رام الله ــــ احمد رمضان
ذكر تقرير حقوقي أن المستوطنين بدأوا يعملون مؤخراً على بسط سيطرتهم على مواقع فلسطينية، ووضعها تحت الأمر الواقع، مشيراً إلى قيام مجموعة من المستوطنين اليمينيين الإسرائيليين بإعادة احتلال أربعة مواقع استيطانية تم إخلاؤها سابقاً في الضفة الغربية وهي: ريخس ـ سيلع ومعالوت ـ حلحول وريخس ـ مغرون وشعار ـ همزراخ (البوابة الشرقية).
وأضاف التقرير الذي أصدره معهد الأبحاث التطبيقية (أريج): “إن الحركات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة دعت لاحتلال هذه المواقع الاستيطانية الأربع من خلال نشر ملصقات تحث المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية للانضمام إلى الحملة“.
وكشف “أريج“ عن وجود 220 بؤرة استيطانية إسرائيلية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة.
وبين التقرير أن البؤر الاستيطانية التي تتواجد داخل المخطط الهيكلي للمستوطنات الإسرائيلية القائمة في الضفة الغربية تشكل أحياء جديدة للمستوطنة, في حين تعتبر البؤر الاستيطانية المقامة خارج المخطط الهيكلي للمستوطنات الإسرائيلية, مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
وأكد “أريج”، أن الحكومات الإسرائيلية تقوم بتضليل العالم فيما يتعلق بحقيقة البؤر الاستيطانية حيث قامت بمحاولة إضفاء الشرعية على جزء منها وذلك من خلال إصدار تقارير وزارية صنفت جزءاً منها بالشرعي وأخرى بغير ذلك، والحقيقة هي أنه جميع هذه البؤر هي غير قانونية وأنها بنيت على أراض فلسطينية مصادرة بمساعدة وتعاون مختلف الوزارات الإسرائيلية، والتي دأبت على تزويد هذه البؤر بالميزانيات المطلوبة لدعمها تحت ادعاءات مختلفة.
وقال التقرير: “رغم أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت عدة مرات عن التزامها بإخلاء هذه البؤر بحسب خارطة الطريق، إلا أنها لم تقم فعلياً بعمل أي شيء على أرض الواقع أكثر من إصدار أوامر على الورق”.
وقد ايد وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك انه ينظر بخطورة إلى الأعمال المخلة بالنظام العام والاعتداءات التى يقوم بها مستوطنون, مضيفا أن هذه الاعمال تهدف النيل من فرض سلطة الحكومة على المواطنين.
ونقل راديو “صوت إسرائيل” امس عن باراك في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية قوله: “إن المشاغبين يحاولون الاملاء على السلطات المختصة طريقة العمل فى الضفة الغربية”.
في المقابل أعرب روبرت سيرى مبعوث الامم المتحده الى الشرق الاوسط عن انزعاجه من قرار إسرائيل الاخير استئناف ازالة منازل الفلسطينيين في الضفة. وقال “إن الامم المتحده ستثير القضية مع السلطات الاسرائيلية”.
ويشار إلى ان روبرت سيرى مبعوث الأمم المتحدة الخاص للمنطقة كان قدم تقريرا فى وقت سابق إلى مجلس الأمن يتضمن انتقادا حادا غير مسبوق لإسرائيل فيما له صلة بالوضع فى الشرق الأوسط, وإشادة فى المقابل بالسلطة الفلسطينية واداء رئيس وزرائها سلام فياض وحكومته.
وأستولى المستوطنون أمس على 150 دونما من أراضى بلدة عصيرة القبلية بمحافظة نابلس، وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنى “يتسهار” وضعوا أسلاكا شائكة على150 دونما من أراضى المواطنين الفلسطينيين فى تصعيد جديد لإعتداءاتهم على البلدة والقرى المجاورة.
قوات الاحتلال الاسرائيلى اعتقلت امس فلسطينيين أثنين أحدهما في مدينة رام الله والثاني في محافظة بيت لحم بالضفة الغربية.
وذكرت إذاعة صوت فلسطين أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية على حاجزى “حوارة” و”زعترة” المقامين جنوب نابلس، مما أدى إلى تكدس مئات السيارات, فيما قام جنود الاحتلال بالتدقيق فى بطاقات المواطنين.
وأصيبت متضامنة بريطانية بجروح فى ساقها, فيما أصيب آخرون برضوض آثر إعتداء عليهم من قبل جنود الاحتلال ومستوطنى مستوطنة “تكوع” الواقعة إلى الشرق من بيت لحم, وذلك خلال تظاهرة تضامنية مع مزارعى الزيتون فى بلدة تقوع المحاذية للمستوطنة.
وكان عشرات من النشطاء والفعاليات والمتضامنين أنطلقوا من قرية تقوع لمساعدة مزارعى الزيتون فى القطاف، إلا أن حنود الاحتلال والمستوطنين أعترضوهم ومنعوهم من مواصلة طريقهم بإتجاه حقول الزيتون وأعتدوا عليهم بالضرب بالعصى والهراوات .. مما أدى إلى إصابة المتضامنة البريطانية جلوريا دلاس (61 عاما) وإصابة العديد من المشاركين برضوض فى أماكن متفرقة من أجسامهم, وتم نقل المصابين إلى مركز طبى مجاور لعلاجهم.
الى ذلك، جرح اثنان من عناصر حرس الحدود الاسرائيلي في مواجهات جرت مع مستوطنين يهود قرب الخليل في الضفة الغربية، حسبما اعلن على المتحدث باسم حرس الحدود امس.
وقال موشيه بينشي لوكالة فرانس برس ان “كستوطنين ارسلوا ليلة امس (السبت الاحد) قاصرين لمهاجمة قواتنا المنتشرة قرب الخليل وجرح اثنان من عناصرنا بعدما رشقا بالحجارة”.
في غضون ذلك، قالت “الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات“ إن سلطات الاحتلال شرعت بسلسلة خطيرة من الاعتداءات على المدينة المقدسة ورموزها الدينية والتاريخية وآثارها ومعالمها الحضارية بهدف ضرب وتشويش الاستعدادات الفلسطينية والعربية للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.
واعتبرت الجبهة في بيان صحفي ضدر عنها يوم امس الأحد أن قيام إسرائيل بهدم و طمس المقابر الإسلامية في القدس بكل ما ترمز إليه هذه المقابر من تاريخ وثقافة وتراث هو محاولة عدوانية سافرة لتشويه الحقائق وطمس هوية وثقافة المدينة.
كما اعتبرت الجبهة أن استهداف كنيسة القيامة ومحاولة الاعتداء على المصلين ورجال الدين من قبل متطرفين يهود قبل يومين يندرج هو الآخر ضمن هذه السياسة التي تسعى إلى المساس برموز وعناوين المدينة المقدسة.
وأكدت أن سلطات الاحتلال بدأت في تنفيذ خطة خطيرة تقوم على أساس تشويه وطمس وإزالة الآثار والمعالم التاريخية لمدينة القدس كما هو الحال في مقبرة مأمن الله ومقبرة باب الرحمة وآثار منطقة البراق ومحيط الأقصى ووادي حلوة من جهة.
وبينت أن الاحتلال شرع في استحداث رموز ومباني ومواقع دينية خاصة باليهود ككنيس العين الذي تم تدشينه في قلب الإحياء العربية في المدينة وغيره من الكنس الأخرى التي سيتم الإعلان عنها خلال الأسابيع القادمة، “والهدف من وراء ذلك هو تشويه هوية المدينة المقدسة وتغيير طابعها العرب”.
وحذرت الجبهة من الاستهانة بمخططات الاحتلال وجهوده الرامية إلى الاستحواذ على المدينة ومقدساتها وتفريغها من أهلها، مطالبة الشعوب والحكام والمؤسسات في العالم العربي إلى اغتنام العام القادم والبرهنة من خلال الأفعال والمواقف.
"المستقبل"