يعد المترجم والناقد الثقافي والموسيقي العربي نجيب المانع، واحدا من أهم الظواهر والأقلام الثقافية التي ظهرت في العالم العربي خلال فترة الثمانينيات، كما بدا من خلال مقالاته الأسبوعية في جريدة «الشرق الأوسط». إلا أنّ رحيله المفاجئ في بداية التسعينيات حال دون أن يحظى بالاهتمام الكافي. ولاسيما لدى الأجيال الجديدة من الباحثين والمثقفين العرب، الذين لم يسمع قسم كبير منهم بهذا الرجل، أو لم يقرأوا ما كتبه من مقالات غنية في حقول عديدة، وأهمها حقل الموسيقى الغربية.
وكان الراحل قد عكف في آواخر الثمانينيات على كتابة ذكرياته عن الأفكار وأبطالها، ونشرت في ثماني عشرة حلقة في جريدة «الشرق الأوسط» تحت عنوان «عوالم بغداد». وهذا العنوان لم يرق يومها للمانع، خاصة أنّ الذكريات لم تتطرق كثيرا لحياة البغداديين، بقدر ما تناولت سيرة صديقه بدر شاكر السياب، وعوالم الموسيقى الغربية والنثر، ومعاركه مع الشعراء، وعلاقة البدوي (المانع) بالمدينة. ولأنّ الأقدار حالت دون أن يكمل مشروعه الفكري، جمع أحد أصدقائه في عام 1999 هذه المذكرات وأصدرها تحت عنوان «نجيب المانع ذكريات عمر أكلته الحروف». وفي عام 2019، قررت دار الرافدين، الناشطة في عوالم السير والرسائل، نشر المذكرات مرة أخرى، بالإضافة إلى نشر إحدى ترجماته عن مارسيل بروست، الذي ظل بنصوصه وأفكاره الشغل الشاغل للرجل. ومع هذه الطبعة، كان المانع يعود هذه المرة ليظهر أمام جيل آخر من القراء والكتاب العرب.
لكن قصة ذكريات المانع لم تتوقف هنا، إذ ستقود الأقدار إحدى نسخ طبعة الرافدين إلى طاولة الكاتب والصحافي السعودي محمد السيف الكاتب المتخصص في عوالم السير السعودية والخليجية. وبحكم خبرته هذه، سيلاحظ السيف أنّ النص المنشور في طبعة الرافدين يبدو في بعض فقراته مبتورا وركيكا وشاذا عن موسيقى المانع اللغوية، فالرجل لمن يعرف كتاباته، كان يحيك نصوصه بعناية الفنان. وسيندفع السيف جراء هذه الشكوك إلى البحث عن النسخ المنشورة من مذكرات المانع في جريدة «الشرق الأوسط» ليكتشف أنّ هناك تفاصيل لم ترد في طبعة الرافدين. وفي موازاة هذا الكشف عن «نسخة الشرق الأوسط» (تعبير سنعتمده هنا وستبدو أسبابه لاحقا) سينشر السيف مجموعة من مقالات المانع منذ الخمسينيات في مجلد كبير (قرابة 730 صفحة) بعنوان «نجيب المانع.. حياته وآثاره»/جداول للنشر، ما سيتيح لنا الاقتراب أكثر من عالم الأفكار الذي انشغل به المانع.
مطابخ دور النشر
لاحظت الأنثربولوجية الأمريكية نيلوفر حائري، في سياق تتبّعها لعالم الطباعة في العالم العربي (مصر بالأخص) أنّ شكل النصوص المطبوعة عموما يتعرض إلى عمليات وساطة بدرجة كبيرة من قبل مؤسسات محددة تاريخيا وثقافيا، مثل منظمي النص، ومكاتب الطباعة، وكتيبات التحرير. وتبدو ملاحظة حائري مدخلا جيدا لفهم أسباب ظهور أكثر من طبعة من مذكرات المانع، خاصة طبعتي دار الرافدين وجداول الأخيرة، لكن قبل تفسير ما جرى لا بد من تبيان بعض الفروقات، التي استطاع السيف توضيحها من خلال تقميشه للنص.
يبدأ المانع مذكراته (طبعة جداول) بعبارة «أنا السعودي ترعرعت في العراق» في حين تختفي عبارة «أنا السعودي» في طبعة الرافدين. وفي الحلقة الثالثة من المذكرات، ترمّم طبعة جداول قرابة سبع صفحات منسية في طبعة الرافدين، وتتناول تفاصيل مهمة عن عمله مع صديقه بدر شاكر السياب في شركة نفط البصرة، خلال الخمسينيات، وعن ظروف حياتهم القاسية داخل قسم المخازن. كما يكشف لنا السيف مثلا في تحقيقه الجديد، أنّ محرري الرافدين (منظمي النص وفق تعبير حائري) قد غيّروا بعض الكلمات من باب التدقيق اللغوي، ما غيّر من معاني عبارات عديدة، وهذا غيض من فيض الأخطاء والصفحات المفقودة. وهنا قد يطرح تساؤل؛ لماذا وقعت دار الرافدين في هذه الأخطاء، وهل الموضوع يتعلق بمؤسسة ضبط النص وتحقيقه؟ أم أن هناك سببا آخر لظهور هذه الطبعة المبتورة؟
وبدلا من الضرب بالمندل كما يقال، لم يكن أمام كاتب المقال سوى العودة لمدير دار الرافدين محمد الهادي، لسؤاله عن النسخة التي اعتمدها للطباعة. وفي سياق إجابته يقول الهادي بالحرف «طباعتنا لهذا الكتاب كان بالاتفاق مع ابن الراحل، سهيل نجيب المانع، والنسخة التي اعتمدناها هي النسخة التي استلمناها منه شخصيا». وبالتالي، يبدو أن لاعبا آخر يقف وراء هذه الطبعة المبتورة، ما قد يطرح عدة احتمالات، مثل أنّ ابن الراحل أعاد حذف بعض تفاصيل حياة أبيه قبل أن يسلّمها لدار الرافدين، وهو الاحتمال الأضعف. وهناك احتمال آخر يتعلّق بطبيعة العبارات أو الصفحات المفقودة، فعند المقارنة بين الطبعتين، يبدو أنّ اختفاء بعض العبارات لم يؤثر كثيرا على فكرة المؤلف (مع أن غيابه أظهر النص ركيكا) بل جاءت معززة ومكملة لذات الفكرة، كما تبدو بعض هذه العبارات المنسية وكأنها قد كتبت لاحقا، مثل مقدمته للمذكرات وأسباب كتابتها، التي يخيل لنا أن المانع كتبها لاحقا من باب التقديم لها في الجريدة، وكذلك الأمر بالنسبة لعبارة «أنا سعودي» التي لا ترد في طبعة الرافدين العراقية، إذ تبدو لنا العبارة هنا وكأنها مضافة أيضا. ولعل ما يدعم استنتاجنا، ما يشير إليه السيف في مجلده الآخر عن المانع عن سيرة بلدته الزبير القريبة من مدينة البصرة، إذ يذكر معلومة مهمة أنه خلال القرون الثلاثة الأخيرة استقرت بعض العائلات النجدية المهاجرة في هذه البلدة العراقية، ولذلك ظلت محتفظة بطابعها النجدي، على صعيد سكانها وحكامها. وعلى الرغم من هذه الإحاطة التاريخية بجذور عائلة المانع النجدية، فإنّ من يقرأ ما كتبه الرجل في مقالاته ومذكراته، لا يبدو له مهموما أو مشغولا بهذا البعد القرابي، بل سيلاحظ القارئ أنّ رائحة العراق وشخصياته ظلّت تعشّش في مخياله، قبل أن يستقر لاحقا في لندن، ويقرر البحث عن هوية متخيلة أخرى (السعودية) بعد أن صار، وفق تعبير الكاتب السعودي عثمان العمير، «السائل الأسود يتفجر سحرا، دحا، غدقا فكان حلمه أن تعود إليه جنسيته السعودية لا تعبير عن إقليمية، لكن شعورا بالرغبة في الدفء» ولذلك تبدو لنا عبارة «أنا سعودي» وكأنها أيضا قد أضيفت في اللحظات الأخيرة، خاصة أنّ المذكرات كانت تنشر في جريدة «الشرق الأوسط» السعودية.
ومن خلال هذه المقارنة، يخيل لنا أنّ النسخة التي اعتمدتها دار الرافدين، ربما تكون النسخة الأولى، أو لنقل المسودة الأولى من مذكرات المانع، قبل أن يجري عليها لاحقا عددا من التعديلات وينشرها، وهذا أمر مفهوم ويتكرر في عالم الكتابة. وبالتالي، ربما نحن اليوم أمام نسختين؛ الأولى المطبوعة (النسخة الأولى) في دار الرافدين مع تدخّل غير موفق من المحررين، الذين افتقدوا لحساسية التعامل مع المخطوطات والأوراق، والنسخة الثانية (نسخة الشرق الأوسط/ النسخة الأخيرة) التي أعاد السيف كشفها وتحقيقها ونشرها في جداول.
ومن خلال هذه المقارنة، يخيل لنا أنّ النسخة التي اعتمدتها دار الرافدين، ربما تكون النسخة الأولى، أو لنقل المسودة الأولى من مذكرات المانع، قبل أن يجري عليها لاحقا عددا من التعديلات وينشرها، وهذا أمر مفهوم ويتكرر في عالم الكتابة. وبالتالي، ربما نحن اليوم أمام نسختين؛ الأولى المطبوعة (النسخة الأولى) في دار الرافدين مع تدخّل غير موفق من المحررين، الذين افتقدوا لحساسية التعامل مع المخطوطات والأوراق، والنسخة الثانية (نسخة الشرق الأوسط/ النسخة الأخيرة) التي أعاد السيف كشفها وتحقيقها ونشرها في جداول.
سيرة المانع وأنساب معرفية
ظهر المانع في ذكرياته في نهاية التسعينيات ولاحقا في طبعة 2019 بمعزل عن الأطر الزمانية والمكانية التي عاش فيها، بينما ما يميّز النسخة الجديدة من السيرة أنّها ترافقت كما ذكرنا مع جمع السيف لمقالات المانع منذ الخمسينيات، ما سيتيح لنا التعرف أكثر على جذوره الثقافية، وعلاقته بفنون الكتابة، وقراءة المذكرات بعيون جديدة. وعلى صعيد علاقته بنصوص السير الذاتية، كان المانع قد كتب قبل مدة قصيرة من نشر مذكراته مقالا بعنوان «ازدهار كتب السيرة هذه الأيام» يبدي فيه موقفا سلبيا من عالم السير وطمسه للحقائق. ولعل هذا الموقف جعله مترددا في كتابة مذكراته، لكن مع ذهابه إلى تدوينها نراه يعبّر عن موقف أقل حدية بعض الشيء، وإن بدا مراوغا في المقابل. فهو وإن قبل بكتابة مذكراته، إلا أنه لن يقبل الالتزام بقواعد التتابع الزمني للمذكرات والسير، أو مجاملة الآخرين أثناء الكتابة عنهم. وإنما سيبدي موقفا قريبا من فكرة بول ريكور، الذي يرى أنه لا يوجد «نص يعدّ أخلاقيا محايدا» بل تلتقي وتتعقد في سطوره خيوط مبادرات وشخصيات ومواقف من شأنها إثارة مسائل عملية وأخلاقية. كما سيقترح على صعيد أسلوب كتابة ذكرياته، أن لا تكون ذات شكل واحد، بل تتلاشى في داخلها الفروق بين الشعر والرواية والملحمة والسيرة، ولذلك فضّل تسمية ما كتبه بـ»اللا مذكرات» على غرار فكرة اللامنتمي لكولن ويلسون، التي ترفض الالتزام بالقواعد المعمولة.
يعدُّ هذا النمط من الكتابة عن الذاكرة لدى المانع، امتدادا لأساليب الكتابة في مقالاته، فهو لا يمل من اكتشاف الأنواع الأدبية، ولذلك نراه يكتب في الخمسينيات عن القصيدة والأدب، ولاحقا الموسيقى، ويستخدم فن الرسائل للتعبير عن أفكاره مع من يدعوه بابن أخيه. كما نراه يعقد الحوارات المتخيّلة بين مثقفي وقادة العالم لفهم ما يجري، فلم يلتزم الرجل بنمط كتابي محدد، وإنما ظل قلقا (وهو شيء إيجابي) يطارد الأفكار وأساليب الكتابة، ويبحث عن مفاتيح جديدة لفهم محيطه، ولعل هذا ما يفسر ولعه بعالم مارسيل بروست، فالراوي البروستي يتحدث عن ذكرياته بتلقائية وبفوضوية أحيانا، إذ لا يرى أن وظيفة الذاكرة تكمن في إعادة سرد أحداث الماضي فقط، وإنما تنكب على نفسها وتسبر أغوارها وتنبسط إلى ما لا نهاية.
أفكار المانع السياسية
لا يعثر القارئ في مذكرات المانع على آراء سياسية مباشرة حول الأحداث التي كانت تحيط به، ويخيل للوهلة الأولى، أن الرجل ظل يفضّل العيش مع شكسبير وعازفي الموسيقى الغربيين. لكن بالعودة إلى المقالات، نكتشف أنّ المانع كانت له مواقف سياسية واضحة، غابت في مذكراته. ولا ننسى هنا أنّ المانع كتب مذكراته عام 1988، زمن ذروة السلطة أو تقديس الحاكم، وفق تعبير ليزا وادين في العراق والمشرق عموما، ولذلك ربما آثر عدم الخوض مباشرة في الآراء السياسية. ولعل أول مواقفه السياسية ستظهر في مقالاته بعد أشهر من حركة تموز/يوليو 1958، التي أطاحت بالنظام الملكي العراقي. فقد بدا فيها مؤيدا لما جرى فيقول «إذن لقد زحف رجال وبأيديهم حديد غضبهم.. وأخذت أحلم بأرضي التي كانت شمس عاتية تجفف أحلامها» فيظهر ابن زمن وجيل الأفكار الثورية. مع ذلك لا نراه يميل إلى الأفكار الشمولية، بل يؤكد على ضرورة أن «نرمي بالحرية بعيدا بعيدا». ويعود المانع السياسي ليظهر في نهاية الثمانينيات، حين كان المشرق يشهد صراعا على جبهتين، الأولى في لبنان، والثانية على التخوم العراقية الإيرانية، مع ذلك يلاحظ في مقالاته خلال هذه الفترة شيئا من الحذر عند الاقتراب من المشهد العراقي. فمثلا يكتب في مقال له بعنوان «متى تنتهي المبارزات الجماعية 1987» ناقدا الحروب القبلية والعرقية، ويتطرق في هذا السياق للحرب الأهلية اللبنانية، بينما لا يأتي على ذكر المعارك الطاحنة بين العراقيين (العرب) والإيرانيين (الفرس) بل يقفز فوقها للحديث عن الحروب في سريلانكا! ولعل الخوف من النظام العراقي منعه من توجيه رسائل مباشرة، مع ذلك نراه يقول في آخر المقال «فهناك شكسبير على لسان هاملت حيث يعبر جيش النرويج خلال الدنمارك سائرا نحو بولندا إذ يقول: واخجلتاه، إذ أرى الموت الوشيك يمسك بخناق عشرين ألف رجل تسوقهم خيالات فتجرهم وراء شهرة خداعة يمضون معها نحو مثواهم الأخير كأنهم يذهبون إلى فراشهم». وهنا نراه يمارس لعبته في التخفي وراء أبطال الروايات، فالمشهد الشكسبيري يظهر وكأنه يعود ليتكرر مرة أخرى من خلال صور أفواج الجنود العراقيين، الذين سيقوا للموت في حرب دامت ثماني سنوات، فالمعارك كما يقول صامويل هاينز هي أماكن لإبادة الرجال، وهذا ربما ما أراد قوله المانع من خلال ارتداء قناع شكسبير.
حوار مع المانع
كان المانع في نهاية الثمانينيات ينشر مقالين في الأسبوع، الأول طويل يتناول بتفاصيل ممتعة حياة اللغة والأدب والأفكار، والثاني محدود (صفحتين تقريبا) يتحدث فيه بشكل مختصر عن الموسيقى الغربية بالأخص، وهو ما أتاح له طرح عشرات الأفكار بأسلوب نثري ساحر، بيد أنّ هذ السحر ينبغي أن لا يمنعنا في المقابل من مناقشة أفكاره، وصلاحيتها لزماننا، فلا معنى للمذكرات (الماضي) إن لم يحتك بواقعنا. يسحر المانع القارئ بقدرته على تحريك اللغة والكشف عن مكنوناتها الغنية. فهو لاعب ماهر في ملعب اللغة، بيد أنّ لغته، تبدو صعبة بعض الشي على قارئ هذه الأيام، الذي يعيش في زمن سردي ولغوي آخر. وهذا يطرح تساؤلا حول ماذا لو عاش المانع اليوم، هل كان سيكتب بالبلاغة ذاتها؟ وكيف كان سيعلّق وهو يرى شعارات عامية تقود جموعا غفيرة في شوارع بيروت والقاهرة، لعله كان سيردد كلاما مشابها لما كتبه في إحدى مقالاته من أنّ «الذهن العامي انطباعي، والذهن البليغ تكوينيّ، والذهن العامي عاكس للصورة كالمرآة، أما الذهن البليغ فهو الأصل الذي تعكسه المرآة».
ولأنّ المانع كان مولعا بتجريب أنواع الكتابة (حوارات متخيلة) سنقتبس منه أسلوبه لإكمال الحوار بين جيلنا وأفكار المانع كما ترد في مقالاته:
■ لك مقال عن أم كلثوم؟ ما الذي تمثله هذه المطربة لك؟
□ نعم كتبت عنها بعد وفاتها، قلت يومها إنّ هناك نوعين من المغنين؛ مغنون على مستوى المعبد، وأم كلثوم واحدة منهم، ومغنون على مستوى الكباريه، وهذا ينطبق على كل المغنيين العرب الآخرين، أم كلثوم هي سيدة اليقظة والجنة العربية.. أم كلثوم فوق البشر.
■ لا تهتم في مقالك بدور ملحنين مثل القصبجي والسنباطي في بروز الظاهرة الكلثومية، هناك مؤرخة ألفت كتابا بعنوان «صوت مصر» تقول إن نجاح أم كلثوم في غناء القصيدة خلال الخمسينيات يعود لتزامنه مع معارك الاستقلال والهوية. أما جيلنا فيعيش في زمن التفتت والعدمية والسرعة ونهاية الحب، فكيف تطلب منا الاستماع والوفاء لها.
□ إن أم كلثوم هي مؤسسة موسيقية ومؤسسة وجدانية معا، يدور حولها التأليف واهبة الذين لحّنوا لها مسوغات وجودهم، أما عن سؤالك الآخر، ردي هو أن أم كلثوم معجزة لكل زمان.
■ لك رأي غريب في كرة القدم؟
□ نعم، إن رواد كرة القدم باتوا يفوقون أي حركة جماهيرية في أي فترة من التاريخ. صار نجومها أبطالا فاتحين، وهم ليسوا كذلك، لكنني اعتقد أن في مشاهدة هذه اللعبة ابتذالا، ولا تنسى أنها كانت سببا في انحطاط بريطانيا!
اسمح لي أن أخالفك باسم جيلي. فكرة القدم، وفقاً لأحد المشجعين، تنعم علينا بحرية غريبة في الكلام، وحرية تعبير حقيقية. يكفي أن تشاهد زيدان أو رونالدو، لتدرك أنك على موعد مع حدث من الجمال، يقاوم كل مشاهد العنف التي ترفضها، مع ذلك اعترف أنّ لأفكارك ولغتك سحرا خاصا لا يمكن إلا أن نحترمها.
“القدس العربي”