قالت مصادر عشائرية سورية إن الهدف من تأسيس حزب «البناء والتطوير السوري» في ريف محافظة الحسكة، هو اختراق قبيلة «شمر» من جانب حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي. وحسب مصادر متطابقة، يتم التحضير للإعلان عن تشكيل الحزب الجديد المدعوم من «الاتحاد الديمقراطي» في ريف مدينة القامشلي، حيث يتولى محمد قانع حران، أحد وجهاء قبيلة «شمر» رئاسته.
وأوضحت مصادر خاصة لـ«القدس العربي»، أن الحزب يهدد تماسك قبيلة «شمر» التي يتزعمها الشيخ حميدي دهام الجربا، مما يعني تقليل سطوة الأخير، بما يمثله من ثقل في القامشلي. وقال المتحدث باسم «مجلس القبائل والعشائر السورية»، الشيخ مضر حماد الأسعد، إن توجه «الاتحاد الديمقراطي» الكردي الذي يقود ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلى تشكيل هذا الحزب ودعمه مالياً وسياسياً، يأتي للالتفاف على الضغوطات التي يتعرض لها من قبل «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، في سبيل إشراك المكون العربي (العشائري) في إدارة المنطقة.
وأوضح لـ«القدس العربي»، أن «قسد» بدأت باختراق قبيلة «شمر» وشيخها حميدي دهام الجربا، الذي يتعامل بالحد الأدنى معها، إدراكاً منه لحقيقة مشروع «قسد» الانفصالي القومي، كما هو حال غالبية العشائر العربية. وقال حماد الأسعد، إن «قسد» تريد تشكيل أكبر عدد ممكن من التيارات الحزبية والعسكرية، لضمان عدم الخروج الكامل عن طاعتها، وخصوصاً أن الشيخ حميدي دهام الجربا، زار دمشق لأكثر من مرة، واجتمع بالروس في قاعدة حميميم الروسية بالساحل السوري.
ويتزعم بندر نجل الشيخ الجربا ميلشيا «الصناديد» التي تتكون من مقاتلين من أبناء قبيلة «شمر»، ورغم تعاون الميليشيا مع «قسد» وتلقيها الدعم المباشر منها، إلا أنها ترفض القتال خارج المناطق التي تنتشر فيها قبيلة «شمر» لتجنب الصدام مع القبائل العربية الأخرى، وهو ما أثار غضب «قسد» من الميليشيا. ونتيجة ذلك، لجأت «قسد» إلى إضعاف حضور الجربا في قبيلة شمر، من خلال تشكيل هذا الحزب، ودعمه مالياً بشكل كبير، مؤكداً أن فرص تشتيت القبيلة من خلال هذا الحزب مرتفعة، ولا سيما مع كثرة الإغراءات المادية.
ويرى نائب رئيس «الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة»، فواز المفلح، أن الغرض من دعم «قسد» للحزب الجديد، هو تقسيم «شمر» إلى قسمين لتسهيل السيطرة عليها، وإضعاف دور «الجربا». ويضيف لـ«القدس العربي»، أن الشيخ الجربا يحظى بدعم كبير من «شمر» ومن القبائل الأخرى، ما دفع بـ»قسد» إلى دعم حران لاستقطاب شباب القبيلة من خلال المغريات المادية (الرواتب)، علماً بأن حران يتزعم ميليشيا «حماة الجزيرة» المنضوية في صفوف «قسد». وإلى جانب ذلك، يلفت المفلح إلى اعتزام «قسد» إجراء انتخابات محلية على مستوى «الإدارة الذاتية» هذا العام، ويعلق بقوله: «تعمل قسد على أن يربح الحزب الجديد الانتخابات ممثلاُ لقبيلة شمر، بدلاً من الجربا، الذي يشكل حجر عثرة أمام فرض سيطرتها كاملة على العشائر العربية في مناطق سيطرتها».
ولم يتسن لـ«القدس العربي» الحصول على رد من «قسد»، بعد أن امتنع أكثر من مسؤول فيها عن التعليق. وطبقاً لمصادر من الحسكة، استطاع رافع حران استقطاب عدد كبير من شباب «شمر» عبر الدعم المالي الكبير، بحيث أصبحت مليشيا «حماة الجزيرة» التي يتزعمها تسيطر على كامل الخط الحدودي مع العراق أو ما يعرف بالطريق السياسي الممتد من بلدة الهول في ريف الحسكة وصولاً إلى معبر اليعربية شمال شرق البلاد.
“القدس العربي”