انتقد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الإحاطة التي قدمها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، حول سوريا، في جنيف الأسبوع الفائت، معتبرا أنها خروجا عن سياق مهمته الأساسية المكلف بها، كما تضمنت «انحيازاً للنظام، وتماهياً مع الرؤية الروسية» نظرا لما طرحته الإحاطة من أفكار بعيدة عن القرارات الدولية.
وقال في بيان رسمي، أمس، إن الهيئة السياسية لدى الائتلاف الوطني السوري عقدت اجتماعها الدوري على مدار يومي الأربعاء والخميس، واستمعت لتقارير المكاتب والدوائر واللجان، كما بحثت الإحاطة التي تقدم بها المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون يوم الاثنين الماضي المصادف في 29 آب الماضي.
وبحث الحضور ما ورد في إحاطة المبعوث الأممي بيدرسون في جنيف يوم الاثنين الماضي، حيث قدّم منسق مكتب الدراسات والوثائق فراس مصري تقريراً حول تلك الإحاطة، وأكد أنها تضمنت انحيازاً واضحاً للنظام وتماهياً مع الرؤية الروسية، وخروجاً عن سياق مهمته الأساسية المكلف بها، بطرحه أفكاراً بعيدة عن القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن السوري وفي مقدمتها القراران 2118 و 2254.
وكان قد حذر من أن الانقسام الموجود في سوريا وفي المنطقة وعلى المستوى الدولي – وغياب الثقة والإرادة – يحولان دون القيام بما يتعين علينا القيام به في سبيل «معالجة هذا الصراع بطريقة شاملة».
واعتبر وفق بيان للأمم المتحدة، أنه يمكن لسلسلة من إجراءات بناء الثقة التي يتم اتخاذها خطوة مقابل خطوة أن تُساهم في المضي قدما لإحراز التقدم وإيجاد بيئة أكثر أمناً وهدوءاً وحيادية – إذا تم ذلك بشكل دقيق ومنسق في إطار عملية ترعاها الأمم المتحدة، على حد تعبير بيدرسون.
وعقد مجلس الأمن جلسة، صباح يوم الإثنين الفائت، جلسة لبحث الوضع في سوريا، قدم خلالها المبعوث الخاص إحاطة عبر تقنية الفيديو من جنيف، وذكّر بيدرسون بأن الحلول الوسطية والانخراط الجاد، من قبل كافة الأطراف هما السبيل الوحيد لتجنب انهيار خطير آخر، مؤكدًا الحاجة إلى عملية سياسية تمضي بثبات إلى الأمام – «وهو ما ليس متوفراً في الوقت الراهن».
وأعرب المبعوث الخاص لسوريا عن قلقه إزاء بوادر التصعيد العسكري المقلقة خلال الأشهر الأخيرة على عدة محاور «فقد شهد الشهر الماضي وحده زيادة في الضربات المنسوبة إلى مجموعة واسعة من الأطراف». وأعرب المبعوث الخاص عن القلق من إمكانية أن تؤدي دائرة العنف تلك إلى مزيد من الأحداث التي يستمر المدنيون في دفع تكلفتها الباهظة.
«كما يمكن أن تعرّض هذه الأحداث السلم والأمن الدوليين للخطر- بالنظر إلى الطبيعة العابرة للحدود للعديد من هذه الاشتباكات الأخيرة. لقد أخذت علماً بالجهود الدبلوماسية المختلفة لتهدئة الوضع».
وأبدى غير بيدرسون أملاً في أن تتحد هذه الجهود لاستعادة الهدوء في جميع أنحاء سوريا، والوصول إلى وقف إطلاق نار شامل على الصعيد الوطني، «وهو أمر سنؤكد عليه في الاجتماعات مع أعضاء مجموعة العمل المعنية بوقف إطلاق النار هنا في جنيف».
وقال «وبالطبع، سيتطلب وقف إطلاق النار أيضاً جهوداً موازية لمعالجة التواجد المكثف للجماعات المصنفة على أنها إرهابية، من خلال مقاربة مبنية على التعاون متسقة مع معايير القانون الدولي وتحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية».
وذكّر المبعوث الأممي بالأسباب وراء التعليق المؤقت للدورة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية، مشيراً إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه عمل اللجنة ليس في مقر عقد اجتماعاتها، لكن في غياب المضمون. وأعرب عن أمله في أن تستأنف اللجنة اجتماعاتها قريباً في جنيف. وأضاف قائلاً: «نحن في حاجة أيضا إلى المضي قدمًا في عملية أوسع، تشمل العديد من الجوانب الأخرى للقرار 2254».
وقال «من الواضح أننا نواجه تحديات متزايدة في تنفيذ القرار 2254. ويؤسفني أننا لم نستغل أكثر من عامين من الهدوء النسبي الذي ساد على الأرض للمضي قدماً في العملية السياسية. فنحن في حاجة لاستعادة الهدوء النسبي وإلى العمل من أجل تحقيق وقف إطلاق نار على المستوى الوطني. سنواصل العمل بشكل مكثف لحل القضايا العالقة واستئناف عمل اللجنة الدستورية في جنيف. وسنواصل البحث عن فرص لإجراءات بناء الثقة خطوة مقابل خطوة، مع إعطاء اهتمام خاص لملف المعتقلين والمختطفين والمفقودين».
و أعربت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف مؤخراً في شمال سوريا، بما في ذلك في ريف حلب الشمالي وشمال شرق سوريا. وأفادت بسقوط ضحايا مدنيين من جراء الغارات التي تشنها طائرات مسيرة من دون طيار.
وجددت تذكيرها لجميع أطراف النزاع باحترام المدنيين والأعيان المدنية، والحرص الدائم على تجنيبهم خلال عملياتهم العسكرية. وناشدت أعضاء المجلس العمل على ضمان احترام قواعد الحرب والمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة.
“القدس العربي”