جددت قوات النظامين السوري والروسي، قصفها على المناطق الخارجة عن سيطرتها شمال غربي سوريا، بينما توصل وجهاء وممثلو أهالي مدينة طفس في ريف درعا جنوب سوريا، إلى اتفاق شفهي مع اللجنة الأمنية الممثلة للنظام السوري، يقضي بإنهاء الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام والميليشيات التابعة له على مدينة طفس غربي درعا.
ونقل المتحدث باسم من شبكة «تجمع أحرار حوران» أيمن أبو نقطة، عن أحد أعضاء لجنة التفاوض قوله «إن اللجنة توصلت لاتفاق جديد مع النظام السوري يقضي بوقف إطلاق النار في مدينة طفس، وذلك خلال اجتماع عُقد السبت في مدينة درعا مع رئيس جهاز الأمن العسكري لؤي العلي، على أن يتبعه اجتماع آخر يوم الأحد، لكتابة بنود الاتفاق».
وحضر الاجتماع من جانب طفس، كل من القياديين السابقين في الجيش الحر خلدون الزعبي، محمد جاد الله الزعبي، والعقيد أبو منذر الدهني، حسب المصدر. ويتضمن الاتفاق، وفق شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، فتح الأهالي المجال أمام قوات النظام، للدخول إلى مدينة طفس وإجراء عمليات تفتيش محدودة لعدد من المنازل للتأكد من عدم وجود أشخاص من خارج المدينة، كما يتضمن دخول قوات النظام إلى بناء مؤسسة الإسمنت القريب من مشفى طفس وإقامة نقطة عسكرية مؤقتة فيها، مقابل انسحاب قوات النظام التي تطوق المدينة، خلال 72 ساعة. واتفق الطرفان، على عقد اجتماع آخر يوم الأحد، في مدينة درعا، بين لجنة التفاوض وضباط النظام من أجل كتابة البنود التي تم التوصل إليها.
وسبق أن توصلت لجنة التفاوض في نهاية الشهر الفائت، إلى اتفاق مع النظام يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في المدينة وانسحاب قوات النظام من محيطها، مقابل خروج المطلوبين من المدينة، إلا ان النظام السوري، خرق الاتفاق، وشن حملة عسكرية على طفس، استهدف خلالها التجمعات السكنية، والسهول الزراعية الجنوبية لمدينة طفس بقذائف الدبابات وعربات الشيلكا، كما منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ومحاصيلهم الزراعية، بحجة عدم التأكد من خروج المطلوبين من المدينة، ما أدى إلى تلف المحاصيل.
وكانت ميليشيات مدعومة من إيران قطعت يوم السابع والعشرين من يوليو /تموز/ الفائت طريق «درعا – طفس» وأنشأت ثلاث نقاط عسكرية، واستقدمت تعزيزات عسكرية إليه شملت مئات عناصر المشاة ودبابات وسيارات دفع رباعي تحمل رشاشات مضادة للطيران، وعربات شيلكا. وفي 24 يوليو /تموز/ هدد ضباط من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وجهاء مدينة طفس بشن حملة عسكري على المدينة، في حال عدم الاستجابة لمطالب النظام بإخراج المطلوبين، وتثبيت نقاط عسكرية قرب مدينة طفس، الأمر الذي أحدث توترا في المنطقة.
في موازاة ذلك، استهدفت قوات النظامين السوري والروسي، ليلة الأحد، ريفي حلب وإدلب شمال وشمال غربي سوريا، بقذائف المدفعية الثقيلة، كما أصيب طفل، السبت، بشظايا مقذوف ناري في جسده أثناء لعبه بجوار منزله إثر استهداف قرية معارة النعسان بالرشاشات الثقيلة.
وقال الدفاع المدني السوري، إن قوات النظام وروسيا، استهدفت منتصف ليلة الأحد، قريتيّ كفرتعال في ريف حلب الغربي ومعارة النعسان في ريف إدلب الشرقي بقذائف المدفعية الثقيلة، واعتبرت منظمة الخوذ البيضاء، أن التصعيد المتواصل من قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا، يهدد حياة المدنيين، ويحرمهم من الاستقرار، دون أي تحرك دولي فاعل لإنهاء مأساة السوريين ومحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.
ووفقا للمصدر، فإن الطفل محمد عبد الكافي ذو الـ7 أعوام، وقع «ضحية جديدة لإجرام قوات النظام وروسيا بحق المدنيين في شمال غربي سوريا، حيث أصيب بشظايا مقذوف ناري في جسده أثناء لعبه بجوار منزله إثر استهداف قرية معارة النعسان بالرشاشات الثقيلة» كما أن التصعيد الممنهج الذي يستهدف كل مقومات الحياة، بشكل شبه يومي، يفرض مزيدا من الرعب، ويعمّق فجوة العيش، ويزيد معاناة الأهالي، كما يرسخ حالة عدم الاستقرار شمال غربي سوريا.
“القدس العربي”