قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إن الوضع في سوريا يتجه نحو الانهيار، خاصة أن نسبة كبيرة من السوريين يعيشون في فقر، وأكثر من 14 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، مضيفاً أن «خمسة جيوش تعمل داخل المنطقة نفسها، والدولة مقسمة على أربع مناطق مختلفة على الأقل» بينما لم تحقق اللجنة الدستورية الأهداف المتوقعة منها.
وأشار في مقابلة أجراها معه موقع «المونيتور» الأمريكي إلى أن وظيفته «هي تذكير المجتمع الدولي بأن سوريا في أزمة مستمرة، وهي أزمة ذات أبعاد ملحمية للشعب السوري، وللبلدان المجاورة التي تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين» وقال بيدرسون إنه «لا توجد ضمانات على الإطلاق في سوريا إذا لم نتحرك نحو وقف إطلاق نار على الصعيد الوطني في سوريا، وإذا لم نعد العملية السياسية إلى مسارها الصحيح فإن الأمور يمكن أن تنهار مرة أخرى».
وحول اجتماع وزراء خارجية دول «مسار أستانة»، الذي حضره المبعوث الأممي، أوضح بيدرسون أن الوزراء «أرادوا إرسال رسالة دعم للعمل الذي أقوم به، مدركين أن المناخ الدولي الصعب جداً»، مشيراً إلى أن «رسالتي هي أن الوضع في سوريا يزداد صعوبة يوماً بعد يوم عندما يتعلق الأمر بالظروف الاقتصادية» وقال إن «9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر».
وتحدث المبعوث الأممي عن الفترة التي سبقت آذار/مارس من العام 2020، معتبرا أنها «كانت أطول فترة بين خطوط المواجهة في سوريا ثلاثة أسابيع، والآن لا توجد تغييرات منذ ما يقرب من عامين ونصف…».
وقال إن «هناك العديد من الأشياء على المحك، لكن الوضع في سوريا لا يزال خطيراً جداً، وليس لدي اجتماع مع الأطراف الأوروبية، وهذا على ما أعتقد تعبير مثير للاهتمام عن عدم وجود تركيز على سوريا».
وإزاء عمله قال «أبلغت ثلاثي أستانة بأني سأستمر في العمل على اللجنة الدستورية لكن اللجنة لم تقدم ما توقعناه منها، وما كان ينبغي أن تقدمه»، مشيراً إلى أن الجولات الأخيرة «كانت خيبة أمل، ونحن نعلم أن لدينا مشكلة في المكان، فالروس وحكومة النظام السوري لا يريدون المجيء إلى جنيف».
وأشار المبعوث الأممي إلى وجود مصالح أمنية تركية، ومصلحة مشروعة تجب معالجتها، معرباً عن أمله «أن يتم تناول ذلك في سياق النقاش الروسي التركي، والمناقشات التركية الأميركية، ونأمل بشدة أن يكون التركيز على معالجة القضايا الإنسانية والتركيز على الاتجاه السياسي».
وإزاء استراتيجية «خطوة مقابل خطوة»، قال بيدرسون «لن أقول إن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني هو شرط مسبق للمضي قدماً في مبادرة خطوة مقابل خطوة، لكن أعتقد أن الفكرة وراء المبادرة هي محاولة خلق تفاهم بين الجهات الفاعلة الرئيسية، وأنه من الممكن المضي قدماً من دون تهديد المصلحة الأساسية لأي من الأطراف، كما انه علينا القيام بذلك عن طريق تحديد ما اتفقنا عليه بدقة شديدة قبل اتخاذ أي إجراء، فعلى سبيل المثال، ستعرف حكومة النظام ما يمكن توقعه من الأمريكيين أو الأوروبيين أو العرب، ويجب أن يكون ذلك دقيقاً ومتفقاً عليه من قبل وقابلاً للتحقق، والعكس أيضاً صحيح».
وتحدث غير بيدرسون عن تطوير بعض الأفكار الجيدة مستدركاً القول «لكن المناقشات لا تزال جارية مع النظام والمعارضة والمجتمع الدولي حول هذا الموضوع».
“القدس العربي”