غداة فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين وجهاء أهالي درعا من اللجنة المركزية، واللجنة الأمنية التابعة لقوات النظام، جددت قوات النظام والميليشيات الداعمة لها استهداف الأحياء المحاصرة في درعا، بالقذائف المدفعية، وسط اندلاع مواجهات بين قوات النظام ومقاتلين محليين على محاور عدة.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية هجوم النظام السوري على محافظة درعا جنوبي البلاد، واصفة إياه بـ “الوح”.”. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: “ندين هجوم نظام (الرئيس بشار) الأسد على درعا، وندعو لإنهاء فوري للعنف الذي قتل المدنيين وتسبب بتشريد الآلاف الذين يعانون نقص الغذاء والدواء”. وأضاف الوزير، في تغريدة: “نجدد دعوتنا لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وقالت مصادر محلية، لـ “القدس العربي” إن المفاوضات انتهت دون التوصل إلى حل، نتيجة تعنت ممثلي “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد ورفض جميع الحلول التي تقدمت بها اللجنة الأهلية، مصرين على اقتحام درعا البلد وسحب السلاح الخفيف من المقاتلين المحليين، رافضين وجود أي عنصر من “اللواء الثامن” من أبناء درعا، على الحواجز العسكرية في المنطقة.
ووفقاً للمصدر، فقد درات اشتباكات متقطعة على محور المدارس، ومحوري الكازية والقبة في محيط أحياء درعا البلد، وسط استهداف الأحياء المحاصرة لقصف مكثف من قبل “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد مدعومة من الميليشيات الإيرانية، بقذائف الهاون والدبابات والمضادات الأرضية. وتزامن القصف على تفجير استهدف حاجزاً لقوات النظام بين بلدتي أم المياذن والنعيمة في ريف درعا الشرقي.
عضو لجنة التفاوض المركزية أبو علي المحاميد أكد لـ “القدس العربي” توقف المفاوضات بين وجهاء درعا وممثلي النظام السوري وسط تهديد الاحياء المحاصرة بالاقتحام ما لم يتم تنفيذ المطلوب منهم بسحب السلاح وتفتيش المنازل وتقطيع أحياء درعا البلد بالحواجز العسكرية.
وقال “الآن لا توجد مفاوضات، هناك فرض، وإملاءات علينا، وتهديد بالقصف والقتل في حال عدم تنفيذ مطالب اللجنة المركزية” مضيفاً “ليس هناك مفاوضات لأن النظام لا يعتبرنا طرفاً، فليس لدينا قوة عسكرية ولا قوة سياسية حتى النظام يفاوضنا، فحن لسنا فصائل عسكرية لديها أسلحة ثقيلة، وليس لدينا قيادات سياسية”.
وقال عضو اللجنة الأهلية “نحن شعب بسيط مسالم، لا نريد الحرب، النظام يطالب أهالي درعا ولا يفاوضهم لعدم وجود أوراق قوة، هم الطرف الأقوى ونحن محاصرون في دائرة ضيقة يمنع عنا كل مقومات الحياة، كما أن الأهالي في درعا البلد، محرومون من الماء والكهرباء، ويمنع عنهم الخبز والطحين والمياه وحليب الأطفال”. ونتيجة فشل جولة المباحثات الأخيرة، أصدرت لجنة التفاوض في محافظة درعا، بياناً حذرت فيه من الهيمنة الإيرانية على منطقة الجنوب السوري، بعد دخول أربعين يوماً على حصار أحياء درعا البلد، عقاباً على موقفهم من الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً.
وطالبت اللجنة في بيانها، الضامن الروسي احترام التزاماته بصفته الدولة الضامنة لاتفاق التسوية عام 2018، مناشدة الأمم المتحدة التدخل الفوري لإنهاء الحصار ومنع الميليشيات الإيرانية من اقتحام أحياء درعا البلد المحاصرة.
وأكدت اللجنة الأهلية رفض أهالي درعا البلد والمناطق المحاصرة الحرب والإصرار على التفاوض حتى التوصل إلى حل وجاء في البيان “لكن النظام والميليشيات الإيرانية لازالوا يرفضون الحل، ويصعدون من عملياتهم العسكرية” مشيرة الى أن جميع الاقتراحات التي قدمتها لجنة التفاوض من أجل إيقاف القصف ومحاولات الاقتحام والتهجير الكامل قوبلت بالرفض. ووفقاً للجنة فإن التصعيد العسكري سيؤدي إلى كارثة إنسانية وموجة نزوح في المنطقة، كما دعت وفود المعارضة للانسحاب من مسارات جنيف وأستانة، خلال مدة أقصاها 48 ساعة منذ صدور البيان إذا لم يتم رفع الحصار عن درعا.
وكانت قوات النظامين السوري والروسي حاصرت أحياء درعا البلد في 24 حزيران الفائت، عبر إغلاق معظم المعابر المؤدية إلى البلدة بالسواتر الترابية، نتيجة رفض وجهاء درعا البلد واللجنة المركزية المكلفة بالتفاوض نيابة عن الأهالي، مطالب الجنرال الروسي الملقب “أسد الله” بسحب السلاح الفردي من المنطقة، وفتح المجال أمام قوات النظام لمداهمة وتفتيش المنازل، وتهجير عدد من المطلوبين إلى الشمال السوري، مهددة بفتح الباب أمام الميليشيات الإيرانية لاستباحة المنطقة.
ونتيجة فشل المفاوضات، قال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران لـ “القدس العربي” إن النظام السوري، استقدم عشرات الأرتال العسكرية من العاصمة دمشق، والبادية السورية، والتي ضمت ميليشيات إيرانية، وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني، مزودين بعشرات الدبابات وآليات القصف العشوائي، تحت مسمى الجيش السوري، تطبيقًا للأمر الذي هدد به الجنرال الروسي أسد الله”.
ووفقاً للمتحدث فإن “ميليشيات الرضوان، وميليشيا 313، والحرس القومي، شاركت في الحملة العسكرية على درعا البلد، إضافة إلى الفرقتين الرابعة والتاسعة، واللواء 42 المعروف باسم قوات الغيث، بقيادة غياث دلا الذي يرتبط بشكل مباشر مع قيادات في الحرس الثوري الإيراني” حيث تحولت بعض الثكنات العسكرية في محافظة درعا وخصوصاً في الريف العربي إلى مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية والعراقية، وثكنات للفرقة الرابعة. وأبدى المتحدث اعتقاده أن هذه الميليشيات، هي التي حالت دون التوصل إلى حل مقبول لدى أطرف التفاوض، مصرة على إفشال عمليات التفاوض بين اللجنة الأمنية التابعة للنظام ولجنة التفاوض في درعا البلد.
“القدس العربي”