يحاول النظام السوري التنصل من التفاهمات الهزيلة التي توصل إليها الجانب الروسي، مع وجهاء مدن وبلدات حوران وعلى رأسها درعا البلد سابقاً، مفعلاً «الخطة ب» للتخلص من معارضي النظام عبر تنشيط الخلايا النائمة وإشعال فتيل فتنة أهلية في سهل حوران، واستدراج المعارضين له لاعتقالهم أو اغتيالهم، وذلك في سياق سياسة القضم الجغرافي والأمني التي تسمح له بالتمدد وتعزيز وجوده، لا سيما مع تزايد العمليات الأمنية ضد قواته في المنطقة.
ناشطون يرفعون شعاري «يسقط الشبيح لؤي العلي» و«المجرم والعميل»
التصعيد الأخير، أثار حفيظة أهالي حوران، الذين أطلقوا بدورهم حملة مناهضة لرئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي، نددوا خلالها بسياسته «الدموية» معلنين رفضهم قمع أبناء المحافظة. ونشر ناشطو درعا قصاصات ورقية وشعارات في عموم بلدات وقرى درعا، كتب على بعض منها «يسقط الشبيح لؤي العلي» و»لؤي العلي مجرم وعميل».
عضو شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، باسم يوسف المصلح قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن سبب إطلاق الحملة هو «السياسة الدموية التي ينتهجها رئيس فرع الأمن العسكري والميليشيات التي تتلقى أوامر مباشرة منه، وهو ما أرهق أهالي المحافظة» مبيناً أن «العلي هو المسؤول عن تصفية واعتقال المعارضين للنظام، ومشاريع إيران في المنطقة، وهو سبب مباشر للفلتان الأمني في درعا». ويعتبر رئيس فرع الأمن العسكري «عرّاب المشروع الإيراني في السويداء ودرعا والقنيطرة إلى جانب عمله الأمني في شعبة الأمن العسكري فهو يحظى بتواصل وتنسيق مع الجانب الإيراني». وكان النظام السوري قد بدأ خلال الفترة الأخيرة استخدام تكتيك جديد يسعى من خلاله إلى إحكام قبضته الأمنية على المناطق الخارجة عن سيطرته جنوب سوريا، والتي تشهد حوادث مستمرة تستهدف قواته من وقت لآخر.
ونقل المصلح عن مصدر خاص قوله إن «النظام وبعد فشله في اقتحام درعا البلد في أغسطس/آب العام الماضي، وعجز قواته عن اعتقال معارضين في مدينة جاسم بعد محاولة اقتحام فاشلة، وتلقي قوات الفرقة الرابعة والميليشيات المساندة لها خسائر في الأرواح والعتاد في درعا البلد من دون تحقيق نتائج تذكر، اختارت البدء بتنفيذ الخطة البديلة بموافقة رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية».
وتعتمد «الخطة ب» على التخلص من معارضي النظام بالاعتقال والاغتيال عبر استدراجهم خارج مناطق تواجدهم، وتنشيط الخلايا النائمة الموجودة في المنطقة لاستهداف بعض الوجهاء، واتهام المعارضين بتلك العمليات، بهدف إثارة فتنة داخلية تؤدي إلى اقتتال بين الأهالي والتخلص من المعارضين بأقل الخسائر من طرف النظام. ودلل المصدر على ذلك «بعملية الاغتيال التي نفذتها قوات النظام ومجموعات المصالحة المحلية، والتي طالت القيادي في المعارضة خلدون الزعبي مع 4 من مرافقيه بعد فشل التفاوض، معهم بأوامر مباشرة من رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي» مشيراً إلى أنّ «النظام وبعض الخلايا يعدون العدة لعمليات اغتيال واسعة في المنطقة خلال الأيام المقبلة بناء على توجيهات وصلتهم من لؤي العلي».
قيادي سابق في الجيش الحر من مدينة جاسم شمالي درعا، قال الأحد، إنّ قوات النظام صعّدت خلال اليومين الماضيين من عمليات الاعتقال بحق أبناء المنطقة، وذلك بعد رفض وجهائها الانصياع لمطالب ضباط النظام. وأضاف القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أنّ فرع الأمن العسكري بأوامر من العميد لؤي العلي اعتقل خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، 12 شخصاً على الحواجز العسكرية في المنطقة، وطالب معظمهم بدفع 5 ملايين ليرة سورية مقابل كل شخص لإطلاق سراحهم.
في غضون ذلك، سجل مكتب توثيق الانتهاكات لدى شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، اعتقال قوات النظام منذ مطلع شهر سبتمبر /أيلول/ 16 شخصا من أبناء محافظة درعا، على حواجز متفرقة، كما سجل اعتقال 24 شخصاً خلال الشهر الفائت، واختطاف 5 أشخاص من محافظة درعا، حيث قتل 3 بعد اختطافهم من قبل عصابات مجهولة، وبقي اثنان قيد الاحتجاز لدى عصابة خطف شرقي درعا طلبت 400 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنهم
“القدس العربي”