تكثف إيران من أنشطتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بالتنسيق مع النظام السوري، في عموم سوريا، وبالمنطقة الجنوبية بشكل خاص، في مؤشرات على إعادة التموضع في البلاد، مستخدمة في ذلك مختلف الأدوات لإنجاح التغلغل الثقافي داخل سوريا، ومستغلة الانشغال الروسي بالحرب على أوكرانيا.
في هذا الجانب تحدث المدير الإعلامي لشبكة أخبار «تجمع أحرار حوران» المحلي الإخباري، أيمن أبو نقطة، لـ «القدس العربي» عن الأدوات الإيرانية الناعمة التي تنتشر في درعا، وعلى رأسها الجمعيات الخيرية التي تستغل الظروف الاقتصادية المتدهورة.
مستغلةً حاجة النظام لها والانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا
ونتيجة لذلك، ينجذب البعض إلى ما وصفه المتحدث بـ «السلاح الإيراني ذي الوجه الإنساني»، لافتاً إلى أن إيران بنت استراتيجيتها على أسس القوة الناعمة والدعم العسكري.
وعلى صعيد القوة الناعمة، قال أبو نقطة «تكثف طهران مشاريعها وتحركاتها في محافظة درعا تحت عباءة الجمعيات الخيرية بغية زيادة نفوذها بين أبناء المحافظة، ونشر التشيع من خلال استغلال فقر وعوز الأسر التي تعاني جراء الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية». مبيناً أن إيران افتتحت العديد من الجمعيات الخيرية في المحافظة منذ اتفاق التسوية الذي أبرم في محافظة درعا عام 2018، وعلى رأسها جمعية «الزهراء» في مدينة درعا، التي دشنها ممثل المرشد الأعلى لإيران في سوريا آية الله أبو الفضل الطبطبائي، فيما يدير الجمعية أحد أبناء محافظة درعا المقربين لطهران».
جميعة الزهراء وفق المصدر، تعمل على عدة أنشطة علنية، أهمها تقديم المساعدات الإنسانية والعلاج، لكن جوهر دورها يعمل على نشر «التشيع من خلال التعاون مع مفتي درعا الحالي بسام المسالمة واستقطابه للشبان في العديد من المناسبات».
وتحظى هذه الجمعية بعلاقات وثيقة مع مدير أوقاف محافظتي درعا والسويداء أحمد الصيادي، حيث تشرف الجمعية وفق المتحدث على إرسال العديد من الخطباء والأئمة لحضور دورات دينية في المستشارية الثقافية الإيرانية في العاصمة- دمشق، كما تعمل على شراء العقارات لصالح مكتب «خامنئي» في سوريا، باستخدام السماسرة وبعض التجار، مشيراً إلى أن أبرز رجال الأعمال المتعاونين «علي المسالمة» الذي يعمل كوسيط بين إيران وأصحاب العقارات.
أما على المستوى العسكري، فتعمل الجمعية على تجنيد أبناء محافظة درعا، ضمن ميليشيات محلية، بإشراف «عضو قيادي في حزب البعث غسان المسالمة، الذي ساهم في تجنيد العديد من الشبان ضمن قوات الفرقة الرابعة أو الميليشيات التي تديرها إيران في الجنوب السوري».
ووفق دراسة لمركز جسور للدراسات الاستراتيجية، فإنه منذ مطلع عام 2022 بدأت إيران باتخاذ مجموعة من الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بالتنسيق مع النظام السوري، لا سيما أنّها تتزامن مع اندلاع الصراع في أوكرانيا وتحقيق تقدُّم في المفاوضات النووية.
وذكرت الدراسة بعض هذه الأنشطة وهي:
• الزيارة غير المسبوقة والمُعلَنة لمدير مكتب الأمن الوطني للنظام السوري علي مملوك إلى طهران في 27 شباط/ فبراير 2022، ولقاؤه الرئيس الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي.
• الزيارة الطارئة لرئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض إلى دمشق في 2 آذار/ مارس 2022 ولقاؤه رئيس النظام السوري بشار الأسد.
• زيادة معدّل نشاط الخلايا الأمنيّة التابعة للميليشيات الإيرانية ضِمن مناطق سيطرة «قسد».
• توسيع عمليات نقل الأسلحة ومنظومات الاستطلاع والدفاع الجوي والطيران المسيَّر من العراق إلى سوريا ولبنان خلال شباط/ فبراير 2022.
• تكثيف اللقاءات بين الوفود الاقتصادية والتجارية بشكل غير مسبوق منذ تدخُّل إيران في سوريا.
“القدس العربي”