيل الأزمة إذ أصرت وحدات حماية الشعب الكردية على أن يرفع جيش النظام القيود التي منعت شاحنات تحمل الأغذية والطحين إلى الجيب الواقع في حلب أولا.
وقال محمد عبد الستار إبراهيم وهو محلل سياسي سوري على تواصل مع مسؤولين أكراد “النظام السوري صار له فترة طويلة بيقنن المواد الأساسية والغذائية وفي الآونة الأخيرة فرض حصارا على الشيخ مقصود كورقة ضغط للحصول على تنازلات سياسية من قسد”. في إشارة للاسم المختصر لقوات سوريا الديمقراطية.
وعززت القوات الروسية من وجودها العسكري في المنطقة التي ينتج فيها أغلب النفط والقمح السوري بعد أن دفعت تهديدات تركية وحدات حماية الشعب الكردية لطلب المساعدة من روسيا لتعزيز الجبهات الأمامية مع جماعات مسلحة مدعومة من تركيا.
واتهم مسؤولون سوريون قوات سوريا الديمقراطية بتجويع السكان.
وقال غسان خليل محافظ الحسكة لوسائل إعلام رسمية “قسد تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة”.
واستمرت علاقة تحالف تكتيكي بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري على مدى سنوات كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.
واتهم الأسد وحدات حماية الشعب الكردية على مدى العامين المنصرمين بالخيانة وبمساعدة واشنطن على وضع يدها على إنتاج النفط والقمح السوريين. كما تتهم سوريا الأكراد بإضمار طموحات انفصالية وهو ما تنفيه وحدات حماية الشعب.
(رويترز)