تحت شعار «الحراك الوطني الشعبي السلمي» تجمع العشرات من المتظاهرين أمام موقع المرجعية الدينية في مبنى عين الزمان الذي يحمل اسم دار طائفة الموحّدين الدّروز، في مدينة السويداء جنوب سوريا.
وأعلن المحتجون جملة من قرارات ومطالب الحراك الشعبي، الذي تشهده المحافظة منذ مطلع شباط /فبراير الجاري، وذلك للتعبير عن استيائهم من القرارات الحكومية المتعاقبة، ورفض آخر قراراتها التي كانت السبب وراء تفجير غضب الشارع، بعدما رفع النظام السوري الدعم عن مئات آلاف العوائل، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
وتداول ناشطون وشبكات محلية من السويداء، الجمعة تسجيلا مرئيا، قالوا إنه لأعضاء اللجنة المنظمة للحراك الشعبي السلمي في السويداء، الذين عبروا بدورهم في بيان عن مطالب هذه الاحتجاجات الشعبية.
وجاء في بيان اللجنة أن مطالب الحراك في المحافظة قائمة على تحقيق دولة مدنية عادلة من دون تمييز حزبي أو طائفي أو عرقي أو احتكار للسلطة، مؤكدين على مطالبهم في «إقامة دولة قانون ومؤسسات لا دولة فساد واستبداد، وفتح ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين الفاسدين عنها، وإعادة المال المنهوب إلى خزينة الدولة».
وقال البيان «لا يجوز رفد الخزينة من مال الشعب»، كما أن الحكومة ملزمة في إلغاء «البطاقة الذكية، فضلا عن تأمين جميع حقوق المواطن السوري وفق الدستور، حتى تحقيق العيش الكريم وتوفر كافة الخدمات من مواد الطاقة والخدمات الطبية والتعليمية ومواد غذائية بأسعار مدعومة من الدولة دون قيود».
وطالب المحتجون بإلغاء الموافقات الأمنية للمعاملات العقارية والوكالات وإلغاء الرسوم الجمركية، مطالبين أيضا بالكشف عن مصير المعتقلين حسب القوائم وعرضهم على «قضاء نزيه ومتابعة ملف المفقودين ومعرفة مصيرهم، ودعم المزارعين لتمكينهم من استثمار أراضيهم وفق خطط مدروسة للنهوض بواقع الإنتاج الزراعي مثل حفر الآبار ودعم الثروة الحيوانية».
دعا البيان إلى التصدي ومنع ظاهرة تجارة المخدرات «الدخيلة على مجتمعنا ولا نقبل بأن تكون السويداء ممرا لها إلى دول الجوار»، كما طالب بالاستقصاء عن المحتاجين الحقيقيين الذين لا إرادة لهم أو دخل، والوقوف عند مطالبهم، وتعديل قانون الضمان الاجتماعي، لضمان حقوق هذه الفئة.
كما طالب المحتجون بحقوق «الشهداء والجرحى على امتداد مساحة الوطن دون تمييز» وفق البيان.
وتشهد محافظة السويداء احتجاجات شعبية، منذ مطلع شهر شباط/فبراير الحالي، اعتراضا على سياسات حكومة النظام السوري الاقتصادية، وسط تدهور الوضع المعيشي، بينما قابل النظام السوري هذه الاحتجاجات، بدفع تعزيزات عسكرية.
وقالت مصادر محلية لـ «القدس العربي»، أن قوى أمنية وعسكرية، تابعة للمخابرات الجوية والعسكرية، وحفظ النظام، انتشرت مؤخرا في مركز المدينة وتوزعت على الحواجز المنتشرة، ونقاط تفتيش في مناطق متفرقة منها.
وقال المتحدث باسم شبكة الأخبار المحلية في السويداء إن التعزيزات الأمنية تضم مئات العناصر، نقلها النظام السوري عبر عشرات الحافلات والسيارات، بعضها مزودة برشاشات متوسطة.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقفة احتجاجية «لبعض من الأهالي أمام مقر عين الزمان بمدينة السويداء»، في إطار الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة السويداء ضد حكومة النظام السوري، في ظل ما تشهده البلاد من أزمات معيشية واقتصادية وانعدام لأدنى مقومات الحياة، وقال إن المحتجين أدلوا ببيان طالبوا فيه بمجموعة المطالب، بهدف تغيير سياسة النظام التي أفضت إلى «تجويع السوريين وإيصال سوريا إلى ما هو عليه في ظل الفساد المستشري ضمن مؤســسات الدولة» وفق المصدر.
“القدس العربي”