أعلن التلفزيون الإيراني عن توقيع طهران لاتفاق مع النظام السوري على استئناف «السياحة الدينية» بين البلدين. وكانت «القدس العربي» قد كشفت في تقرير بتاريخ 3 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، تحت عنوان «ماذا وراء إعلان مصادر إيرانية استئناف الزيارات الدينية إلى سوريا؟» عن اعتزام مجلس التخطيط والتنسيق التابع لبعثة المرشد الإيراني، وهيئة الحج والزيارات الدينية الإيرانية، الإعلان عن استئناف الزيارات الدينية لسوريا، بعد إرسال وفد من إيران للتنسيق مع مسؤولين من النظام السوري بهدف السماح للقوافل الإيرانية بالدخول لسوريا.
وحسب التلفزيون الإيراني، اتفقت إيران والنظام السوري على استئناف السياحة الدينية بين البلدين، على أن ترسل طهران في المرحلة الأولى من الاتفاق 100 ألف إيراني إلى سوريا لزيارة المواقع الدينية. ووقع الاتفاق رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي رضا رشيديان عن الجانب الإيراني، وعن السوري وزير السياحة في حكومة النظام محمد رامي مارتيني. ووفق رشيديان تعهد الجانب السوري بموجب هذا الاتفاق بتأمين الأمن الكامل للزوار الإيرانيين، لكن للآن لم تعلن منظمة الحج والزيارة الإيرانية بعد عن موعد استئناف الرحلات الدينية إلى سوريا.
وحسب الباحث في مركز «جسور للدراسات» وائل علوان، فإن الغرض من الإعلان عن هذا الاتفاق في هذا التوقيت، هو سياسي بالدرجة الأولى، وفق تأكيد الباحث لـ«القدس العربي» الذي أوضح: «تريد إيران في هذا الوقت الذي نشهد فيه حراكاً عربياً نحو دمشق، القول إنها موجودة في سوريا، ولا يمكن لوجود طرف آخر أن يؤثر على وجود الآخرين».
وقال عضو «هيئة القانونيين السوريين» المحامي عبد الناصر حوشان، إن هذه الزيارات كانت تأخذ طابع الزيارات السياحية العادية، وغالباً ما كانت تنفذ عن طريق مكاتب سياحية دون النظر إلى خلفيتها «الدينية». واستدرك في تصريحه لـ«القدس العربي» لكن في العام 2018، مع صدور قانون تنظيم وزارة الأوقاف، تم ترسيم المذهب الشيعي في سوريا، والاعتراف بالمراجع الشيعية رسمياً في مؤسسات الدولة الدينية سواء في وزارة الأوقاف أو المجلس الفقهي الأعلى، انعكس ذلك على شرعنة وجود الحوزات الشيعية، وتملك الشيعة العقارات في سوريا باسم الأوقاف بل أكثر من ذلك أصبحت شريكة في الإدارة والانتفاع من الأوقاف الإسلامية.
وحسب القراءة السابقة، يعتقد حوشان خطورة أن هذا الاتفاق يكرس عملية التغيير الديموغرافي في سوريا الذي تعمل عليه إيران، أي زيادة أعداد عناصر المليشيات في سوريا تحت مسمى السياحة الدينية، وتكريس قداسة «المقامات والمزارات» الشيعية باعتبارها تراثاً شيعياً يحق لأصحابه زيارته والحج إليه، من باب حق حرية الاعتقاد وحرية ممارسة الطقوس والشعائر الدينية.
وكانت إيران وسوريا قد ألغتا التأشيرة بين البلدين عام 2009، لكن اندلاع الثورة السورية أوقف الرحلات الدينية الجماعية من إيران إلى سوريا، وتم استئنافها جزئياً عام 2019 لكن تفشي جائحة كورونا أوقفها مرة أخرى.
“القدس العربي”