ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن السعودية والولايات المتحدة تمارسان ضغوطا على سوريا من أجل ترسيم الحدود بينها وبين لبنان والتنازل عن مزارع شبعا وأن يتبع ذلك انسحاب إسرائيلي من المزارع ونزع سلاح حزب الله.
وأوضحت الصحيفة أن الاتصالات بين الأطراف الثلاثة، السعودية وسوريا والولايات المتحدة، تجري في أعقاب التقارب في العلاقات بين دمشق وواشنطن، وبعد أن هنأ الرئيس السوري بشار الأسد بصورة علنية الولايات المتحدة بمناسبة ذكرى استقلالها الذي صادف السبت، كما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى زيارة دمشق.
وأوضحت أن ترسيم الحدود سيمنع إسرائيل من مواصلة الادعاء أن مزارع شبعا تقع في الأراضي السورية وأنه بسبب ذلك ينبغي اتخاذ القرار بالانسحاب منها أن يكون فقط في إطار مفاوضات مع سوريا.
يشار إلى أن الأمم المتحدة ترى في مزارع شبعا أرضا سورية ولذلك امتنعت إسرائيل عن الانسحاب منها لدى انسحابها من جنوب لبنان في مايو من العام 2000.
من جهة ثانية، ذكرت «هآرتس» إن انسحابا إسرائيليا من مزارع شبعا من شأنه أن يلغي حجة حزب الله المركزية للاستمرار بحمل السلاح. واعتبرت أنه في حال بدأت سوريا بترسيم الحدود عند مزارع شبعا فإن ذلك سيشكل إشارة هامة لحزب الله بأن استمرار تسلحه لم يعد جزءا من الاستراتيجية السورية وأن هذا الأمر يتوقع أن يقوي ويرسخ مكانة المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر لبنانية قولها إن سوريا قد توافق على ترسيم الحدود مقابل مبادرات حسن نوايا أميركية ومصالحة مع مصر، وأن الترسيم سيبدأ بعد تعيين سفير أميركي جديد في دمشق، حيث إن أحد أبرز المرشحين للمنصب هو دان كرتزر الذي شغل منصب السفير الأميركي لدى إسرائيل.
وبدأت الاتصالات الأميركية السورية حول ترسيم الحدود قبل الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في 7 يونيو الماضي ومن خلال لقاء عقده نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والمسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي شدد على أن بلاده ترفض ترسيم الحدود مع لبنان حتى تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا.
(يو.بي.آي)