• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الأحد, نوفمبر 16, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    دود الخل

    سوريا من العتمة إلى النور

    من الهيمنة إلى التوازن: هل انتهى “كوندومينيوم” واشنطن – تل أبيب في الشرق الأوسط؟

    من الهيمنة إلى التوازن: هل انتهى “كوندومينيوم” واشنطن – تل أبيب في الشرق الأوسط؟

    سوريا الجديدة، وصراع الثورة مع الدولة

    سوريا الجديدة، وصراع الثورة مع الدولة

    ترمب وإدارة الحلول بدل إدارة الأزمات

    ترمب وإدارة الحلول بدل إدارة الأزمات

  • تحليلات ودراسات
    الشرع في البيت الأبيض: مفارقات الماضي ومعادلات المستقبل

    “تحول جذري” بين سوريا وأميركا بعد زيارة الشرع للبيت الأبيض

    واشنطن ودمشق: هل تعيد مقاربة الضرورة رسم صورة حكومة سوريا؟

    واشنطن ودمشق: هل تعيد مقاربة الضرورة رسم صورة حكومة سوريا؟

    انتخابات العراق… الفصائل المسلحة تحل بدلا عن المدنيين

    انتخابات العراق… الفصائل المسلحة تحل بدلا عن المدنيين

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

  • حوارات
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط  –  كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط – كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    فريدمان: مرحباً بكم في عصرنا الجديد

    فريدمان: مرحباً بكم في عصرنا الجديد

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية  –  مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية – مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

    أزمة الخدمات ملفّ كرامة.. والاستقرار يبدأ من العتبات المُضاءة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    دود الخل

    سوريا من العتمة إلى النور

    من الهيمنة إلى التوازن: هل انتهى “كوندومينيوم” واشنطن – تل أبيب في الشرق الأوسط؟

    من الهيمنة إلى التوازن: هل انتهى “كوندومينيوم” واشنطن – تل أبيب في الشرق الأوسط؟

    سوريا الجديدة، وصراع الثورة مع الدولة

    سوريا الجديدة، وصراع الثورة مع الدولة

    ترمب وإدارة الحلول بدل إدارة الأزمات

    ترمب وإدارة الحلول بدل إدارة الأزمات

  • تحليلات ودراسات
    الشرع في البيت الأبيض: مفارقات الماضي ومعادلات المستقبل

    “تحول جذري” بين سوريا وأميركا بعد زيارة الشرع للبيت الأبيض

    واشنطن ودمشق: هل تعيد مقاربة الضرورة رسم صورة حكومة سوريا؟

    واشنطن ودمشق: هل تعيد مقاربة الضرورة رسم صورة حكومة سوريا؟

    انتخابات العراق… الفصائل المسلحة تحل بدلا عن المدنيين

    انتخابات العراق… الفصائل المسلحة تحل بدلا عن المدنيين

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

    الشرع في اختبار رفع عقوبات قانون قيصر بالبيت الأبيض

  • حوارات
    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

  • ترجمات
    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط  –  كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط – كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    فريدمان: مرحباً بكم في عصرنا الجديد

    فريدمان: مرحباً بكم في عصرنا الجديد

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    ألبانيا: ذكاء اصطناعيّ برتبة وزير لملاحقة الفاسدين..

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية  –  مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية – مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

مشقّة ألا تشمت بقاتلك على هواك!

05/10/2024
A A
مشقّة ألا تشمت بقاتلك على هواك!
0
SHARES
2
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

عمار المأمون

 

معادلة الشماتة مخيفة قدر ما هي تبسيطية واختزالية، في الحالة السورية هي: (قُتِلَ من قَتَلـ”نا”)، فيشمت سوريون بـ”حزب الله”، وأنصاره الذين يواجهون حالياً حرب إبادة إسرائيلية.

يسقط المدنيون ضحايا بصواريخ إسرائيل، تقتلهم من دون اكتراث، سوريون ولبنانيون وفلسطينيون تحت مرمى القصف في بيروت والضاحية والبقاع، ينزح من يستطيع منهم نحو مكان آمن، لم تعد واضحة حدوده أو خريطته، هذا إذا تبقى مكان آمن.

منذ أن خذل “العالم” السوريين، والعراقيين واليمنيين والغزيين الذين يبادون، والآن سكان جنوب لبنان والضاحية، لم تعد حقوق الإنسان ولا قوانين الحرب، محط إيمان واقعي، وربما أيضاً الأخلاق التقليدية. مفاهيم القوانين الدولية وحماية المدنيين بوصفها تتقدم على خيار حرب غير متكافئة يُتّهم من يتمسكون بها بالسذاجة، أو ممارسة عمل “المخبرين المحليين” للغرب. هذه المبادئ تحولت أمام “صوت المعركة” إلى سرديات لا تلائم حماسة الحرب، واستُبدلت لدى البعض بشعار “تحريرها كلها ممكن” الذي يكرره تميم البرغوثي، الشاعر الفلسطيني المتحمس دوماً للقتال من مقرّه في قطر أو ألمانيا أو أميركا.

منذ أن قُطع أول رأس أمام عدسة الكاميرا، وتناثرت الأشلاء على الشاشات، دخلنا في عصر ما بعد الرعب، حيث الأطفال الموتى والمدنيون بلا قيمة سواء سياسياً أو على المستوى الشخصي /العاطفي ما داموا بعيدين ومجرد صور، وأخلاق ما بعد الرعب لم تخضع لتحليل كاف، بل عززتها مجازر الكيماوي في سوريا ومحاصرة أهالي مضايا والزبداني من قبل النظام بمؤازرة “حزب الله”، ومجازر “داعش” في العراق وسوريا، ثم التدخل الدموي لروسيا، ثم الآن إسرائيل في غزة وجنوب لبنان.

إن كان هناك إجماع على توحش إسرائيل وتغوّلها، مازال السؤال الداخلي والمحلي معلقاً ويتعرض للامتحان الأخلاقي بلا هوادة خصوصاً بعد  “7 أكتوبر”، إذ عدنا إلى معادلة تفرض تجاوز كل الماضي والانحياز إلى خيارين فقط: إما إسرائيل وإما “المقاومة”، أو ثنائية ما قبل الربيع العربي.

كل من يقف خارج اصطفاف محور المقاومة والرومانسيين الأممين،  متّهم بـ”التصهين” و”الخيانة” و”تفريق الصفوف” و”العمالة”، وعلى رأس هؤلاء، سوريون إلى جانب الثورة السورية، الذين احتفلوا و”وزعوا البقلاوة”، منذ تفجيرات “البيجر” مروراً باغتيال حسن نصر الله حتى اجتياح الجنوب، هؤلاء يسألهم البرغوثي نفسه: “ألم يستشهد الرجل (أي حسن نصر الله) دفاعاً عن أناس دينهم دينكم ومذهبهم مذهبكم لا مذهبه؟”.

الإجابة لدى الكثيرين في الحالة السورية، لا، ولا شأن للدين والمذهب، وإن كان توزيع البقلاوة في إدلب المحكومة بجماعة إسلامية متشددة عمالة لإسرائيل، فتوزيع البقلاوة في الضاحية الجنوبية من قبل عناصر “حزب الله” إثر حصار القصير ومضايا، عمالة لمن!؟.

مناعة الضحية!

معادلة الشماتة مخيفة قدر ما هي تبسيطية واختزالية، في الحالة السورية هي: (قُتِلَ من قَتَلـ”نا”)،  فيشمت سوريون بـ”حزب الله”، وأنصاره الذين يواجهون حالياً حرب إبادة إسرائيلية.

يستغرق بعض السوريين من أنصار الثورة؛ على أطيافهم، بمشاعر الشماتة، ويرفض بعضهم الفصل في مشاعرهم بين “حزب الله” كمنظومة قتالية سياسية وبين المدنيين من بيئته، استسهل تفسير كلمات “البيئة الحاضنة” و”الحاضنة الشعبية”، التي تسمُ المدنيين المحكومين بالسلاح والأيديولوجيا، وصنفوا بوصفهم أهدافاً تستحق الموت، سواء من إسرائيل أو النظام السوري وحلفائه، فقط لأنهم سكنوا إلى جانب مسلحي الميليشيات.

خرج مدافعون عن الشماتة من المهجرين والمُقتّلين،  وبرروا أنها “حق سوري”، فلا يجوز الطلب من الضحايا أن يُخفوا مشاعرهم، ورصد أسلوب التعبير عنها كمن “يملأ استبياناً”، ولجأ البعض إلى حجة قاموا بليّ عنقها، مفادها أن “الضحية لا تناقش بمشاعرها”، بالتالي، مشاعر الشماتة لا تُناقش.

تحمل الشماتة معنى سياسياً، بأبسط تعريفات السياسة “تصنيف الأعداء والأصدقاء”، وهي ممارسة لم يتردد نصر الله نفسه عن القيام بها، مقسماً السوريين المعارضين للنظام، إلى إسلاميين حلفاء أميركا، وعلمانيين حلفاء إسرائيل، نتيجة حتمية وحاسمة من “السيد”، الذي في الوقت ذاته، نفى أي فاعلية سياسية في لبنان وسوريا بجانب النظام، بل واحتكر درب “تحرير فلسطين” لصالح محور الممانعة، الدرب الذي يمرّ من “القلمون وحمص والحسكة…”، الشامتون هنا منفيون خارج العملية السياسية في بلادهم وفي “مقاومتهم”، الشامت متفرج محروم من حق المشاركة سوى بالمشاعر، لا الفعل.

هذا النفي من السياسة يتركنا أمام مقارنة مجحفة، خصوصاً أننا لسنا أمام ثأر أُخذ بيد طالبه، ولا كارثة طبيعية لنعزو ما حصل إلى “عدالة إلهية”، بل مشاعر “احتفالية” شبّهها البعض بمشاعر “الإسرائيليين” وهنا الإجحاف، فالشامتون في هذه الحرب، ضحايا “الحزب” نفسه وضحايا حلفائه ورعاته في دمشق وطهران.

هم الضحايا الممنوعون من السياسة والمقتّلون مراراً، ووجدوا في الهجوم الإسرائيلي “انتقاماً” يعنيهم شخصياً، ما يتركنا أمام انتقاد مصوب نحو العواطف والأخلاق، أما المدنيون؛ وهنا المرعب، الذين قضوا بقصف إسرائيل فـ”تحصيل حاصل” أو “عددهم لا يرتقي إلى عدد أطفال حمص”، بهذا المنطق، يبرر الشامت مشاعره عبر مقارنة أرقام الضحايا و”المعاملة بالمثل”.

في مشاعر العداوة

تكررت الشماتة سابقاً حين قصفت إسرائيل “مواقع عسكرية إيرانية وأخرى لـ”حزب الله” في سوريا، وسبقتها شماتة حين قصفت القوات الأميركية سوريا، وحين اغتيل قاسم سليماني. غياب العدالة وسبل تحقيقها المادية، يترك أي ضربة موجهة ضد من عجز سوريون كثر عن مواجهتهم (ميليشيات إيرانية، جيش النظام، حزب الله، الجيش الروسي..إلخ) محرّك فرح، بل حسب تعبير البعض و”لو كان الشيطان هو من قصفهم سنهلّل له”.

لكن هل الشامتون عُملاء، هل هم مُستهينون بالدم الغزي واللبناني ويهللون لإسرائيل؟، لا منطق سوى الإيديولوجيا العمياء ورومانسية طوابير الشهداء يحكم من يتهم مهجّراً مقتّلاً أنه يفرح أو يبتهج بدولة احتلال تقصف من غزة حتى طهران، مروراً ببيروت ودمشق، والجواب على السؤال، لا.

قد يكون الشامت سفيهاً، لا بالمعنى المعجمي “من يبذّر ماله في ما لا ينبغي”، فلا مال للمهجّرين لتبذيره، بل ربما هم، كما يعرض الجرجاني في “كتاب التعريفات” في حديثه باب السفه: “خفة تعرض للإنسان من الفرح والغضب فتحمله على العمل، بخلاف طور العقل، وموجب الشرع”، لكن خفة أولئك الشامتين ناقصة، فلا قدرة لديهم على “العمل” نحو إيقاف إبادة أو تهجير، أو رد ميليشيا مسلحة عن بيوتهم، ناهيك بأن السفه ليس بجريمة، والشماتة لا قانون ضدها، وأيضاً هو بخلاف العقل، ونسلم هنا بالقول إنها العاطفة نقيضاً.

يُتّهم الشامت بأنه لا أخلاقي، مُدان في إنسانيته، لكن لا سلطة على المشاعر إلا لصاحبها، الشماتة هنا رد فعل عاطفي ونابع من موقف ضعف، لا قوة، فالقوي يثأر على الأقل، كما  يغيب عن مُديني الشامتين، أن من يشمت من موقع “قوّة”  لا يشابه أبداً من يشمت من موقع “ضعف”.

يقدم الشامت تبريراً  لموقفه، ضمن فرضية أشبه بالتعاطف المضاد، تُلخص بـ “ها أنت مكاني حين كنتُ ميتاً وأنت تضحك، والآن سأضع نفسي مكانك”، استبدال الأدوار هذا عاطفي ويعيد إنتاج الموت، موت ماض موثق وموت حاضر الآن أمامنا، وكسر هذه الحلقة لن يتم من دون العدالة، لكن طالما السلاح مقسم بين ميليشيا دولة احتلال، العدالة معلّقة.

يبدو أن محط الجدل في ما يخصّ الشماتة، بعيداً عن طبيعتها التي تعتبر شائنة ضمن النظام الأخلاقي والديني، هو اختلاف القدرة على التحكم بها، بصورة أدق توجيهها، فلدى مُديني الشماتة، الفرضية بسيطة: الشماتة لا تتجزأ.

أما المدافعون عن الشماتة فيؤكدون  دوماً قدرتهم على توجيهها، هي ضد القتلة وأولئك الذين لم تطلهم العدالة، لا ضد المدنيين الأبرياء. هذه القدرة على قوننة الشماتة يراها الأخلاقيون محض وهم وانتقاصاً من قيمة “الإنسان”، ولدى أنصار الممانعة، هي خيانة وعمالة!، كونهم يرون أن الاحتلال هو إسرائيلي فقط، لا يشمل ما فعلته إيران في سوريا والعراق ولبنان، ولا يشمل ما ارتكبه “حزب الله” في سوريا بل وفي لبنان نفسه! ولدى البعض لا يشمل تركيا أيضاً.

منطق “كُلية الشماتة” بتجاهله العواطف والانفعالية، يفترض أن الشماتة شأن لا ضبابية فيه،  والأفضل تفاديها حفاظاً على السلم الأهلي على أقل حال، لكن الاختلاف حول الشماتة نابع من تهديد يقين عن وجود مسافة واحدة من الحياة والموت مشتركة بين البشر، والشامتون يهددونها، يضعون مفاضلة للموتى، وهرمية  لمن يستحق الحداد ومن يستحق الفرح، وربما هذه أخلاق ما بعد الرعب!

مشقّة ألا تشمت

يفوق عدد الشامتين سراً أولئك الذين ينشرون علناً ما يدور في أخلادهم.  الصوت السوري كان عالياً في الشماتة، والبعض يراه علامة على رفض سرديات الممانعة والممانعة الجديدة، التي يدفع السوريون والفلسطينيون واللبنانيون ثمنها إلى الآن، وهنا موقف سياسي من دون فاعلية، إذ لم تنتظم صفوف “حزب الشامتين الليبراليين”، ولا قوة ضغط تستطيع إعفاء اللاجئين السوريين الهاربين نحو سوريا من تصريف 100 دولار على حدود المصنع. مفارقة تراجيدية تعكس موقف النظام السوري، الذي وصف اللاجئين السوريين في لبنان بـ”المقيمين”، وقرر تعليق صرف الـ100 دولار لأسبوع فقط .

يرى الشامت بعين الضحية، عينه ذاتها التي رأت القاتل، وتراه الآن قتيلاً ومن حوله مفجوعون به،  خصوصاً أن “حزب الله” الذي يُشيّع قتلاه، يقصف حلفاءه في الوقت ذاته شمال سوريا الآن، وهنا المشقّة، التعاطف مع المدنيين القتلى وتعليق الشماتة بالمقاتلين، الذين لا نعرف بدقة كم عدد الذين شاركوا منهم في “القتال” في سوريا، ولا حتى أسماءهم (يُقال حوالي 8 آلاف مقاتل لحزب الله) والأزمة أننا أمام فرضية “اذكروا مجازر قتلاكم، أياً كان قاتلهم”!.

الإشكالية الأخرى، تتمثل بهوية القاتل إذاً، أي إسرائيل، تلك التي يرى بعض أنصار النظام السوري، أن الشامتين هم أنفسهم من هللوا للغزو الأميركي للعراق، الشماتة هنا تحولت إلى تهمة تنزع الوطنية عن ممارسيها لأن القاتل جيش دولة احتلال، وقتله “لنا” أشد أثراً من قتل ميليشيا طائفية تعلن الولاية للفقيه، لكن أيشفع لقتيل مجرم أن قاتله مجرم، ويقصف 4 بلدان؟.

ممانعون وممانعون جُدد خوّنوا الشامتين فوراً، وصهينوهم، علماً أن كلاهما عاجز عن إيقاف مسيّرة إسرائيلية ترصد بيروت الآن،  وهنا تكمن ربما مفارقة الشماتة، بين أولئك الذين يدّعون قدرتهم على توجيهها، وأولئك الذين يرونها شأناً لا يمكن تقنينه، وكأنها مسّ شيطاني يلتهم صاحبه ولا يستطيع السيطرة عليه.

الشماتة ضمن أشكالها المتعددة قد تُعتبر خطاب كراهية ينقص أحد أركانه، وهو القدرة على تطبيق العنف، شماتة الضحية لا تعني قدرتها على ترجمة “كراهيتها” إلى عنف مادي، ربما قد نراه مع آلاف المهجّرين من الجنوب نحو سوريا وأسلوب التعامل معهم هناك، لكن ما حصل في حمص مع وصول النازحين من الجنوب، يشر إلى عكس ذلك.

عن الصفح المستحيل!

عام 2019، استضاف مسرح “أماندير” في ضواحي باريس عرض “أوريست في الموصل” من تأليف السويسري ميلو راو وإخراجه، الذي زار الموصل وعمل مع عراقيين، ممثلين وهواة وناجين من “داعش” لإنجاز العرض.

حاول راو إيجاد نقاط مشتركة بين القتل التراجيدي اليوناني والقتل الذي مارسه “داعش”، سائلاً: هل يمكن الصفح عمن قتلوا العراقيين كما صفحت أثينا عن أوريست؟

في العرض، نشاهد ممثلين عراقيين في الموصل يؤدون دور الجوقة التي تصوّت على مصير أوريست، لينتهي الأمر بالصفح عنه، لكن حين يُعاد التصويت خارج إطار “اللعب”، ويخرج الممثلون العراقيون من شخصياتهم للتصويت على مصير مقاتلي “داعش”، نراهم يرفضون الصفح، ويطلبون محاكمة كل من قتل أو ساهم في القتل.

في حالات العنف الذبائحي، ذاك الاستعراضي، ذي الأبعاد الدينية، كالذي تشهده المنطقة، تتحرر مشاعر العنف، التي تعيد إنتاج عنف ماض “لم يحلّ” أو يتبدد في النفوس،  تولد الذبيحة مشاعر متوازية بين الفرح والغضب والرعب تغزو “المتفرجين”، ولو كانت الذبيحة بريئة كما المدنيين،  لكنها عادة ما تختزل العنف بقتلها، لكننا  أمام ذبائح يشاهدها العالم دون أن تؤثر به، أي حتى العدالة الذبائحية معطلة، لنرى أنفسنا أمام كرنفال من المشاعر، يحكمها زمن استثنائي، زمن استطال وامتد قتلاً وتهجيراً، ليلتبس على الجمهور، ضحايا ومتفرجين، ما يحصل، ويختلف الميزان، لكن اليقين الذي لا مفرّ منه، أننا أمام عطب عميق حين نقارن عدد الأطفال القتلى.

  • درج

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

مصطلح تطغى عليه السياسة… ليس للشاعر مذهب بل مذاهب

Next Post

لبنان اليوم التّالي… تصوّر إيران لدور الحزب

Next Post
لبنان اليوم التّالي… تصوّر إيران لدور الحزب

لبنان اليوم التّالي… تصوّر إيران لدور الحزب

عام على الطوفان: صهيونية العماليق و»السياحة السوداء»

عام على الطوفان: صهيونية العماليق و»السياحة السوداء»

إسرائيل تقصف المزة والنظام السوري يمشط البادية

إسرائيل تقصف المزة والنظام السوري يمشط البادية

هل أحرقت قنابل الـ”هافي هايد” دولارات “حزب الله”؟

هل أحرقت قنابل الـ"هافي هايد" دولارات "حزب الله"؟

صراع مشروعين و4 أمور تحت مجهر الخريف الثاني

صراع مشروعين و4 أمور تحت مجهر الخريف الثاني

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
نوفمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  
« أكتوبر    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d