وقال الناشط والصحافي السوري ميلاد الشهابي ل”المدن”، إن المخابرات التركية والشرطة العسكرية التابعة للفصائل بدأت حملة اعتقالات واسعة بحق الناشطين الذين شاركوا في احتجاجات الشمال السوري رداً على الاعتداءات على اللاجئين في ولاية قيصري وعلى القرارات التركية التي لا تخدم أهداف الثورة السورية.
وأضاف أن لدى المخابرات التركية قائمة طويلة من الأسماء للمشاركين ممن رصدتهم كاميرات المراقبة أو ظهروا في مقاطع مصورة خلال المشاركة في التظاهرات، معتبراً أن الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف “بدأت تتبع أساليب نظام الأسد في تنفيذ عمليات الاعتقال”.
ولفت أن من بين المعتقلين كان القيادي في الجيش الوطني المدعوم من تركيا، ميسرة حجازي وذلك للضغط على أخيه لتسليم نفسه بعد ظهوره في أحد المقاطع المصورة خلال التظاهرات، قبل أن يُطلق سراحه بضغط من أبناء بلدته، لكن الشرطة العسكرية أجبرته على تسجيل مقطع صوتي ينكر خبر اعتقاله.
وقال الشهابي إن هناك خطراً حقيقياً من تفجّر التظاهرات والغضب مرة جديدة في الشمال السوري بسبب حملة الاعتقالات بحق الناشطين الرافضين للسياسات التركية في الشمال وكذلك تجاه اللاجئين داخل تركيا.
وقال إن الناشطين يعتبرون حرية التعبير حق مقدس، لكن حملات الاعتقال والضغط على المتظاهرين السلميين تعكس انتهاكاً صارخاً لهذا الحق الأساسي.
وأضاف أن لدى المتظاهرين مطالب على رأسها رفض التطبيع مع النظام بأي شكل من الأشكال، وتشكيل لجنة عُليا لمتابعة وضع اللاجئين داخل الأراضي التركية، ومنع فتح أي معبر مع مناطق النظام السوري قبل البدء بعملية انتقال سياسي.
واندلعت احتجاجات في الشمال السوري قبل يومين، احتجاجاً على الاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في ولاية قيصري، حيث تخلل الاحتجاجات إحراق العلم التركي وإنزاله من على المعابر.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المتظاهرين على إثر الاحتجاجات قائلاً: “نحن نعرف كيف نقطع اليد التي امتدت للعلم التركي”.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية وبمساندة من الشرطة العسكرية شنّت حملات اعتقال في ريف حلب الشمالي، بعد تحديد هويات الأشخاص المشاركين في الاحتجاجات، موضحاً أن 4 أشخاص اعتقلوا في أعزاز، و8 في عفرين وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة دون معلومات عن مصيرهم.