يؤيد كاتب في صحيفة التايمز اللندنية رؤية ليز تراس رئيسة الحكومة البريطانية بشأن تسهيل الهجرة، نظرا لأن مؤشر النمو السكاني سيتحرك نزولا بأقل من مليوني نسمة عام 2045، وسيرتفع عدد البالغين من العمر 85 عاما إلى أكثر من 3 ملايين و100 ألف نسمة.
ويرى كاتب المقال ديفيد آرونوفيتش أن معارضة مجلس الوزراء لخطط رئيسة الحكومة بهذا الشأن أظهرت وجود حالة ارتباك يعيشها حزب المحافظين تجاه العمال الأجانب منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
معارضة مجلس الوزراء لخطط رئيسة الحكومة بشأن الهجرة أظهرت وجود حالة ارتباك يعيشها حزب المحافظين تجاه العمال الأجانب منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
ويعتبر الكاتب أن رؤية ليز تراس تتمحور حول تعزيز الإنتاجية والنمو من خلال تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول للعمال الأجانب لكي ينشطوا في الصناعات ذات الأولوية مثل النطاق العريض للإنترنت أو في قطاعات تعاني نقصا في اليد العاملة مثل الزراعة والخدمات.
وأشار الكاتب إلى جبهة الرافضين لخطة ليز تراس ومنهم وزيرة الدخلية سويلا برافرمان ووزيرة التجارة كيمي بادنوش، وسط مخاوف داخل حزب المحافظين من استبدال المهاجرين (المحتملين من الاتحاد الأوروبي بعدما خرجت بريطانيا منه) بمهاجرين آخرين من مختلف دول العالم.
ويتفق الكاتب مع من يعتبرون أن “هذه الهجرة تحت السيطرة”.
وينقل خلاصة دراسة أجراها صندوق النقد الدولي عام 2016 تفيد بأنه ليس للهجرة تأثير سلبي على ظروف الاستثمار في أوروبا. أما بالنسبة لبريطانيا فالدراسات البحثية المختلفة تشير إلى أن الهجرة إليها لها تأثير إيجابي على تعزيز الإنتاجية والابتكار، حيث يكون لذوي المهارات العالية تأثير أكثر إيجابية. وكذلك الأمر بالنسبة لهجرة ذوي المهارات العادية.
ويشير الكاتب إلى ما تعانيه أوروبا من الناحية الديموغرافية لجهة تناقص عدد السكان، ويعطي مثالا عن إيطاليا والمملكة المتحدة ويقول إن إيطاليا هي واحدة من عشر دول أوروبية يتقلص فيها عدد السكان ويتقدمون في السن، أما في المملكة المتحدة فالمهاجرون هم الذين يقفون حائلا بيننا وبين تناقص عدد السكان.
ويذكر الكاتب ما جاء في توقعات مكتب الإحصاءات الوطنية للنمو السكاني في المملكة المتحدة، إذ سيتجه المؤشر نزولا بحلول عام 2045 بما يقرب من مليوني شخص.
ويتوقع في المقابل أن تتضاعف النسبة المئوية لمن هم فوق الخامسة والثمانين من العمر ليبلغوا ثلاثة ملايين ومئة ألف شخص في ذات العام.
ويخلص الكاتب إلى القول “إن الهجرة ليست بأي حال من الأحوال هي الحل الكامل لحالة التدهور على الصعيد الوطني في المستقبل، لكن الحد منها لن يساعد بالتأكيد، لذا فإن ليز تراس محقة في التحرك نحو الأمام“.
“القدس العربي”