واشنطن: يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في زيارة تحمل رهانات تتجاوز مجرد اتفاق بشأن موارد كييف من المعادن الإستراتيجية.
ومن المقرر أن يتم اللقاء في الساعة 11:00 صباحًا (16:00 بتوقيت غرينتش)، في وقت تسعى فيه أوكرانيا للحصول على دعم لمواجهة الغزو الروسي المستمر منذ فبراير 2022، رغم أن ترامب تخلّى تمامًا عن سياسة سلفه جو بايدن الداعمة لكييف، واختار بدلًا من ذلك التقرب من فلاديمير بوتين.
تحول في خطاب ترامب
خفف ترامب، الخميس، من حدة لهجته تجاه زيلينسكي، متراجعًا عن تصريحاته السابقة التي وصفه فيها بأنه “ديكتاتور”.
وعندما سُئل عن هذه التصريحات، رد قائلًا: “هل قلت هذا؟ لا يسعني أن أصدق أنني قلت هذا”، قبل أن ينتقل إلى سؤال آخر بسرعة. وبعد ذلك، أضاف: “لدي الكثير من الاحترام” لنظيره الأوكراني.
هذا التحول في خطاب الرئيس الأمريكي قد يكون مرتبطًا بالاتفاقية المنتظر توقيعها بين البلدين خلال الزيارة، والتي يُنظر إليها كجزء من نهجه القائم على “إبرام الصفقات” في السياسة والدبلوماسية.
“سنحفر ونحفر ونحفر”
تتيح الاتفاقية الإطارية للولايات المتحدة الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الإستراتيجية والنادرة واستغلالها، وهو ما طالب به ترامب سابقًا كشرط للدعم العسكري والمالي الذي قدمته واشنطن لكييف منذ ثلاث سنوات.
وقال الرئيس الجمهوري البالغ 78 عامًا، الخميس: “سنحفر ونحفر ونحفر”.
شروط الصفقة ودور الولايات المتحدة
لكن الاتفاقية لا تتضمن أي إشارة إلى مبلغ 500 مليار دولار الذي طالب به ترامب سابقًا كتعويض عن الدعم الأمريكي، بل تنص على إنشاء صندوق استثمار مشترك في قطاعي المعادن والمحروقات.
كما أن الاتفاقية لا تتضمن أي ضمانات أمنية كانت كييف تطالب بها، إلا أن غرايسلين باسكارات وميريديث شوارتس من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أوضحتا، في مذكرة تحليلية، أن الفكرة تتمثّل في أنه “من خلال استثمار مشترك في موارد أوكرانيا، ستظل الولايات المتحدة معنية بضمان أمن واستقرار البلاد”.
وقال ترامب نفسه، الخميس، إن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة “شبكة أمان”، مضيفًا: “لا أعتقد أن أحدًا سيبحث عن المشاكل إذا كنا (في أوكرانيا) مع العديد من العمال” الذين سيعملون في استغلال الموارد المعدنية.
رهانات أكبر من المعادن
تمتلك أوكرانيا حوالي 5% من الموارد المعدنية العالمية، لكن المعادن التي تهم ترامب لم يتم استغلالها بعد، ويصعب استخراجها، أو أنها تقع في المناطق التي تحتلها روسيا.
لكن الرهانات تتجاوز المنغنيز والغرافيت، إذ تتابع أوكرانيا وأوروبا بقلق شديد التقارب بين ترامب وبوتين، خاصة بعد مكالمة هاتفية مطولة بينهما في 12 فبراير، حيث أطلقا مفاوضات ثنائية لوضع حد للحرب، في خطوة أثارت مخاوف أوروبية من تخلي واشنطن عن كييف.
وفي هذا السياق، قال ترامب، الخميس، إنه يثق في بوتين، رغم التحذيرات المتكررة من لندن وباريس بشأن هشاشة أي هدنة دون ضمانات قوية.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بوتين “سيفي بوعده” في حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، رافضًا تحميل موسكو المسؤولية عن الحرب، ومؤكدًا أن “أوكرانيا تتحمل جزءًا من المسؤولية”.
كما أغلق ترامب الباب تمامًا أمام طلب أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو، لكنه أشار، الخميس، إلى أن “أوكرانيا قد تستعيد بعض المناطق” في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال ترامب: “سنحاول استعادة ما يمكن استعادته”، لكنه أقرَّ بأن “القوات الأوكرانية، مهما قلنا، قاتلت ببسالة كبيرة”.
(أ ف ب)
- القدس العربي