قال مصدر عسكري سوري من العاصمة الأوكرانية كييف لـ «القدس العربي» إن الجنرال الروسي ألكساندر دفورنيكوف، وصل إلى أوكرانيا لقيادة العمليات العسكرية مع فريقه الخاص بالعمل والذي يتألف من مجموعة ضباط من فريق عمله ويقدر عددهم بـ 12 ضابطاً.
مراقب عسكري سوري لـ«القدس العربي»: هذه جرائم قائد عمليات الجيش الروسي
وتحدث المراقب العسكري عن وحشية الجنرال الروسي والمجازر التي ارتكبها في سوريا، والعلاقات التي كانت تربطه مع قيادات المجموعات المسلحة التابعة لحميميم، وقال إن دفورنيكوف «هو ضابط برتبة عميد، يقيم في حميميم وله منزل في حي المزرعة في دمشق قرب السفارة الروسية، وهو مسؤول عن إعطاء الأوامر بكل المجازر في سوريا، ومن بينها مجزرة الغنطو في ريف حمص الشمالي، التي قتل فيها 35 شخصاً من عائلة عساف، إضافة إلى مجزرة الغوطة التي ارتكبها قبل التهجير، وراح ضحيتها 40 شخصاً أغلبهم من عائلة شحود».
وحول وجود مرتزقة سوريين قادمين من مناطق سيطرة النظام السوري للقتال إلى جانب الميليشيات الروسية «فاغنر» قال المصدر «إلى الآن لم يثبت وجود سوريين على الأرض، رغم أن القيادات العسكرية الروسية وزعت أرقام هواتف وكلاء معتمدين من قبل حميميم لتجهيز دفعة من المقاتلين لنقلهم إلى روسيا» مشيراً إلى أن كلاً من «سيمون الوكيل ونابل العبد الله ونبيل كحلة وعماد العقباني وأحمد درويش هم المسؤولون عن تجهيز المتطوعين».
وعن علاقاته بقيادات المجموعات المسلحة التابعة لحميميم في سوريا قال المراقب العسكري «له علاقات مباشرة مع قادة الفيلق الخامس وعلى رأسهم، ميلاد جديد، ومالك حبيب عليا، واللواء زيد الصالح قائد الفيلق الخامس السابق، والعميد صالح العبد الله قائد اللواء 116، وقائد كتيبة الاستطلاع فرقة التاسعة العميد نزار فندي».
وتحدث الخبير العسكري عن أسلوب الجنرال الروسي في الحرب، والذي «يقوم على الدمار الشامل بالحرب، وإبادة المدن مع سكانها، لتحقيق هدفه، وذلك عبر تطويق المناطق المدنية كاملة وحصارها، وتعطيل البنى التحتية، عبر استهداف المشافي ومراكز الإسعاف ومحطات المياه ومحطات الوقود المدنية والمدارس ومستودعات الغذاء المدنيين والجسور والطرقات الأساسية ومراكز انطلاق السيارات، حيث يستخدم في قصفه للمدنيين صواريخ وقذائف شديدة الانفجار وغير موجهة، مثل فاب 1000، وفاب1500، ووصواريخ توشيكا يو».
ووفق صحيفة «الغارديان»، فقد لعب الجنرال الروسي ألكساندر دفورنيكوف، الذي عيّنه فلاديمير بوتين ليقود الجهود الساعية إلى إعادة تنشيط الغزو الروسي لأوكرانيا، دوراً بارزاً في الحرب السورية، إذ أصبحت القوات التي كانت تحت إمرته مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين، واتُهمت مرات عديدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ووُصف «دفورنيكوف» (60 عاماً) وفق ترجمة تلفزيون سوريا المعارض بأنه جنرال ينتمي للمدرسة القديمة وبأنه قومي بحكم العرق والأرض، فقد تدرّب على عقائد عسكرية سوفييتية، ولهذا فهو يعتبر طريقة مسح أثر الأهداف المدنية بمثابة وسيلة لكسب الزخم في ساحة الحرب.
تدرّج هذا الضابط العسكري المحترف في المناصب بشكل مطرد منذ أن شغل منصب قائد مفرزة، عام 1982. وشارك في القتال في حرب الشيشان الثانية، وشغل مناصب رفيعة عديدة قبل أن يُصبح مسؤولاً عن القوات الروسية في سوريا. أرسله بوتين في أيلول/سبتمبر 2015 بمهمة عاجلة لدعم وضع قوات النظام السوري واستقرارها، بما أن طهران وموسكو كانتا تعتقدان حينذاك بأن نظام الأسد أوشك على السقوط أمام المعارضة. وأتى قرار تأسيس قيادة جديدة للمعارك في أوكرانيا ضمن استعدادات روسيا لما يتوقع أن يتحوّل إلى دفعة كبيرة أشد تركيزاً هدفها توسيع سيطرة الروس في إقليم دونباس، وذلك عقب محاولة أولى فاشلة لاحتلال العاصمة الأوكرانية كييف.
أما في سوريا، فقد أسّس دفورنيكوف على الفور قاعدة عسكرية قرب منطقة الساحل شمال شرقي البلاد، ومن تلك القاعدة أخذت قاذفات القنابل تمحو أثر مدن وقرى في مختلف أرجاء محافظة إدلب. وهكذا أتى سقوط حلب (ثاني أكبر مدينة في سوريا) بفضل الغارات الجوية الروسية بصورة أساسية، بما أن الطائرات الحربية كانت تحلّق انطلاقاً من قاعدة حميميم لتقصف المشافي والمدارس وطوابير الخبز وغيرها من الأمور الأساسية بالنسبة لحياة المدنيين بشكل روتيني واعتيادي للغاية.
البطاريات المضادة للطائرات أيضاً، التي نشرها هذا الجنرال جعلت طائرات روسيا والنظام السوري تتفوق في إدلب، إلى جانب تنفيذ جولات قصف مدمّر بقيت بلا عقوبة على مدار السنوات الخمس الماضية. إلا أن العديد من الطيارين الحربيين الذين شاركوا في «الحرب السورية» أخذت طائراتهم تتساقط الآن في أوكرانيا.
وأدان مسؤولون أمريكيون تعيين روسيا الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف قائد حرب في أوكرانيا، والذي كان مسؤولا بدوره عن ارتكاب مجازر في سوريا. وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، «إن الجنرال الروسي لديه سجل من الوحشية ضد المدنيين في سوريا، ويمكننا أن نتوقع المزيد من الوحشية في أوكرانيا»، حسب ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.
وأضاف سوليفان أن هذا الجنرال سيكون مجرد «مرتكب آخر للجرائم والوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين»، معتبرًا أنه لا يمكن لتعيين أي جنرال أن «يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلا استراتيجيًا في أوكرانيا». وأكد تصميم واشنطن على بذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين، وهم يقاومونه ويحاربون القوات التي يقودها. وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين ساكي، إن «التقارير التي نراها عن تغيير في القيادة العسكرية وتعيين جنرال مسؤول عن الوحشية والفظائع التي رأيناها في سوريا، تظهر أنه سيكون هناك استمرار لما رأيناه بالفعل على الأرض في أوكرانيا وهذا ما نتوقعه».
“القدس العربي”