دمشق ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر سورية مطلعة على عمل «اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب» أن الأخيرة ستبدأ في كتابة النظام المؤقت للانتخابات اعتباراً من بداية الأسبوع المقبل، في حين أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف أنه حصل على تطمينات من اللجنة بأنه لن يتم استثناء الكرد المجنسين في نيسان/ ابريل 2011 من حق المشاركة في الانتخابات.
وبينت المصادر لـ«القدس العربي» أن لجنة الانتخابات، وبعد أن أجرت جولات على المحافظات السورية، ما عدا السويداء، وكذلك الحسكة والرقة اللتين تسيطر عليهما «قوات سوريا الديمقراطية» هي في حالة تشاور حول المقترحات التي سمعتها، متوقعة إجراء تعديلات على بعض الأمور في الآلية الانتخابية، خصوصاً أن العديد من المقترحات كانت محقة، واللجنة سوف تأخذ بها.
تعديلات مرتقبة
ووفق المصادر، من الممكن أن يطرأ تعديل على آلية اختيار أعضاء الهيئات الناخبة في المناطق الانتخابية الـ65 على مستوى البلاد من المختصين، وخصوصاً أن النسبة الأكبر من أعضاء المجلس المقبل، هم من الأكاديميين، إضافة إلى تعديلات أخرى ترتبط باختيار الهيئات الناخبة، من دون أن تذكر تفاصيل إضافية عن موضوع التعديلات.
وكانت اللجنة العليا استمعت في أكثر من لقاء في المحافظات السورية الى انتقادات فيما يتعلق بشروط العضوية في الهيئات الناخبة التي ستنتقيها اللجان الانتخابية الفرعية.
وكان من أبرز المداخلات في هذا الخصوص، المطالبة بتعديل شرط ربط حق عضوية الهيئة الناخبة في المنطقة الانتخابية بعنوان قيد النفوس حصرا، ومنع المقيمين في هذه المنطقة من حق العضوية في هيئتها الناخبة، وإنما يحق لهم المشاركة في مناطق قيد نفوسهم الأصلية، حتى لو كانت إقاماتهم الجديدة تعود لعشرات السنوات، مع الإشارة إلى أنه من بين أعضاء الهيئات الناخبة، سيتم انتخاب أعضاء مجلس الشعب المئة حسب مرسوم تشكيل اللجنة العليا للانتخابات الصادر في 13 حزيران/ يونيو الماضي والذي أبقى لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع الحق بانتقاء 50 عضوا آخرين.
ولفتت المصادر إلى أن اللجنة حالياً في تشاور دائم، ورئيسها محمد طه الأحمد على انفتاح كامل مع أي مقترحات خلال الأيام المقبلة.
يوسف لـ «القدس العربي»: لم يحرم المجنّسين الكرد منذ 2011 من حق المشاركة
وفيما يتعلق بإمكانية زيارة اللجنة محافظتي الحسكة والرقة، بينت المصادر أن اللجنة لم تحسم أمرها بعد حول إمكانية زيارتها إلى هاتين المحافظتين باعتبار أن لهما وضعاً أمنياً خاصاً، متوقعة ألا يتم إجراء زيارات مباشرة لهاتين المحافظتين، بل إجراء لقاءات مع الوجهاء في العاصمة دمشق أو في أي محافظة أخرى.
ورأت أن الأولوية هي إجراء اللقاءات مع وجهاء المحافظتين، وهذا يمكن أن يتم في أي مكان، معتبرة أن الأجواء في محافظتي الرقة والحسكة حالياً غير مهيأة لمثل هذه اللقاءات، علماً أن اللجنة كانت منذ يومين في محافظة دير الزور وكان بإمكانها أن تتجه مباشرة إلى الرقة والحسكة باعتبار أنهما قريبتان، إلا أن هذا لم يحدث لأن الوضع في المحافظتين لا يسمح بذلك، حسب تعبير المصادر.
وبينت أن اللجنة تحاول أن تخرج بنظام مؤقت للانتخابات يكون سبباً في اختيار مجلس فعال وليس شكلياً، على الرغم من الانتقادات التي وجهت لها من خلال جولتها على المحافظات والاستماع إلى المقترحات.
الكرد المجنّسون غير مستبعدين
ووفق الشروط الأولية الواجب توفرها بأعضاء الهيئات الناخبة التي تم الإعلان عنها مع بداية لقاءات اللجنة العليا مع الفعاليات في المحافظات السورية، فإنه تم استبعاد من حصل على الجنسية السورية بعد بداية الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، وأثار هذا الشرط حفيظة الأكراد باعتبار أن أعدادا كبيرة منهم كانوا قد حصلوا على الجنسية السورية بعد ذلك الموعد.
وفي تصريح لـ«القدس العربي» أوضح المتحدث باسم المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف أنه قد تم تجاوز هذه المعضلة، وأكدت له أوساط اللجنة أنه لن يتم استثناء الكرد المجنسين.
وقال: 400 ألف من المواطنين الكرد أعيدت إليهم الجنسية السورية في نيسان/ إبريل عام 2011 بعد أن سُحبت منهم بموجب الإحصاء الاستثنائي لعام 1962، ومن حق هؤلاء الترشّح والتصويت في انتخابات مجلس الشعب، وقد أوضح لي عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أنس العبدة، بأنه لن يتم استثناء من حصلوا على الجنسية السورية في نيسان 2011 من حق المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، موضحا أن رأي اللجنة واضح في عدم استثنائهم، وسيتم توضيح ذلك مع نشر نظام الانتخاب المؤقت الذي سينظم العملية الانتخابية.
واعتبر يوسف أن توضيح العبدة يدلّ على حرصه على ضمان الحقوق والمساواة. وقال نؤكّد ونتطلع الى أهمية مواصلة الحوار البنّاء حول مختلف القضايا التي من شأنها إزالة العقبات وتكريس العمل المشترك لبناء دولة القانون والمؤسسات وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية.
وكانت «القدس العربي» قد نشرت عن هذا الإشكال عبر تصريح سابق ليوسف تحدث فيه عن الموضوع، ثم عمد الأخير إلى الكتابة عن المشكلة ذاتها عبر صفحته على «فيسبوك». وحينها علق العبدة بأنه «لن يتم استثناء من حصلوا على حقهم في الجنسية السورية في نيسان 2011». وأوضح أيضا أن اللجنة «في مرحلة لقاءات مع الفعاليات المجتمعية في كافة المحافظات لشرح الآليات واستمزاج الآراء وجمع الاقتراحات والخروج بآلية متكاملة بعد استكمال هذه اللقاءات، ولكن وددت أن أنوه أن رأي اللجنة واضح في عدم استثناء من حصلوا على حقهم في الجنسية السورية في نيسان/ إبريل 2011 وسيتم توضيح ذلك مع نشر نظام الانتخاب المؤقت الذي سينظم العملية الانتخابية».
- القدس العربي