عندما أوشك نظام الأسدية على السقوط، هبّت روسيا لنجدة حليفها في 30 أيلول 2015 بدفع إيراني ورغبة إسرائيلية وضوء أخضر أمريكي، بحجّة منع انهيار الدولة السورية، ومحاربة الإرهاب، فكان أن دمّرت البنية التحتية للدولة، وأجهزت على بنيانها المجتمعي، وأجهضت حلم الشعب السوري في التغيير الديمقراطي عبر ثورة الحرية والكرامة التي تأججت منذ 2011، ليكون النظام قاتلاً للشعب الذي لفظه وطالب بإسقاطه، وإنهاء الأبد الذي صنعه لنفسه.
لقد عملت روسيا على إنقاذ النظام بعد استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة 2013، ودعمته عسكرياً واقتصادياً، والتفّت على القرار 2118، عدا الدعم السياسي باستخدام الفيتو 17 مرة، حتى الآن، وهي ذات اللعبة بعد تدخّلها العسكري تجاه القرار 2254، لإفراغه من مضمونه المحقّق إرادة السوريين، وخلق بدائل تؤمّن مطامعها، وترضي حلفاءها في أستانا وسوتشي.
لم تكن روسيا لتقدم على تحقيق طموحها في الوصول إلى المتوسط- بعد ضمّها شبه جزيرة القرم أمام بصر العالم الصامت- لولا مقايضة روسية أمريكية إسرائيلية، تبقي على المجرم، وتجرّده من سلاحه الكيماوي، وإطلاق يده وحلفائه، باستخدام كل أدوات القتل التي تمكّنه من البقاء ترساً في مسنّن تنفيذ مشاريع الجميع.
خلال سبع السنوات المنصرمة من الاحتلال الروسي، تفاخر الروس باختبار 320 سلاحاً جديداً، كان السوريون مشاريع تدريبية لها، حصيلتها الموثّقة 7000 ضحية مدني، وأضعاف ذلك من المصابين، وقرابة 5 مليون نازح، عدا عن 262 مجزرة موثقة ارتكبتها قوات الاحتلال الروسي، وكان عدد الضحايا 2775 مدنياً بينهم 873 طفلاً ، وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فاستهداف مراكز المدن والمباني السكنية وتدمير المرافق الحيوية من المشافي ودور الرعاية الصحية وكوادرها والمدارس والأسواق والمساجد وتدمير كافة أشكال الحياة بهدف التهجير، وما فعلت ذلك إلا لصمت العالم وتخاذله عن المحاسبة، وهو ما اعتبره إجازة في انتهاكه القانون الدولي. لكنه هُزم في الاختبار الأوكراني، بل إنه يغطي سوءاته على الجبهة الأوكرانية بالمزيد من الغارات على مخيمات النازحين العزلاء في الشمال السوري. إن المحتلّ الروسي يستخدم ورقته السورية في كل الملفات التي يواجه بها الغرب، بعد غزوه لأوكرانيا، مبتزّاً ومقايضاً، فحساب الحقل لم يطابق البيدر، إذ قدّر لتدخله الانتهاء في غضون ثلاثة أشهر، وقد مضت السنة السابعة، ولمّا ينتهِ بعد، وأراد لعمليّته العسكرية الخاصة في أوكرانيا إنجاز مهمتها في أيام، وقد مضى الشهر السابع، ولمّا تُنجَز بعد! فإرادة الشعوب وصمودها لا تقررها التواريخ المسبقة.
إننا في لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري، نطالب الوطنيين السوريين بكل ألوانهم لتجميع قواهم وتوحيد رؤاهم وتفعيل خياراتهم السياسية والخلاص من الارتهان لأجندات الدول المتصارعة في سورية وعليها، والتوجّه للعالم لدعم القضية السورية العادلة، وحثّ القوى الفاعلة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2118 و 2254، ومحاسبة النظام ورموزه، وإخراج قوى الاحتلال بأسمائها وعناوينها، ومحاسبتها على الجرائم والمجازر التي ارتكبتها، وأولهم المحتلّ الروسي والمحتل الإيراني، أسوة بدعم القضية الأوكرانية، وكل قضايا الحرية والعدالة والإنسانية.
30 / 9 / 2022
لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري