يعاني الشعب الأوكراني منذ 24 شباط/فبراير وطأة عدوان روسي غير مبرر على أرضه ووطنه وقراره المستقل، لأن دكتاتوراً في موسكو يعيش بهواجس امبراطورية بائدة. وقد عانى السوريون على مدى سبعة أعوام من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قواته نفسها في سورية بقصف المدن والأسواق والمدارس والمشافي وقوافل الإغاثة حتى الأممية منها، وندرك كسوريين عانوا من نفس العدو حجم معاناة المدنيين الأوكرانيين وهم يعيشون تحت هذا القصف المجنون الخارج عن كل القوانين والأعراف الدولية.
لقد جرب بوتين مئات الأسلحة في اللحوم الحية لعشرات الآلاف من السوريين وأطفالهم، في جرائم موثقة من المنظمات السورية والدولية، ومع ذلك يفاخر فيها قادته العسكريون بدون أي إحساس بتأنيب الضمير.
إن سكوت العالم عن جرائم القوات الروسية ومرتزقتها وسلاح جوها في سوريا واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن كل هذه الأعوام هو الذي شجع مجرم الحرب بوتين على الإمعان في استهتاره بالقوانين الدولية والمضي قدماً في تنفيذ مخططاته العدوانية التي باتت تشكل خطراً على استقرار وأمن العالم والحضارة الإنسانية خصوصاً مع تلويحه باستخدام السلاح النووي.
إن المعركة التي تدور الآن في أراضي أوكرانيا ليست مجرد نزاع بين دولتين، بل هي معركة بين الحرية والاستبداد، بين الأمن والفوضى، بين احترام قيم الإنسانية وإهدارها، وإن جميع أحرار العالم ملزمون أخلاقياً بالوقوف ومساندة نضال الشعب الأوكراني من أجل حريته في معركته من أجل استقلال وطنه.
لقد ذاق السوريون خلال أحد عشر عاما ويلات حرب مجنونة أطلقها مجرم حرب ليس في أوصاف اللغة ما يفي بإجرامه ضد الإنسانية هو بشار الأسد، وبمساندة ومشاركة من نظام ديكتاتوري وعدواني في روسيا معاد لقيم التحرر والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وبناء نظامها السياسي المستقل، إن ترك هؤلاء المجرمين من دون محاسبة وعقاب سيجعل هذا العالم أكثر ظلاماً وقبحاً.
إن الدرس بليغ في هذا العدوان الروسي على أوكرانيا وشعبها، واجتماع كلمة الدول الحرة على محاسبته وتطبيق أقسى العقوبات الاقتصادية والعزل السياسي عليه الغرب والعمل على محاسبته على جرائمه، ومنح الأوكرانيين السلاح الازم لحماية أنفسهم، كان يجب أن يكون في سوريا أيضاً، ولو كان حصل ذلك من قبل لما وصل الأمر إلى ما يحصل اليوم، ومع ذلك لم تفت الفرصة لتصحيح ذلك، فمجرم الحرب في دمشق لازال يمكن جلبه للمحكمة الجنائية الدولية أيضاً، وهو أسهل من جلب بوتين، وربط العقوبات الغربية بما يفعله الروس في سوريا حيث تم تحويلها إلى قاعدة استراتيجية لمواجهة العالم الحر، والقيام حماية المدنيين، وإدانة موسكو بمختلف أشكال الإدانة، وممارسة أقصى أشكال الضغط لإطلاق عملية سياسية من أجل انتقال سياسي بناء على القرارين الدوليين 2118 و2254، لا ينبغي أن يتم القبول بهذه الازدواجية في الحالتين، وهما مرتبطتان أشد الترابط.
إننا نعرب عن تعاطفنا الكبير مع معاناة الشعب الأوكراني ومع الضحايا المدنيين والمهجرين والنازحين، ونقف إلى جانبهم، ونطالب بكل حزم ضرورة أن يحال مجرمو الحرب فلاديمير بوتين وبشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، لأن هذا السبيل فقط سيعطي الأجيال القادمة شعلة أمل بأن قيمنا كبشر متحضرين لم تدسها أحذية الديكتاتوريين.
الرحمة للشهداء السوريين
الرحمة للشهداء الأوكرانيين
عاشت سورية
عاشت أوكرانيا
5-3-2011
الموقعون:
عبد الباسط سيدا
جورج صبرة
محمد صبرا
اديب الشيشكلي
سمير نشار
عالية منصور
محمد منير الفقير
عبد الرحمن الحاج
وائل العجي
فضل عبد الغني
سهير اناسي
اسعد العشي
رديف مصطفى
وائل عبد العزيز
بهاء الدين نجيب
باسل الجنيدي
عمر إدلبي