الجزائر ـ الطاهر بن يحيى
المستقبل
لقي خمسة دركيين مصرعهم وأصيب خامس بجروح، في حاجز مزيف نصبه مسلحون في منطقة وادي عنتر على الحدود بين ولايتي المدية والبليدة (غرب العاصمة).
وأفاد شهود عيان أنّ المسلحين تنكروا في زي الجيش الوطني الشعبي، ونصبوا حاجزا مزيفا، حيث كانوا يشرفون على تنظيم المرور بصفة عادية. وبمجرد ظهور سيارتين للدرك الوطني، شرعوا بإطلاق النار بشكل مكثف اتجاههما، مستخدمين العبوات الناسفة، وجردوا عناصر الدرك من ملابسهم واستولوا على أسلحتهم، ولاذوا بالفرار تجاه الغابات المجاورة.
وقد هرعت القوات المشتركة للجيش إلى مكان الاعتداء واشتبكت مع المسلحين، مما أدى إلى إصابة العديد من الجنود إصابات بليغة.
ولا يستبعد العارفون بشؤون الجماعات المسلحة في الجزائر، أن يكون الهدف من وراء الجريمة التزود بالسلاح، بالإضافة إلى تفعيل العمل المسلح في المعاقل التقليدية لـ"الجماعة الإسلامية المسلحة"، في وقت فرضت أجهزة الأمن الجزائرية حصارا شديدا على "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في معاقلها الرئيسية في بلاد القبائل التي تضم أربعة ولايات (تيزي وزو، بجاية، البويرة وبومرداس).
وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم على فرقة الدرك يتزامن مع عملية التمشيط التي يشنها الجيش الجزائري في جبال ببومرداس، وتمتد إلى الأخضرية بالبويرة (120 كيلومترا شرق).
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر أمنية أمس أن القوات المشتركة للجيش الجزائري تشدد حاليا الخناق على بقايا "القاعدة في المغرب الإسلامي" في منطقة القبائل والشرق الجزائري، علما أنها تضم في صفوفها قرابة 700 مسلح.
وكان من نتيجة هذا الحصار، أن تراجعت هجمات "الدعوة والقتال" التي تشهد في الآونة الأخيرة نزفا داخليا حادا وصراعات محمومة بين القيادات وبين الأمير درودكال، بشأن الموقف من المصالحة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تلقت "القاعدة في المغرب الإسلامي" في الأيام الأخيرة ضربات موجعة على يد الأمن الجزائري، حيث لقي ستة من عناصرها مصرعهم، أربعة في القبائل، واثنان في بلدة برج بوعريريج. وأشارت صحيفة "ليكسبرسيون" الى وجود موريتاني بين القتلى.
وبحسب الصحيفة، فقد تمكنت قوات الأمن في الآونة الأخيرة من إحباط العديد من اللقاءات بين عناصر السلفية في شرق الجزائر والقبائل. كما تمكنت من تفكيك عديد شبكات الدعم والإسناد في كل من تبسة وسكيكدة في شرق البلاد.