حزب الشعب الديمقراطي السوري
بيان
حتى أنتِ يا تركيا؟
بتصريح ” أوغلو ” وزير خارجية تركيا، تتكشّف الانعطافة الحادّة في السياسة التركيّة تجاه القضية السوريّة، فليس الأمر تحليلاً ولا استشرافاً ولا زلّة لسان، فقد أقرّ باجتماعه -قبل عام- مع وزير خارجية العصابة الأسدية، وأكّد التنسيق الأمنيّ المتواصل بين البلدين، وأبدى الجاهزية للعمل على مصالحة المعارضة ونظام التوحّش والإبادة، وأبرز المرونة التركية للسير في طور تطبيع متدرّج للعلاقة مع النظام لما فيه مصلحة البلدين، وأسقط “عنوة” التزامه بالقرار 2254 بينما ركّز على مخرجات أستانا وسوتشي.
بدأ الاستثمار التركي باكراً بتخلّيه عن خطّه الأحمر في حمص وحماة، وأكمل ذلك بمقايضاته في حلب الشرقية وتوافقاته مع الأمريكان والروس في الشمال والشمال الشرقي، و”منبج وتل رفعت”، وصولاً إلى سقوط أرياف حماة وحلب الشمالية وجنوب إدلب بيد ميليشيات النظام المدعومة بالطيران الروسي والقطعان الإيرانية، وكذلك عملياته العسكرية وضغطه على “قسد” لإبعادها عن حدوده، أو دفعها إلى أحضان النظام وحلفائه، وفرض أمر واقع جديد بعد قمّتي طهران وسوتشي.
لقد قبضت تركيا على مفاتيح قرار المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فروّضتها وهيكلتها ووظّفتها وفقاً لمصالحها في صراعاتها مع أعدائها وحلفائها في سورية وخارجها. وأخيراً جعلت من القضية السورية ورقة في بازار الانتخابات التركية، كما استعملتها أداة ابتزاز للغرب مقابل إغلاق معابره أمام اللجوء.
إننا في لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري، إذ نُكبر في السوريين نهضتهم لرفض استدارة السياسة التركية على حساب قضية السوريين وتضحياتهم الكبيرة ومعاناتهم الأليمة – بعد الضيق بهم والتضييق عليهم وملاحقتهم بخطاب العداء والكراهية- نشدّ على أياديهم للاستمرار في وقفتهم وثباتهم، ونهيب ببعدهم عن الانفعال والاحتكاك مع الشعب التركي أو المساس برموزه.
إننا -السوريين- نؤكّد على حقّنا في امتلاك قرارنا الذي ارتهن للقوى الخارجية؛ لهزال مؤسسات المعارضة الرسمية، وتبعيّتها لداعميها، وفقدانها الأهلية لقيادة المرحلة الراهنة في ظلّ تعقّد الوضع الإقليمي والدولي وانعكاساته على سورية، التي أضحت مسرح الصراعات، وتموضع التحالفات المرحلية، والتوافقات المصلحية، والتناقضات السياسية.
إن عصابات الإبادة الأسدية يجب أن تُحاكم، لا أن يُتصالح معها وتُؤهَّل لتستمرّ في الاستبداد والتحكُّم، ومفتاح تنفيذ ذلك القرارات الأممية ذات الصلة، لا الالتفاف عليها، ولن يتحقّق ذلك إلا بوحدة موقف السوريين، وتوحيد قواهم السياسية، وتقارب رؤاهم الآنية والمستقبلية، واصطفافهم مع قيادة تمثّلهم لا تمثِّل عليهم، بعيدة عن الارتهان إلا لمصلحة سورية الشعب والوطن، ومتمسّكة بثوابت ثورة الحرية والكرامة، على طريق سورية الواحدة لكلّ أبنائها ديمقراطية تعدّدية مدنيّة.
13/ 8 / 2022
* لجنة المهجر في حزب الشعب الديمقراطي السوري