ملخص
الحديث عن إسرائيل الكبرى، ليس وليد اللحظة أو الحرب القائمة في غزة ولبنان، بل هو مشروع يعود لعشرات السنين، أي منذ بدء تبلور فكرة إقامة دولة لليهود في منطقة الشرق الأوسط.
في رحلة البحث عن هوية أول من طرح فكرة إنشاء إسرائيل الكبرى، التي تتمدد على أراضي دول عربية خارج فلسطين من بينها مصر والعراق، نجد أن المهمة ليست سهلة، فكثيرة هي الشخصيات التي ذكرت في خطاباتها هذا المشروع، لكن البحث نفسه يأخذنا إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً إلى ثيودور هرتزل… فهل صحيح أنه طرحها عندما عمل على إقامة دولة قومية لليهود في المنطقة؟
من يتابع تصريحات بعض القيادات الإسرائيلية ومن ضمنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتكررة حول “إسرائيل الكبرى” والتطورات الميدانية والعسكرية منذ سنة وشهر في غزة، أو على المستوى اللبناني، لا سيما بعد اندلاع الحرب مع “حزب الله” والتي طاولت لاحقاً لبنان برمته، يستوقفه مطولاً نمط الحرب “الشرسة” التي يتبعها الجيش الإسرائيلي من خلال أسطوله الجوي أو من خلال التقدم البري في بلدات جنوبية حدودية وقيامه بنسف شوارع بأكملها بغية إنشاء منطقة عازلة بين الحدود، حتى أصبحت وكأنها بقعة جغرافية لا تصلح لأي نوع من الحياة البشرية.
ولا يمكن أن نتحدث عن العمليات العسكرية ونمطها بتدمير بلدات بأكملها، من دون أن يتم ذكر عمليات التهجير الجماعي والكلي من مختلف مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت والمدن الكبيرة على نحو النبطية وصور وبعلبك والهرمل وبنت جبيل والخيام، مما ينذر بتغيير ديموغرافي كبير ويخلط الأوراق.
بين هرتزل وبوندهايمر
الحديث عن إسرائيل الكبرى، ليس وليد اللحظة أو الحرب القائمة في غزة ولبنان، بل هو مشروع يعود لعشرات السنين، أي منذ بدء تبلور فكرة إقامة دولة يهودية في منطقة الشرق الأوسط.
في رحلة البحث عن هوية أول من طرح فكرة إنشاء إسرائيل الكبرى، التي تتمدد على أراضي دول عربية خارج فلسطين من بينها مصر والعراق، نجد أن المهمة ليست سهلة، فكثيرة هي الشخصيات التي ذكرت في خطاباتها هذا المشروع، لكن البحث نفسه يأخذنا إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً إلى ثيودور هرتزل.
يعرف هرتزل بأنه مؤسس الحركة الصهيونية حول العالم وهو نمساوي الجنسية يهودي المذهب ولد في بودابست عام 1860. درس المحاماة قبل أن يمتهن الصحافة ومنها دخل إلى عالم السياسة حيث طور مشروعه الأكبر المتمثل بإنشاء دولة قومية لليهود، مركزها في الشرق الأوسط وينتقل إليها يهود الشتات في العالم.
هرتزل الذي جال أقاصي الأرض في محاولة لإقناع زعماء العالم حينها بضرورة الضغط باتجاه تحقيق مشروعه، ذكر في مذكراته، وتحديداً في الصفحة 720، عبارة لا يزال اليهود يرددونها حتى اليوم عند الحديث عن “إسرائيل الكبرى”.
في مقطع يبدو وكأنه كان يتحدث خلاله مع أول رئيس للاتحاد الصهيوني في ألمانيا ماكس بودنهايمر عن الطلبات التي سيرفعونها، يذكر عبارة “من نهر النيل إلى نهر الفرات” ثم يسرد جملة مقترحات وأفكار عن الإدارة اليهودية والحكومات المحلية في المنطقة، قبل أن ينهي المقطع بالقول “كانت هذه أفكار بودنهايمر”. وهنا ليس من الواضح تماماً ما إذا كانت عبارة “من نهر النيل إلى نهر الفرات” ذكرها بودنهايمر، أو كان هرتزل قائلها.
وبمعزل عن تحديد هوية قائل هذه الجملة الشهيرة، لكن المؤكد أن ذكرها للمرة الأولى وأرشفتها يعودان إلى الفترة التي كتب فيها هرتزل مذكراته، بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن 20.
وبعد عدة عقود، تأسست في إسرائيل، وتحديداً عام 1967، في أعقاب حرب الأيام الستة والتي انتهت بسيطرة إسرائيلية على شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، منظمة سياسية إسرائيلية عرفت باسم “الحركة من أجل إسرائيل الكبرى”، ومن مؤسسيها الجنرال أفراهام يوفي.
وشهدت المنظمة أوج نشاطها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ودخلت العمل السياسي قبل أن تنضم إلى حزب الليكود.
العودة إلى معتقدات دينية
قبل سنوات قليلة وتحديداً عام 2016، ظهر وزير المالية الإسرائيلي وعضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية، قائلاً إن “حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على إسرائيل الاستيلاء أيضاً على الأردن”.
تكرار سموتريتش ومسؤولين إسرائيليين آخرين لهذه التصريحات في مناسبات عدة لاحقة، يسلط الضوء على مساعي اليمين الإسرائيلي “المتطرف” بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء واسعة من منطقة الشرق الأوسط، وهو طرح تؤيده أصوات حتى من خارج هذا اليمين.
ويستند اليمين الإسرائيلي للمضي بمشروعه في توسيع دولة إسرائيل إلى معتقدات دينية تفيد بأن الأرض الموعودة تمتد على أراض واسعة من المنطقة. إذ يزعم معهد “التوراة والأرض” الإسرائيلي عبر موقعه الإلكتروني أن “أرض إسرائيل الكبرى تمتد من نهر الفرات شرقاً إلى نهر النيل جنوباً”.
كما يتوقف داعمو هذا المشروع عند أحد النصوص في التوراة وما ذكر في سفر التكوين وفيه “فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقاً قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ”. (تك 15: 18-21).
وما الخريطة التي رفعها رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 في سبتمبر (أيلول) 2023، إلا خير دليل على رسم جديد للشرق الأوسط بمفهوم نتنياهو، إذ خلا منه ذكر فلسطين أو دولة فلسطين وطغى اللون الأزرق في الخريطة المشير إلى دولة إسرائيل بما يشمل الضفة الغربية وكذلك قطاع غزة.
كانت هذه الخريطة بمثابة رسالة واضحة إلى العالم أن “إسرائيل ترى نفسها دولة ذات حدود موسعة، ولا تقبل بأية تسوية لا تحقق هذه الأهداف التوسعية”.
هذا المشهد أثار قلق عديد من الدول التي اعتبرته ليس مجرد إشارة، بل كان بمثابة إعلان عن نية واضحة في تطبيق أحلام اليمين الإسرائيلي المتراكمة منذ عهود من خلال فرض سياسات الأمر الواقع تحت عنوان: إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد.
ماذا يكشف التاريخ؟
سألنا أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور عماد مراد عما إذا كانت ذُكرت عبارة “من النيل إلى الفرات” أو “إسرائيل الكبرى” في الكتب الدينية لدى اليهود أو في أي سياق رسمي ضمن تأسيس دولة إسرائيل، فأكد أن هذه العبارة لم تذكر كما هي هكذا في “التوراة” أو في “التلمود”، وهو تفسير التوراة، بل ما ذكر في سفر “التكوين” كان حرفياً أن الله وعد إبراهيم أنه سيعطيه هو وعائلته ونسله منطقة تمتد من وادي العريش في مصر إلى نهر الكبير، في إشارة إلى نهر الفرات، ووادي العريش تفسر هنا بطريقتين إما نهر النيل أو خليج سيناء أي قناة السويس شرقاً، وهو موضع خلاف بين المؤرخين.
ويضيف أن اليهود منذ أيام التوراة لديهم حلم الكيان وإقامة دولة دينية طائفية خاصة بهم، وبقوا على هذا الحلم، وفي ما بعد أتى شتات اليهود على يد الرومان في القرن الأول الميلادي بسبب الثورات التي قاموا بها ضد الحكم الروماني فانتشروا في كل العالم، وبقوا على هذا الوضع من الشتات ومن دون قيادة لنحو 1800 عام.
في التاريخ الحديث ومع بدء عصر النهضة، عاد الحديث عنهم في المجتمعات الأوروبية وبات لهم وجود في هناك لكونهم رجال أعمال ورؤوس أموال كبيرة، وعلى رغم ما طرح في نهاية القرن الـ19 من أفكار لإقامة دولة لهم في جنوب أفريقيا وجنوب أميركا لكنهم كانوا يريدون إقامة دولتهم في فلسطين. هنا يوضح مراد أنه حينها ظهر رجل الأعمال النمسوي اليهودي ثيودور هرتزل الذي قدم كتاباً اسمه “الدولة اليهودية” عام 1895، وأقام مؤتمراً في سويسرا عام 1897 جمع فيه كبار رجال اليهود في أوروبا وكان المؤتمر الصهيوني الأول، ويؤكد أنه لم يذكر هذا المؤتمر ولا بأية إشارة في المداولات أو المخرجات أي ذكر لإسرائيل الكبرى ولا النيل ولا الفرات. وأقيم هذا المؤتمر لاحقاً أكثر من مرة، ولم تأت هذه أيضاً المؤتمرات على إشارة إلى إسرائيل الكبرى، بل تحدثت عن دولة قومية ليهود الشتات، وحينها بدأت موجات الهجرة إلى إسرائيل حتى قبل الحرب العالمية الأولى.
ويتابع “ثم أتى وعد بلفور عام 1917 ليهود العالم بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، وفي هذا الوعد لم يتم كذلك ذكر إسرائيل الكبرى أو عبارة من النيل إلى الفرات. ولكن كان دائماً في وجدان اليهود وعد إبراهيم وحديث وادي العريش ونهر الكبير، ولكن هذا الكلام لم يذكر في أي وثيقة أو كتاب”.
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، باتت نسبة اليهود عام 1948 في فلسطين التاريخية 31 في المئة من السكان. وحينها صدر قرار من الأمم المتحدة رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة فلسطينية وأخرى يهودية أي إسرائيل، وشهدت المنطقة ما يعرف اليوم بالنكبة الفلسطينية.
بعدها أتت أحداث كبيرة، لم تنفذ خلالها إسرائيل “حلمها” بالتوسع من النيل إلى الفرات على حد قول أستاذ التاريخ، وهي حرب الأيام الستة عام 1967 وخلالها سيطرت إسرائيل على مناطق من سيناء والقدس والضفة الغربية وغزة والجولان قبل أن تنسحب لاحقاً ضمن الاتفاقيات التي عقدت، وبعدها حرب 1973، وعملية الليطاني عام 1978 جنوب لبنان واجتياح عام 1982. قبل أن تنسحب إلى الجنوب وصولاً إلى الانسحاب التام من لبنان عام 2000.
ويضيف “أتت أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الحاسمة، وبعدها حرب الإسناد من لبنان، ومعها كانت إسرائيل تخوص الحرب للبقاء وليس من أجل التوسع”، وهي رأت في عملية “حماس” خطراً يهدد وجودها ككيان وكدولة.
ويقول، إننا اليوم بعد سنة على حرب الإسناد، تخوض معركة إسرائيل في جنوب لبنان بشعار إعادة سكان الشمال وضرب “حزب الله” باستثناء بعض الفيديوهات المسربة عن مساعي لإقامة المشروع الأكبر وهي لا تحمل أي طابع رسمي من قبل الحكومة أو من المؤسسة العسكرية.
مشروع ديموغرافي منظم
وبعيداً عن الخلفية التاريخية، يعتبر كثيرون أن عمليات التهجير والقتل التي تحصل في حرب غزة ولبنان، ليس عبثية ولها أهداف ضمنية.
يشير منسق مختبر الديموغرافيا في مركز الأبحاث التابع لمعهد العلوم الاجتماعية، الجامعة اللبنانية، الدكتور شوقي عطية إلى أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية بين غزة ولبنان يفرض تحولات ديموغرافية، حتى أن القتل هو تغيير ديموغرافي. ويقول “عندما تقتل 40 ألف مواطن وتصيب 100 ألف، تكون عندها تحاول إنقاص عدد من الناس من المستقبل. وهذا مشروع منظم وممنهج على مستويات عدة: المستوى الأول بالنسبة إلى فلسطين، يعرف الإسرائيلي اليوم أنه منذ أكثر من 15 سنة في أرض فلسطين التاريخية، من البحر إلى النهر، أن اليهود صاروا أقل من العرب وكلما تقدم الوقت نحو الأمام أضحى العرب أكثر من اليهود تعداداً، وأي شخص فلسطيني تتخلص منه اليوم من خلال القتل أو التهجير تقوم بإراحة الديموغرافيا الصهيونية على قاعدة اليوم شخص وغداً اثنان”.
ويضيف الدكتور عطية أن الـ 40 ألف شخص الذين قتلوا منذ أكثر من سنة وحتى اليوم يضاف إليهم 100 ألف من الجرحى كثر منهم باتوا لا يمكنهم الإنجاب، ولو أننا طبقنا عليهم معادلة أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ولو حسبنا عددهم إلى عام 2050 نحن هنا نتحدث عن أكثر من 300 ألف شخص، يجري التخلص منهم للمستقبل وليس لليوم”.
تعزيز الديموغرافيا الاستعمارية
يستشهد عطية بتحريك أهل غزة من مكان إلى مكان “لتثبيت المشروع الواضح في فلسطين، لأن الظاهر، وهذا استنتاج، كانت النية إخراجهم نحو مصر فيتم التخلص منهم نهائياً. وإذا استطاع الإسرائيليون تنفيذ هذا الأمر يكون قد أراح الديموغرافيا الصهيونية ليس إلى سنوات عدة فحسب، بل إلى الأبد، ويتخلص بذلك من جميع الفلسطينيين، هنا تكمن عدة أهداف لما يحصل، وفي طليعتها الأهداف الديموغرافية”.
أما الثاني برأي عطية يتعلق بما يجري في لبنان “طبعاً هو شيء كبير، نحكي عن إبعاد عشرات الآلاف من اللبنانيين عن الحدود إلى مناطق أخرى. على المدى القصير هو واضح أنهم يحاولون إحداث حزام أمن للإسرائيليين، لكن على المدى البعيد أو المتوسط يخلق إشكالاً كبيراً بين أناس ألزمتهم أن يقطنوا في أماكن غير بيتهم، ليس فقط أنهم من غير طائفة، أو حتى لو كانوا من طائفة واحدة، لو أتيت مثلاً بنصف مليون جنوبي وأسكنتهم في البقاع مع ذات الطائفة، إمكانية المشكلات كبيرة لأسباب عدة تتعلق بالعادات ونمط العيش، فكيف إذا وضعتهم في مكان يختلفون عنه بالطائفة والمذهب وكثير من الأشياء؟”.
حرب أذية فقط
يعتبر الدكتور عطية أن أذية ما يفعله الإسرائيلي هو عبر التدمير المنهجي، ويضيف “ما يفعله الإسرائيلي اليوم بات واضحاً فهو انتهى من الأهداف العسكرية منذ الأسبوع الأول، هو اليوم يخلق أذية ليس أكثر”. ويقول إن المشروع الإسرائيلي “الكبير حاضر باستمرار ولا يغيب بأي لحظة من اللحظات. إن الإسرائيلي كلما أخذ قليلاً يهدف إلى أخذ المزيد، وهي سياسة معتمدة منذ وقت طويل، وفلسطين شاهدة على ذلك. هم لو استطاعوا الدخول إلى هذه القرى في الجنوب لدخلوا. تصوروا ودمروا وتراجعوا، لو استمروا وبقيوا لتمددوا أكثر فأكثر. في اجتياح عام 1982 كانت الخطة أن يدخلوا إلى جنوب الليطاني، دخلوا إلى بيروت لأنهم لم يجدوا ما يوقفهم، اليوم لو استطاعوا السيطرة على لبنان كله لبسطوا سيطرتهم ولما تأخروا بذلك”.
ويختم “هذا الاستنهاض الديني يمارسه نتنياهو ويمنح مشروعه خلفية توراتية وتلمودية ولا نشك أنه يصب في الحلم الإسرائيلي بالتوسع”.
مخطط للضم
ويتحدث عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” فتحي كليب “عن المرحلة التي سبقت عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتمثلت بمجيء حكومة فاشية إلى إسرائيل طرحت صراحة مشروعها ومخططها القائم على أساس الضم والحسم، ضم الضفة الغربية وتسريع عملية التطبيع بعد تجاهل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وتراجع الاهتمام بشكل غير طبيعي لم يسبق أن حدث منذ زمن”.
المسألة الأولى بحسب كليب تتعلق بفكرة أن إسرائيل كانت الملاذ الآمن ليهود العالم وتبين بعد ذلك أن هذا الكلام ليس سوى دعاية لجلب كل يهود العالم إلى فلسطين المحتلة. والثانية هي قضية قوة الردع الإسرائيلية التي تتباهى بها عادة والتي سقطت من الحد الأدنى إلى الحد الكبير بعد أحداث أكتوبر الماضي. والثالثة كانت حسم إسرائيل لمعاركها بشكل سريع وخوض هذه المعارك على أرض الخصم”، على حد قوله.
ويلفت كليب إلى أن تل أبيب وبعدما فشلت في تحقيق هدف تحرير أسراها، لجأت إلى خيار لا يمكن أن تقبله، صحيح أنها نجحت في القتل وفي التدمير وإيقاع عدد كبير من الضحايا لكنها تذهب مجبرة إلى حرب استنزاف لا تريدها”.
ويضيف “أن الحرب طالما تجاوزت حدود قطاع غزة وتجاوزت حدود لبنان فإن ما يدعيه نتنياهو أنها حرب تغيير، أضحت حرباً عالمية لأن الدول الغربية والولايات المتحدة باتت تعتبر من خلال مد الكيان بمقومات البقاء أن هذه الحرب حربها متجاوزة الحرب الإقليمية والفلسطينية واللبنانية كي تكون حرب الدفاع عن المصالح الدولية الغربية وهي التي تدفع الكيان الإسرائيلي من أجل مواصلة حربه لضرب المواقع المعارضة ليس في فلسطين فحسب، بل في المنطقة”.
- إندبندنت