ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب الأميركي لم يرفض العمل العسكري شرقي الفرات، رغم أنه يعتبر أن أي عمل عسكري تركي بالمنطقة سينعكس سلباً على التوازنات التركية-الأميركية. إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استدرك الموضوع وجس نبض الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائهما الأخير في روما، قبيل إقدامه على عمل عسكري من 4 محاور جديدة في سوريا، تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وبحسب مصادر دبلوماسية أميركية مقربة من بايدن تحدثت للصحيفة، فإن “أميركا تراقب الساحة السورية ولا تجد أي هجمات باتجاه تركيا انطلاقاً من الأراضي السورية”، ولكن هذا لا يعني أن الإدارة الأميركية رفضت الخيار العسكري.
ونقلت الصحيفة عن المصادر الأميركية قولها إن “أي عمل عسكري تركي أحادي الجانب في المنطقة سينعكس بشكل سلبي على النفوذ الأميركي-التركي في المنطقة مع تغير في التوازنات فيها، وذلك لأن المناطق والمحاور الأربعة، وهي تل رفعت ومنبج وتل تمر وعين عيسى، تقع ضمن مناطق النفوذ الإيراني-الروسي، وحولها تتموضع قوات الجيش التابعة للنظام السوري”.
وتابعت الصحيفة: “تدافع واشنطن بشكل غير مباشر عن حزب العمال الكردستاني، ولكنها في الوقت نفسه تسمح باستهداف قواته في مناطق سيطرة إيران، فيما يسعى العمال الكردستاني عبر جبال قنديل للتقارب مع طهران بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وهناك صراع بين جناحين داخل الحزب، كما أن أميركا منزعجة من سلوك قيادات قنديل تجاه إيران، فيما بدأت قيادات الوحدات الكردية بعقد لقاءات مع ممثلي النظام في دمشق”.
ورأت الصحيفة أن الصفقة التي تنوي تركيا عرضها على روسيا قد تُقابل بالرفض، حيث يبدو أن احتمال موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الخطة ضعيف.
وأقرّ البرلمان التركي قبل أيام المذكرة الرئاسية المتعلقة بتمديد التفويض الخاص بإرسال قوات عسكرية إلى العراق وسوريا لعامين إضافيين. ووافق البرلمان التركي على المذكرة الرئاسية التي تمدد تفويض الرئيس رجب طيب أردوغان، بإرسال القوات التركية إلى سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين، اعتباراً من 30 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وتنص المذكرة على أن “المخاطر والتهديدات للأمن القومي التي تحملها التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا، في تصاعد مستمر”.
“المدن”