خرجت مسيرات من الموظفين والطلبة، في مدينتي طرطوس واللاذقية في الساحل السوري، تأييداً للغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت يكثف النظام السوري من حملات التجنيد في عموم المحافظات، تمهيداً لتعبئة وتجنيد المدنيين ضمن ميليشيات مسلحة، لنقلهم إلى روسيا، والمشاركة في القتال والغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تشمل هذه الحملات المحافظات الجنوبية ومدن الساحل السوري.
وفي الجنوب السوري، كشفت شبكة أخبار محلية عن تحركات روسية مكثفة تستهدف مدينة السويداء، حيث نقلت شبكة «السويداء A N S» المحلية، عن مصادر مطلعة أن النظامين السوري والروسي افتتحا مراكز التجنيد في مدينة السويداء، التي قامت بدورها بإعداد قوائم من شبان المحافظة، لنقلهم إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية تمهيدا لسفرهم إلى أوكرانيا والقتال في صفوف الميليشيات المسلحة التي تقاتل لصالح روسيا.
وتحدث المصدر عن استقطاب مراكز التجنيد لعدد من أبناء المحافظة خلال الأيام الماضية عبر مكاتب وأشخاص يعملون لصالح «الأمن العسكري»، مشيراً إلى أن صاحب أحد مكاتب التجنيد في سوق المدينة يتلقى من شعبة «المخابرات العسكرية»، 30 ألف ليرة سورية مقابل الاسم الواحد، أي أقل من 8 دولارات، حيث تنقل هذه المخابرات قوائم الأسماء إلى القيادة الروسية في مطار حميميم باللاذقية.
وحسب أحد أبناء المحافظة الذي يستعد للسفر إلى روسيا، فإن الأوراق المطلوبة للتسجيل صورة عن البطاقة الشخصية وبعض الأوراق المهمة للسفر. في موازاة ذلك، فقد بدأت القوات الروسية، منذ نحو شهر، بتنظيم قوائم بأسماء من أبناء بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق، الراغبين بالقتال إلى جانب القوات الروسية، تمهيداً لنقلهم إلى أوكرانيا.
وذكر موقع صوت العاصمة المحلي، أن عملية تنظيم القوائم تجري بإشراف قيادات محلية من جنوب دمشق، التي تتواصل بدورها بشكل مباشر مع الجانب الروسي، وعلى رأسهم «أبو هادي شموط» الذي يعمل مترجماً خاصاً للجيش الروسي في المنطقة، والمسؤول عن تجنيد المرتزقة من أبناء المنطقة لصالح القوات الروسية منذ سنوات.
ووفقاً للمصدر فقد خصّ الجانب الروسي، المقاتلين السابقين إلى جانب قواتهم في ليبيا، والراغبين بتجديد عقودهم القتالية، بالأولوية في عملية التجنيد للقتال في أوكرانيا، إلى جانب آخرين من غير المجندين سابقاً، مشيراً إلى أن العملية لا تزال مقتصرة على تنظيم قوائم الأسماء وإرسالها إلى قاعدة حميميم العسكرية لاستصدار موافقات أمنية للمرتزقة المتقدمين بطلبات التجنيد، مشيراً إلى أن «القوات الروسية ستخضع المجندين الجدد لدوريات عسكرية في معسكرات تابعة للفيلق الخامس، قبل نقلهم إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن عدداً من عناصر الفيلق الخامس المدعوم روسياً، سيرافقون المرتزقة في مهامهم القتالية في أوكرانيا، على أن يتلقى المجندين أوامرهم من ضباط الفيلق الخامس».
وحول تفاصيل العقود، فإن شروط التجنيد مشابهة للشروط المنصوص عليها في عقود التجنيد للقتال في ليبيا وفنزويلا، وتتضمن إرسال المرتزقة إلى نقاط متقدمة ضمن القواعد العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، حيث تجري عمليات التجنيد عبر المندوبين المرتبطين بروسيا سابقاً، والعاملين على تجنيد المرتزقة للقتال في ليبيا وفنزويلا.
القوات الروسية كانت قد بدأت منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بتجنيد المرتزقة في محافظات عدّة، تمهيداً لنقلهم إلى قواعدها في أوكرانيا لاحقًا. واتهمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بداية الشهر الجاري، روسيا بتجنيد مقاتلين سوريين وأجانب آخرين للقتال في أوكرانيا. وأفاد مسؤولون في البنتاغون بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجري حملة تجنيد لنقل بعض المقاتلين من سوريا للمشاركة في المعارك في أوكرانيا. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت أيضاً عن أربعة مسؤولين أن موسكو التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير وتواجه مقاومة لم تكن تتوقعها، باشرت في الأيام الأخيرة بتجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية. وصرّح أحد هؤلاء المسؤولين للصحيفة بأنّ بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج المئات في مسيرات في مدينتي طرطوس واللاذقية في الساحل السوري، تأييدًا للغزو الروسي لأوكرانيا، وذكر المرصد، أن الفرق الحزبية وبتوجيهات من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، دعت ونظمت مسيرات خرجت في الساحل السوري، مشيراً إلى أن غالبية من حضرها هم من الموظفين وطلاب المدارس والجامعات. وسبق أن خرجت مسيرات تؤيد الغزو الروسي لأوكرانيا في كل من دمشق ودير الزور وحلب وحمص ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة النظام، بتوجيهات من أجهزة النظام الأمنية.
“القدس العربي”