حذر مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» فضل عبد الغني، خلال حديث خاص لـ«القدس العربي» من الخطر المحدق باللاجئين السوريين في لبنان، جراء مضي لبنان في مخطط إعادتهم إلى سوريا. وكانت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، قد أعلنت أنها بدأت تنفيذ خطة إعادة النازحين/اللاجئين السوريين، مبينة أنه جرى تحديد أسماء الدفعة الأولى التي ستغادر البلاد في الأيام المقبلة. ورفض عبد الغني حديث لبنان عن عودة «طوعية»، وقال إن «ما يجري إعادة قسرية للاجئين، وهي تمثل انتهاكاً للقوانين الدولية، رغم عدم مصادقة الدولة اللبنانية على اتفاقية اللاجئين».
وأضاف مدير الشبكة، أن العودة تشكل خطراً على حياة اللاجئين، لأن غالبية اللاجئين هم من المطلوبين لأجهزة النظام السوري، مبيناً أن «أجهزة النظام المتوحشة لا تُعلن عن الأسماء المطلوبة، لأن عمليات التوقيف تتم أساساً دون صدور مذكرات قضائية». وحمّل عبد الغني لبنان مسؤولية الحفاظ على حياة اللاجئين، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بزيادة الضغط على بيروت لمنعها من استكمال تنفيذ هذا المخطط. وقال عبد الغني، إن سبب اللجوء السوري لا زال موجوداً، أي لا زال النظام على رأس السلطة، ومن غير الممكن تسليم الضحية للجلاد، بحجة الضغط الاقتصادي والاجتماعي الذي يتذرع به لبنان لإعادة اللاجئين.
ووفق تقارير إخبارية، تقوم خطة السلطات اللبنانية على إعادة 15 ألف لاجئ شهرياً، حيث يستضيف لبنان حوالي مليون ونصف المليون لاجئ، 880 ألف مسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويبلغ عدد العائلات التي ستغادر لبنان في الدفعة الأولى 460 عائلة من بلدة عرسال، 30 عائلة من مدينة يبرود، 49 عائلة من قرية جراجير، 47 عائلة من مدينة قارة، 212 عائلة من قرية المشرفة فليطة، 56 عائلة من قريتي رأس المعرة ورأس العين، 44 عائلة من قرية السحل، 22 عائلة من قرية الصخرة إضافة إلى 235 سيارة سورية، حسب تصريح وزير المهاجرين اللبناني عصام شرف الدين لموقع «الحرة» الأمريكي.
وأضاف شرف الدين أنه جرى تسليم لائحة الأسماء إلى المديرية العامة للأمن العام اللبناني، الاثنين، وبدورها أرسلتها إلى وزارة الإدارة المحلية السورية، متوقعاً انطلاق القافلة الأولى خلال أسبوعين، على أن يستكمل تشكيل اللوائح في الأيام القادمة» لافتًا إلى أن العائلات التي سجلت أسماءها فعلت ذلك طوعاً، ولو أن المدارس لم تبدأ لكان العدد وصل إلى 4000 عائلة.
ويبدو أن تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمتابعة موضوع إعادة اللاجئين السوريين من لبنان، قبل أسبوعين، قد سرّع من وتيرة تنفيذ مخطط لبنان بإعادة اللاجئين السوريين. وهو ما يؤكد عليه الصحافي اللبناني يوسف دياب، لـ«القدس العربي»، مشيراً إلى أن تسيير أول قافلة رهن انتهاء الترتيبات القانونية، بعد تواصل اللواء عباس إبراهيم مع الجانب السوري، ووضع لوائح بالراغبين بالعودة والمناطق التي سيعودون إليها. وكان تكليف اللواء عباس إبراهيم بملف اللاجئين السوريين في لبنان، قد أثار مخاوف المعارضة السورية، بسبب علاقة إبراهيم «القوية مع النظام السوري» .. وقبل أيام، وجه رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط، رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ورئيس مجلس الأمن في الدورة الحالية السفير الفرنسي نيكولاس دي ريفيير، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بخصوص وضع اللاجئين السوريين في لبنان.
وفي الرسالة التي نشرها الائتلاف على موقعه الرسمي، أشار المسلط، إلى أن وتيرة معاناة السوريين في لبنان تزداد، نظراً لسيطرة «حزب الله» على مختلف القطاعات والمرافق في لبنان. وأضاف أن اللاجئين يتعرضون لمعاناة، أبرزها تردي الأوضاع الأمنية، وتكرار تسجيل حوادث الاعتداء التي وصلت لحد القتل، إلى جانب الظروف المعيشية القاسية، ورفض الجهات الرسمية اللبنانية تسليم المعونات الدولية التي تصل إلى اللاجئين السوريين كما هي.
“القدس العربي”