أعلنت كتيبة تطلق على نفسها اسم “كتيبة العياش” الإثنين، إطلاق “صاروخين”، ذكرت أنهما من طراز “قسام 1” صوب مستوطنة “شاكيد” غرب جنين في الضفة الغربية المحتلة، فيما أكد جيش الاحتلال الإسرائيليّ، العثور على منصات إطلاق قذائف، و”بقايا صواريخ بدائية”.
وتشهد الساحة الميدانية في جنين تطورات متسارعة يوما بعد يوم، إذ تتجه الأنظار إلى صواريخ فلسطينية تُطلق في الفترة الأخيرة تجاه مستوطنة “شاكيد” المجاورة.
ووثقت الكتيبة عملية إطلاق الصاروخين تجاه المستوطنة المذكورة بمقطع مصور نشرته للإعلام.
المجموعة تقول إنها تتبع كتائب “القسام”- ذراع “حماس” العسكرية، ودلّت على ذلك من خلال اسمها المنسوب لمؤسس الكتائب في الضفة الغربية خلال تسعينات القرن الماضي الشهيد يحيى عياش.
وجاء تبني المجموعة، لأول مرة، إطلاق الصاروخين الجديدين، بالرغم من أنها لم تتبنّ صواريخ سابقة أطلقتها تجاه المستوطنة ذاتها في سياق التجربة، كما أن حركة حماس نفسها نفت مسؤوليتها عن الصواريخ الماضية.
وأعلن جيش الاحتلال أن قوة عسكرية عثرت على بقايا قذيفتين بدائيتين محليتي الصنع إضافة إلى منصتين استخدمتا في إطلاقهما قرب المستوطنة، مدعياً أنه فحص ما إذا احتوت القذيفتان على متفجرات، وأن الصاروخين لم يشكلا “تهديدا على الإسرائيليين”.
الصواريخ..سبب لعملية جنين؟
وتقول مصادر “المدن” إن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت جيش الاحتلال إلى شنّ عملية عسكرية واسعة ضد جنين قبل أيام هو تحييد أي “خطر لتصنيع قذائف وصواريخ” وإطلاقها من جنين تجاه المستوطنات المجاورة ومناطق أوسع في العمق الإسرائيلي، وسط مخاوف من تحول جنين إلى غزة أخرى.
وجاء إطلاق الصاروخين ليثبت فشل العملية الإسرائيلية في تحقيق هدفها في ما يخص ضبط معامل لتصنيع صواريخ أو الوصول للخلية المسؤولة عن ذلك.
ويبدو أن إسرائيل لا تمتلك المعلومة عن الخلية المسؤولة عن تصنيع صواريخ وإطلاقها من جنين، وهو ما يبرر عدم استهدافها خلال العدوان الآخير على المخيم، أو في أي مكان آخر في المحافظة.
وألمحت تقارير إسرائيلية إلى أن الصاروخين تمكنا من الاقتراب أكثر من مستوطنة “شاكيد” مقارنة بمحاولات سابقة، وسط تحذيرات إسرائيلية من الاستهانة بالصواريخ حتى لو كانت بدائية، ولا تحمل رؤوسا متفجرة. واستذكرت هذه الأصوات صواريخ غزة التي بدأت في الانتفاضة الثانية “أولية”، ثم تطورت على نحو يشكل تهديدا دائماً لإسرائيل.
ما علاقة الصواريخ بالمخيم؟
وقالت مصادر من مخيم جنين ل”المدن”، إن “كتيبة جنين” لا تعلم شيئاً عن الصواريخ التي تُطلق من غرب جنين، مؤكدة أن المقاومة في المخيم لم تتبنّ الصواريخ ولا يوجد لها أي نشاط بتصنيع صواريخ في هذه المرحلة، بقدر ما أنها تعزز وسائلها القتالية في الدفاع عن المخيم، سواءً بالعبوات الناسفة أو الأسلحة رشاشة وغيرها.
وأوضحت المصادر أنه لا أحد يعلم تفاصيل عن المجموعة التي تبنت الصاروخين الجديدين، مشددة على أن كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، ومن ثم “كتائب الأقصى” هما الفاعلان الرئيسيان في المخيم، بالرغم من مشاركة فصائل أخرى.
وبينما بدت مصادر فصائلية من جنين غير قادرة على تحليل هذا التطور، اعتبرت أنه في حال صحة وجود “كتيبة العياش” فإنها عبارة عن خلية غير منخرطة بالضرورة في المواجهات المسلحة التي تجري مع قوات الاحتلال في جنين، وربما تقتصر مهمتها على محاولة تطوير الصواريخ التي لا زالت بدائية تفتقر إلى الإمكانات.
وركزت قراءات إسرائيلية في الساعات الأخيرة على الرسائل التي حملتها “صواريخ جنين”، وما إذا كانت ستقود إلى تصعيد في غزة طالما تبنتها مجموعة تقول إنها تتبع حركة حماس.
وتساءل محللون عسكريون إسرائيليون: هل يرتبط التطور الجديد بتعليمات من القيادي في “حماس” صالح العاروري الذي تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن النشاط العسكري للحركة في الضفة؟
بالمحصلة، يخشى الاحتلال من أن تتحول صواريخ جنين “البدائية” إلى تهديد أكبر يطاول مديات أبعد داخل العمق الإسرائيلي، ما يشكل تغييراً للمعادلة.
“المدن”