المصدر: جيروزاليم بوست
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: سيث فرانتزمان
غادر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إلى دمشق، العاصمة السورية، على رأس وفد من مسؤولي وزارة الخارجية هذا الأسبوع. وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى الزيارة ولذلك لم تكن سرّيّة. يأتي ذلك بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ولم توضح وسائل الإعلام الإيرانية الكثير عن الزيارة، مشيرة إلى أن الإيرانيين تحدثوا مع كبار المسؤولين السوريين عن تطورات العلاقات بين البلدين. وتحدث فيصل مقداد من سورية إلى المراسلين في دمشق، بحسب شبكة ABC News. على ما يبدو، حضر الأسد الاجتماعات إلى جانب المسؤول السوري اللواء علي مملوك.
ورّحب أمير عبداللهيان بنهج المصالحة الإماراتي تجاه سورية. وأضاف أن طهران على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي مع القوى العالمية.
من غير المستغرب أن يقول كلا البلدين إنهما يدعمان روسيا ويتفهمان مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بأوكرانيا. وقال مقداد “روسيا تدافع عنّا جميعاً وتدافع عن سيادتها”.
إن ذلك طبيعي لأن الدول الثلاثة (روسيا وإيران وسورية) من المحور نفسه لذلك فمن غير الوارد أن ينتقد أحدهم الآخر.
وذكرت وكالة الأنباء العربية السورية أن البلدين اتفقا على أن “الميزان الدولي يجب ألا يتعرض لصدمات خطيرة تهدد من خلالها الدول الغربية السلم والأمن الدوليين”.
وقد تحدّثوا أيضاً عن زيارة الإمارات. وقال أمير عبداللهيان “نرحب ونشعر بالرضا عما تفعله بعض الدول العربية بتطبيع العلاقات مع سورية”. ولكن من المثير للاهتمام أن إيران ألمحت إلى أنها قد تكون على وشك التوصّل إلى اتفاقية جديدة وعقد صفقة إيرانية جديدة مع الولايات المتحدة عبر المفاوضات في أوروبا حيث إن روسيا كانت تؤجل المحادثات.
ويأتي الاجتماع في سياق استخدام إيران للصواريخ لاستهداف أربيل في العراق حيث تتمركز القوات الأمريكية. وقالت طهران: إنها استهدفت أيضاً منشأة “للموساد” في أربيل. وذكر تقرير آخر أنه في شهر شباط/ فبراير قامت الولايات المتحدة باعتراض طائرات إيرانية بدون طيار كانت تستهدف إسرائيل. إذن فمن الواضح أن إيران ترسل رسائل حول قدراتها.
كما يُسلّط مثل هذا اللقاء الضوء على العلاقات القوية المستمرة بين طهران ودمشق. فقد ذكرت تقارير في وسائل الإعلام التركية مؤخراً أن إيران قد تزيد من دورها في سورية حيث تركز روسيا على أوكرانيا. ويمكن أن يكون لهذا آثار على إسرائيل.
ومع اقتراب إيران من التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن تزيد من هجماتها ضد إسرائيل باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ، فضلاً عن ترسيخها في سورية.
“نداء بوست”