شهادة كافاريلا أمام الكونغرس

جينيفر كافاريللا/ ترجمة أحمد عيشة

المحتوى

ملخص تنفيذي

مقدمة

لا نهاية في الأفق للحرب في سورية

تهديدات جديدة ومتفاقمة في سورية

تأثير الولايات المتحدة الحالي

الفخاخ الإستراتيجية في سورية

سرديات روسية كاذبة في سورية

ما العمل؟

ملخص تنفيذي

لم تعد الحرب السورية، في عام 2021، تشبه بأي حالٍ الثورة التي بدأت قبل عقد من الزمان، والتسوية بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه لم تعد قابلة للحياة في الأمد القريب، فالحرب الآن متشابكة إلى حد بعيد مع الجيوسياسيات الإقليمية والعالمية الأوسع نطاقًا، بحيث لا يمكن أن تنتهي من دون اتفاق دولي. وقد أدّى هذا التحول للحرب في سورية، منذ عام 2011، إلى خلق تهديدات جديدة للأمن القومي الأميركي، وزاد من تفاقم التهديدات التي ظهرت في الأعوام الأولى من الحرب.

ستستمر الحرب السورية خلال المستقبل المنظور، ولا يمكن لأي جهة فاعلة تقاتل حاليًا في سورية أن تستولي على كل البلاد وأن تحافظ على سيطرتها فيها، حيث تسعى معظم هذه الجهات الفاعلة لتحقيق أهداف تتنافى مع التقسيم الدائم، وتتوقع جهات فاعلة عديدة حدوث تمرّد خارج مناطق سيطرتها. وعلى الرغم من أن العمليات البرية الرئيسية قد تباطأت، فإن الهجمات المقبلة ما تزال محتملة، ومن ضمنها الهجوم على إدلب. إن سيطرة الأسد السطحية داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام سوف تستمر في توليد عدم الاستقرار.

تتغاضى الولايات المتحدة عن مركزية سورية في التعامل مع طموحات روسيا العالمية. إن صياغة سياسة الولايات المتحدة، التي تعزل عمليات روسيا في سورية عن تحدي روسيا الأوسع للولايات المتحدة والنظام الدولي، تخلق نقطة عمياء خطيرة تستغلّها روسيا بفعالية. إن التوسع والتكيف العسكري الروسي في سورية يسمح لروسيا بممارسة ضغوط جديدة على عمليات حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا، لتطوير القدرات اللازمة للتعويض عن مزايا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وموازنتها. إن الجهود التي تبذلها روسيا للمشاركة في العملية الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة في سورية تعمل على زيادة تآكل الآليات الدولية التي خفّفت من حدة الصراع العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

تستمر المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية في الانتشار في سورية وتتطور لتشكّل تهديدات جديدة وصعبة، على الرغم من ضغط الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب. ويعيد تنظيم (داعش) تشكيل تمرد يغذّيه الزخم العالمي للجماعة، والفرصة الكبيرة التي أتاحها العدد الكبير من المهجرين الضعفاء في جميع أنحاء سورية والعراق. إن إلحاق الهزيمة بخلافة داعش ألحق الضرر بالجماعة لكنه لم يهزمها. وتحاول هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة، أن تحظى باعتراف دولي يمكّنها من أن تزيد من فرص حصولها على إيرادات، وأن تضفي الشرعية على تلقين أفكارها للسوريين وتجنيدهم.

تستغل إيران الفراغ في سورية لترسيخ شبكاتها العابرة للحدود الوطنية، بطرق تغذي استمرار عدم الاستقرار الإقليمي، وتخاطر بإثارة حرب كبيرة مع إسرائيل. إن إسرائيل تفكك البنية العسكرية التحتية الإيرانية في سورية، لكن الجهود التي تبذلها إيران على الأمد البعيد لاكتساب جذور اجتماعية من خلال التواصل الديني والثقافي والمالي تظل من دون إجابة. إن إيران في وضع يسمح لها بتحييد تأثير صفقة المستقبل بخصوص انسحاب القوات الأجنبية من سورية، وهو ما يمكن أن يترك النفوذ المحلي الإيراني سليمًا.

حقق الالتزام الأميركي المحدود تجاه سورية تأثيرًا غير متناسب، ومن ضمن ذلك تقييد الجهود الحربية التي يبذلها الأسد، ومنع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من إعادة بناء قدراته بالكامل، ولكنه أمرٌ لا يمكن الدفاع عنه عند مستويات القوة الحالية. وبوسع الولايات المتحدة أن تواجه انسحابًا قسريًا إذا زادت الجهات المؤيدة للأسد ضغطها العسكري بشكل كبير من خلال هجمات المتمردين، وهي حالة طوارئ تستعد لها.

أمام الولايات المتحدة فخاخ إستراتيجية متعددة في الوقت الذي تعيد فيه إدارة بايدن صياغة سياستها في سورية.

– قبول الأسد ورفع العقوبات عن نظامه.

– دعم استقلال كردستان السورية.

– التخلي عن الأكراد السوريين لتركيا.

– التطبيع مع فروع القاعدة الخارجية.

– توقع روسيا أن تلعب دورًا بنّاءً، أو أن تفشل في سورية.

إن الفخاخ الروسية خطرة بشكل خاص، بسبب نجاح روسيا في تعزيز المعلومات المضلّلة التي تروّج لها. وتتضمن نماذج تلك الفخاخ الاستعانة بمصادر خارجية للإرهاب، أو التوقع من روسيا أن تقيّد إيران أو تقدّم تسوية دبلوماسية تنهي الحرب، أو التوقع أن تتحول سورية إلى “مستنقع” يضعف روسيا.

وكل هذه الفخاخ، التي كثيرًا ما تبرز في المناقشات السياسية حول سورية، لا توفر مسارات قابلة للتطبيق لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في سورية، بل إنها سوف تؤدي بدلًا من ذلك إلى مزيد من الصراع وتآكل النفوذ العسكري والدبلوماسي الأميركي، في حين تعمل على تشجيع خصوم الولايات المتحدة، ومن ضمنهم روسيا وإيران والجماعات الجهادية السلفية.

من المرجح أن تؤدي المبالغة في تقدير ما يمكن تحقيقه في سورية إلى الفشل الإستراتيجي بقدر ما تؤدي إلى الانسحاب الكامل. ويجب على الولايات المتحدة أن تسعى لتحقيق أهداف متواضعة تجعل المصالح الطويلة الأجل، ومن ضمن ذلك التسوية الدبلوماسية، أكثر قابلية للتحقيق بمرور الوقت. وفي الأعوام الخمسة المقبلة، ينبغي للولايات المتحدة أن تقوم بما يلي:

1. تقييد روسيا وإيران والأسد في شرق سورية.

2. رفض التطبيع مع الأسد وحرمانه من المكاسب الاقتصادية.

3. مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في بناء الحكم المتجاوب والهياكل الأمنية القادرة في شرق سورية.

4. إعادة ترتيب العلاقة مع تركيا في سورية، من خلال دعمها في إدلب، والضغط على قوات سوريا الديمقراطية من أجل الإصلاح.

5. تحسين الأزمة الإنسانية في إدلب والمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ومن ضمنها مخيم الهول.

6. منع إعادة تشكل داعش، ومنع هجمات داعش و/ أو القاعدة ضد الغرب.

بداية، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تتخذ الخطوات التالية لتعزيز موقعها الإستراتيجي، ووضع الولايات المتحدة في موقف يسمح لها بالتخفيف من أسوأ السيناريوهات، وتعزيز صمود المجتمعات المحلية، وتمكين تدابير المتابعة.

تعزيز النجاحات

– تقييم متطلبات القوة لتحقيق الاستقرار في شرق سورية، ودحر تمرد داعش في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ومساعدتها في ردع الهجمات من روسيا والأسد، وإيران، وتركيا، ووكلائهما.

– الالتزام باستمرار وصول المعونة عبر الحدود، وإن استخدمت روسيا حق النقض في الأمم المتحدة، والسعي لإبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل بذل جهود مشتركة لتقديم المعونة الإنسانية.

تقييد خصوم الولايات المتحدة

– التمسك بالعقوبات والاحتفاظ بموقف ثابت ضد التطبيع السياسي أو تقديم دعم مالي جديد لنظام الأسد، حتى من صندوق النقد الدولي. وتطبيق عقوبات إضافية بحسب الاقتضاء، ومن ضمنها فرض عقوبات ثانوية على من ما يزالون يستثمرون في سورية.

– تكليف الكونغرس بإجراء دراسة عن جرائم الحرب الروسية في سورية وأوكرانيا وغيرهما من الأماكن بحسب الاقتضاء، من أجل مكافحة المعلومات المضللة الروسية، وتعزيز القوانين والأعراف الدولية المناهضة لهذه الأساليب.

– الالتزام بدعم تركيا دبلوماسيًا واقتصاديًا في إدلب في حالة وقوع هجوم تدعمه روسيا في المستقبل، من أجل تعزيز التعاون مع منع حدوث تصعيد خطير في شمال غرب سورية. وبدء محادثات مع تركيا لتحديد الدعم العسكري الذي قد يكون ضروريًا.

– مواصلة توجيه ضربات عالية القيمة ضد قادة القاعدة وهجوم الخلايا. التعريف بأكبر قدر ممكن من الأدلة فيما يتصل بالدور الحالي والتاريخي لهيئة تحرير الشام في الإرهاب العابر للحدود الوطنية، ومن ضمن ذلك العناصر الرئيسة التي تتجاوز التخطيط للهجوم: تجنيد المقاتلين الأجانب، والتموين العابر للأماكن والتمويل الدولي.

بناء المستقبل

– إطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة لبدء حوار بين الأطراف السورية من خلال مؤتمرات ومبادرات المسار الثاني بإدماج أوسع شريحة ممكنة من المجتمع السوري.

– تقييم احتياجات التمويل للتعجيل بتحقيق الاستقرار في شرق سورية، وتحديد المناطق المستهدفة ذات الأولوية، التي ينبغي أن تشمل مخيم الهول للمشردين داخليًا. وذلك عندما تسمح الظروف الأمنية بإعادة المبرمجين المدنيين والدبلوماسيين إلى المنطقة وإطلاق برامج جديدة لتحقيق الاستقرار على أساس الاستعراض.

– دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى إصلاح نموذج إدارتها لتوفير مزيد من الإدماج السياسي للسكان العرب، وتحسين آليات المساءلة التي تحسّن ثقة المدنيين.

يمكنكم قراءة البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل

Next Post

اترك رد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

أبريل 2024
س د ن ث أرب خ ج
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist