غزة – فتحي صبّاح
كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ«الحياة» أن رئيس الحكومة الاسرائيلية أيهود أولمرت عرض على الرئيس محمود عباس في احد اللقاءات اقتطاع 6.8 في المئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة ومبادلتها بأراض من مناطق الـ48 بنسبة 5.5 في المئة، ما يعني اقتطاع نحو 1.3 في المئة من دون أي مقابل.
وقالت المصادر المطلعة على تفاصيل المفاوضات الجارية منذ شهور طويلة بين عباس وأولمرت، وايضا بين وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء)، ان «عباس طلب من اولمرت تسليم السلطة الفلسطينية خرائط مفصلة بالاراضي التي ستتم مبادلتها، الا أن اسرائيل لم تفعل حتى الان». وأضافت أن «العرض جاء في أعقاب تقبل اسرائيل والمسؤولين الاسرائيليين فكرة اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967»، بعد الاتفاق على تبادل الأراضي.
وأشارت الى أن عباس والفريق المفاوض الفلسطيني بحثوا في قضايا الوضع النهائي الست في لقاءات شارك فيها مسؤولون أميركيون اتفقوا مع الفلسطينيين في بعض القضايا. ففي ما يتعلق بالانسحاب من مدينة القدس المحتلة والوضعية التي ستكون عليها المدينة المقدسة في ظل الدولة الفلسطينية، قالت المصادر ان «اسرائيل تسعى الى ارجاء البحث فيها، تحت ذرائع مختلفة، منها تركيبة الحكومة الاسرائيلية واحتمال انهيارها في حال تم البحث في قضيتها، لكن عباس رفض تأجيل البحث في أي قضية».
اما في ما يتعلق بقضية اللاجئين وحقهم في العودة الى ديارهم ومدنهم وقراهم التي هُجّروا منها خلال نكبة العام 1948، فلفتت المصادر الى وجود «اختلافات في مواقف عدد من المسؤولين الاسرائيليين»، موضحة أن «ليفني على سبيل المثال متشددة في موقفها وترفض السماح بعودة أي لاجىء فلسطيني، فيما يرى أولمرت أن في الامكان اعادة أعداد محدودة من اللاجئين على مدار سنوات عدة». وأضافت أن «عباس رفض موقفي ليفني وأولمرت رفضاً باتاً، وتم ذلك في عدد من المرات في لقاءات شارك فيها مسؤولون أميركيون».
وأشارت الى أن عباس يرى ان يكون هناك «حل» لقضية اللاجئين، وليس «حق عودة اللاجئين». ولفتت الى أن «عباس يرى أن حل قضية اللاجئين يقوم على الأسس الآتية: مسؤولية اسرائيل عن قضية اللاجئين، وحق العودة، والتعويض في كل الأحوال، أي لمن يرغب ومن لا يرغب في العودة، والتعويض للبلدان المضيفة للاجئين، وتأسيس صندوق للتعويضات»، مشيرة الى أن المسؤولين الأميركيين وافقوا على هذه الأسس. لكن المصادر اكدت أنه لم يحصل اي تقدم في هذه القضية وغيرها من القضايا والملفات محل التفاوض بين الطرفين، ومنها المستوطنات في الضفة والتي تمزقها كتل استيطانية ضخمة وتحولها الى أربعة كانتونات منفصلة عن بعضها بعضا، فضلاً عن اعتداءات المستوطنين المتكررة، ووجود نحو 640 حاجزاً عسكرياً تقطع أوصال الضفة. وقالت المصادر: «على رغم كل ما يجري، فإن عباس لا ينوي وقف المفاوضات أو الانسحاب منها حتى لا يعطي ذرائع لأي جهة، وحتى لا تحمل اسرائيل المسؤولية للفلسطينيين في ذلك».
"الحياة"