القاهرة – من جمال فهمي:
لزم المسؤولون المصريون الصمت أمس وتركوا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود بارك يتحدث وحده عما دار في المباحثات التي اجراها في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، في حضور وزيري الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي والخارجية احمد ابو الغيط، الى مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان.
واسترعى الصمت المصري خصوصا ان وزير الدفاع الاسرائيلي رئيس حزب العمل الموصوف بالمعتدل، كرر مواقف رئيس حكومته زعيم تكتل "ليكود" اليميني بنيامين نتنياهو التي ترفضها القاهرة ولا سيما مطالبته مجددا الفلسطينيين ب"احترام يهودية دولة اسرائيل".
وصرح بارك في مؤتمر صحافي بأن البحث في لقائه الرئيس المصري تناول "مجموعة واسعة من القضايا والتطورات الجارية في المنطقة التي تواجه في هذه المرحلة مجموعة من التحديات من جانب حزب الله وحركة حماس والارهاب المتطرف وايران". واضاف انه خصص "بعض الوقت" لمناقشة التطورات الجارية على الساحة الايرانية بعد الانتخابات الرئاسية، وكذلك الوضع في لبنان في ظل نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، فضلا عن مسار الحوار الفلسطيني – الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة والوضع في غزة.
واعتبر ان "هناك فرصة حقيقية نادرة (لاحراز تقدم) في عملية السلام"، وعزا هذه الفرصة الى "وجود مصالح مشتركة تجمع بين الدول المعتدلة في المنطقة، تتمثل في مكافحة الارهاب ومواجهة الطموحات النووية لايران".
وكانت مصادر مصرية مسؤولة اوضحت ل"النهار" ان السبب الرئيسي لدعوة وزير الدفاع الاسرائيلي الى مصر هو تذليل آخر العقبات امام صفقة جرى العمل عليها في كتمان خلال الاسابيع الاخيرة لمبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي اسرته حركة "حماس" ومنظمات فلسطينية اخرى في غزة قبل ثلاث سنوات، بمئات من الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وقالت ان "حماس" قدمت اخيراً عبر وزير الداخلية في حومة اسماعيل هنية المقالة فتحي حماد، الموجود في القاهرة منذ منتصف الاسبوع الماضي، قائمة معدلة بأسماء الاسرى المطلوب الافراج عنهم في مقابل اطلاق شاليت.
واكد باراك ان قضية الجندي الاسرائيلي الاسير كانت مدرجة على جدول الاعمال، لكنه رفض الافصاح عما وصلت اليه المفاوضات في شأنها، قائلاً: "ليس من الملائم الحديث عن مثل هذه الجهود علناً، لان هذه القضايا يجب ان تعالج سراً وبعيداً من الاضواء".
وقلل شأن الخلاف بين حكومته وادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما. وسئل عن وجود خلافات مع واشنطن على الخطوات المطلوبة من اسرائيل لمعاودة عملية التسوية وفي مقدمها وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، فأجاب: "لا اعتقد ان هناك تبايناً كبيراً في وجهات النظر، لان نتنياهو اكد مساندته مبادرة السلام الاقليمية التي اعلنها الرئيس اوباما". لكنه اعترف بما سماه "بعض الاختلافات بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية في شأن تنفيذ بعض الجوانب العملية للوصول الى حل الدولتين". وأشار الى "تحفظات" اسرائيلية عما تضمنه الخطاب الذي ألقاه الرئيس الاميركي في القاهرة في الرابع من حزيران الجاري عن "وقف الاستيطان" في الاراضي الفلسطينية المحتلة، غير انه وصف الخلاف في هذا المجال بأنه "يشبه الخلافات التي كانت قائمة مع ادارات اميركية سابقة"، لافتاً الى ان "مثل هذه الامور يمكن وضعها في قالب لا يعوق مسار عملية التسوية".
"النهار"